نحن نعيش الآن في عصر السرعة حيث أصبح كل شيء يستغرق وقتًا أقل بكثير مما كان عليه الحال قبل عقد أو أكثر من الزمان، وبالطبع تعتبر الأجهزة الذكية أحد أهم العناصر في هذا النظام السريع حيث أصبح بإمكاننا الآن القيام بالكثير من المهام بكل سهولة وسرعة من مكاننا الحالي، ولذلك أصبحت تقنيات الشحن السريع من أهم التقنيات الحديثة في أي هاتف أو جهاز ذكي، وعلى الرغم من تنوع معايير الشحن السريع بشكل كبير إلا أن USB Power Delivery أصبح هو الأفضل الآن واتجهت كل الشركات للاعتماد عليه بشكل كبير، فما هي هذه التقنية وكيف تعمل؟ هذا ما نتعرف عليه بالتفصيل خال هذا الموضوع.
ما هو USB Power Delivery؟
تعتبر USB Power Delivery أحد معايير الشحن السريع المعتمدة من قبل الكثير من الشركات حاليًا، ومع ذلك فإن ظهوروها الأولي يعود إلى عام 2012 في نفس وقت ظهور USB-C تقريبًا، وبشكل عام يمكن أن تقدم جميع منافذ USB مستوى شحن أساسي عند 5 فولت وما يصل إلى 500 مللي أمبير، أما المنافذ الأحدث قليلًا فإنها تدعم 5 فولت و 900 مللي أمبير، ومع ذلك فإن هذه المنافذ تعتبر بطيئة جدًا في شحن الأجهزة الذكية الحديثة في وقتنا الحالي.
ومع ذلك فإن USB Power Delivery يعتبر أكثر قوة حيث أنه يدعم ما يصل إلى 100 واط من الطاقة والتي يمكن أن تشحن مختلف الأجهزة الإلكترونية بسهولة بما في ذلك الهواتف والأجهزة اللوحية وحتى أجهزة اللابتوب كبيرة الحجم، كما أن هذا المعيار يعتبر أكثر كفاءة وأفضل من ناحية الأمان حيث أن أجهزة الشحن تتواصل مع الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر عبر كابل USB من أجل الحصول على مستوى طاقة مثالي، وتدعم هذه التقنية جهد متغير عند 5 فولت و 9 فولت و 15 فولت و 20 فولت، ويمكن أن تتراوح الطاقة ما بين 0.5 وط إلى 100 واط.
ويُستخدم USB Power Delivery الآن بشكل واسع جدًا في الكثير من الأجهزة الذكية الحديثة، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة اللابتوب وغيرها من الأجهزة الأخرى من أجل دعم الشحن السريع، وبالنسبة للهواتف الذكية يمكن أن نعثر عليها في هواتف Google Pixel هذا بالإضافة إلى سلسلة جالاكسي S من سامسونج، كما تدعمها الكثير من أجهزة أبل بما في ذلك هواتف آيفون وأجهزة الماك بوك وغير ذلك الكثير من الأجهزة الأخرى.
إصدارات تقنية USB Power Delivery
بشكل عام تتوافق إصدارات USB Power Delivery مع بعضها البعض، بمعنى أنه يمكنك استخدام شاحن بإصدار USB PD 1.0 لشحن جهاز يدعم USB PD 2.0، ويوجد هناك حتى الآن ثلاثة إصدارات من USB PD حيث يتم تطويرها باستمرار من حيث سرعة الشحن وكفاءة استهلاك الطاقة.
بالنسبة لـ USB PD 1.0 فقد كان أبسط بكثير من الإصدارات الحالية حيث أنه كان يدعم 6 خيارات ثابتة للطاقة لشحن مختلفة الأجهزة، بما في ذلك 10 واط (5 فولت ، 2 أمبير) و 18 واط (12 فولت ، 1.5 أمبير) و 36 واط (12 فولت ، 3 أمبير) و 60 واط (12 فولت ، 5 أمبير) و 60 واط (20 فولت ، 3 أمبير) و 100 واط (20 فولت ، 5 أمبير)، وعلى الرغم من أن ذلك كان مناسبًا للكثير من الأجهزة إلا أنه لم يحقق المرونة المطلوبة وخاصةً بالنسبة للهواتف الذكية التي تحتاج جهد أقل في عملية الشحن.
أما بالنسبة للإصدارات الأحدث وهي USB PD 2.0 و USB PD 3.0 فهي تركز على المرونة بشكل كبير حيث أنها تسمح بنطاق أوسع من مستويات التيار مما يجعلها مناسبة لشحن الكثير من الأجهزة الذكية بشكل سريع، كما توفر الإصدارات الأحدث وتحديدًا USB PD 3.0 الكثير من المميزات الأخرى أيضًا بما في ذلك كفاءة الشحن وخفض الحرارة وزيادة نسبة الأمان وغير ذلك الكثير.
ما هي سرعة الشحن التي تقدمها USB PD؟
في الواقع يعتبر من الصعب إلى حد كبير معرفة مقدار السرعة الفعلى لتقنية USB PD وذلك لأنها تختلف حسب الشاحن وحسب الأجهزة المراد شحنها، ولكن بشكل عام يمكن إعطاء بعض الأمثلة التي توضح سرