نحن في بداية عام 2022 ولايزال معيار Wi-Fi 6E الأحدث من تقنية واي-فاي لم يحظى بانتشار واسع، كذلك الحال مع معيار واي فاي 6 فمازال غير مدعوم على غالبية الأجهزة المنزلية حتى اللحظة على الرغم من إطلاقه في 2019. لكن كما نعرف، فقطار التقنية لا يعرف محطة الوصول حيث بدأ بالفعل العمل على تطوير معيار Wi-Fi 7 الذي يهدف إلى جعل كابلات الإيثرنت شيء عفا عليه الزمن بتوفير سرعة مُذهلة في نقل البيانات لاسلكياً. لذا دعونا نلقي نظرة على التطويرات والتحسينات وما يعد به هذا المعيار الجديد.
لمحة سريعة عن تاريخ تقنية Wi-Fi
تعد Wi-Fi تسمية تجارية استخدمت من قبل مجموعة من الشركات والمصنعين، تعتبر تلك المجموعة مسؤولة عن معايير الأمان WPA والمتضمنة WPA و WPA 2 و WPA3 حيث أضافت هذه المعايير التشفير للـ Wi-Fi وفي عام 2018 قررت هذه المجموعة تعديل تسمية إصدارات معايير الواي فاي لتصبح قريبة للمستخدم بشكل أكبر، ومن هنا بدأنا نرى تسميات Wi-Fi 4 و Wi-Fi 5 و Wi-Fi 6 ويعد معيار W-Fi أساسا خلفًا لمعيار 802.11 الأب لأنظمة الاتصالات اللاسلكية، طور 802.11 عام 1990 تحت اسم WaveLAN وكان مخصصًا حينها لأنظمة البنوك والمحاسبة.
شهد عام 1999 تطورا في الكفاءة من ناحية عرض الحزمة وإتاحة المجال لمعدلات نقل عالية تصل ل 45 ميجابت في الثانية، ويعود ذلك التطور إلى استخدام تقنية OFDM أو ما يعرف ب تقنية تعدد الإرسال بتقسيم التردد المتعامد، فكانت تلك التقنية مستخدمة في أنظمة الاتصالات المختلفة ولكن عام 1999 تم استخدامها لأول مرة في بروتوكول الـ Wi-Fi وتحديدًا المعيار 802.11a، وما يميز هذه التقنية هو إتاحتها لإمكانية نقل البيانات ذات معدل البت المنخفض من خلال استخدام عدد كبير من الإشارات الحاملة مما أعطاها صفة المرونة والقدرة على مواجهة التأثيرات المختلفة مثل التداخل، إضافة إلى تمكينها المستقبل من استقبال إشارات ضعيفة.
تطورت تلك التقنيات بمرور السنين وأطلق العديد من إصدارات الـ Wi-Fi والتي حمل كل منها تحسينًا وخصوصًا بمعدل نقل البيانات، فعلى سبيل المثال 802.11n أو ما يعرف بـ Wi-Fi 4 والذي وصل فيه معدل نقل البيانات ل 150 ميجابت في الثانية، إلى أن وصلنا لـ Wi-Fi 6 وهو أول إصدار دعم بشكل فعلي سرعات تقاس بالجيجابت، وها نحن على أعتاب إصدار تالي من الواي فاي، فما الجديد في Wi-Fi 7 ؟
ما الجديد في تقنية Wi-Fi 7 ؟ وكم ستبلغ سرعتها ؟
تشير المعلومات إلى أن الإصدار 7 سيجعل كبل الإيثرنت من الماضي من خلال سرعات النقل المهولة التي يدعمها، وكأسلافه من الإصدارات، فإن الإصدار السابع مبني على المعيار 802.11be والذي نُشرت مسودته في مايو 2021 مع الإشارة إلى أنها مازالت مسودة ولم يتم الموافقة عليها بشكل رسمي من قبل ال FCC.
واللافت للنظر هو احتمالية جعل كبل الإيثرنت من الماضي كما ذكرت سابقًا وتحديدا لفئات معينة لكلا المستخدمين العاديين والمتخصصين، وحقيقة ما يجعل هذا الاحتمال صحيح هو إتاحة هذا الإصدار (نظريًا) الوصول لسرعات تبلغ 30 جيجابت في الثانية، أي ما يعادل 3 أضعاف السرعة المتاحة في الإصدار 6 والتي تصل ل 9.6 جيجابت في الثانية، وتبعًا للمسودة المذكورة سابقًا فإنه سيطلق على سرعة النقل تسمية ETH (Extremely High Throughput) أو المردود الفائق.
والجدير بذكره، هو تقديم تقنيات الإيثرنت الحالية معدلات تصل في حالتها العظمى ل 10 جيجابت وهي بالأساس معدلات غير موجودة في أجهزتنا كمستخدمين عاديين، وفي حال سمعت عن تيرا بت إيثرنت (Terabit Ethernet) فإنك لن تستطيع تجربته لاقتصار استخدامه على مراكز البيانات الضخمة ، وفي حال كان من الممكن أن يطبق ضمن أجهزة المستخدمين العاديين فإن ذلك لن يحدث في الوقت الحالي، وهنا تحديدا تبرز أهمية الإصدار 7 حيث من الممكن أن يوفر القدرة على التخلي عن الاتصالات السلكية في حالات معينة.
ما المميز في هذا الإصدار ؟
بغض النظر عن السرعات العالية الممكنة، يخطط مجتمع و تحالف Wi-Fi لإضافة تطورات هامة أخرى، وهي:
- التوافق مع الإصدارات القديمة: سيكون الإصدار الجديد متوافقًا مع الأجهزة القديمة والتي تعمل في مجال الترددات من قبيل 2.4 GHz و 5 GHz و 6 GHz وبالتالي لن تحتاج لأن تشترِ جهاز أو عتاد جديد لتتصل براوتر يدعم معيار Wi-Fi 7.
- وصول تردد 6 جيجاهرتز بكامل قوته: دُعمت هذه الحزمة بشكل كامل لأول مرة في إصدار Wi-Fi 6E، ويقتصر استخدام هذه الحزمة حاليا على تطبيقات الاتصالات اللاسلكية (Wi-Fi Applications) وما يميز هذه الحزمة هو التداخل القليل للغاية مقارنة بالحزم 2.4 GHz و 5 GHz.
- تأخير زمني منخفض: وفقًا للمسودة، سيأتي الإصدار 7 مع تأخير زمني أقل وموثوقية أعلى لتطبيقات الشبكات الحساسة للزمن، حيث تشكل هذه القاعدة أساسا من أساسات الحوسبة السحابية، ناهيك عن كونها متطلبًا أساسيا للتخلي عن الاتصالات السلكية.
- دعم آلية MLO: سيعمل هذه الإصدار بمبدأ Multi-Link Operation (عملية متعددة الوصلات) مع موازنة الحمل وتجميع عدة قنوات عاملة على ترددات مختلفة لتقديم أداء أفضل، حيث تتيح MLO الحصول على مردود عال، مما يعني قدرة الراوتر العامل بالإصدار 7 على استخدام جميع الفنوات والحزم الترددية المتاحة بشكل ديناميكي لزيادة سرعة الاتصال وتجاهل الحزم عالية التداخل.
- مضاعفة تحسينات معيار 802.11ax: يعتبر Wi-Fi 7 ترقية مباشرًة لتقنيات الإصدار Wi-Fi 6، مثل تحسين عرض الحزمة للقنوات من 160MHz إلى 360 MHz، مما يتيح سرعات أعلى، واستخدام تقنية تعديل سعة التربيع (QAM) وهي طريقة من طرق التعديل الرقمي تمكن من حشر بيانات أكثر بكل هرتز.
متى سيكون هذا الإصدار متاحًا ؟
على الرغم من إعلان بعض الشركات وتحديدا MediaTek من استخدامها للسرعات التي يقدمها هذا الإصدار، فإننا لن نرى منتجات عاملة على هذا الإصدار قبل العام 2023 في الأسواق، وتبعا ل IEEE فإنه من الممكن أن يكون عام 2024 هو العام الذي سيصدر به Wi-Fi 7، ولكن يمكنك في الوقت الحالي أن تشتر راوتر يعمل على الإصدار 6 والتمتع بالسرعات الهائلة التي يقدمها مقارنة بأسلافه.
وفي النهاية، عندما تراقب عن كثب الفروقات الهائلة بين كل إصدار ستدرك أنه من الممكن أن نصل في وقت ما لسرعات من فئة التيرابت وليس الجيجابت فقط، فالقصة كلها بدأت ب 45 ميجابت ووصلت اليوم إلى 30 جيجابت في الثانية.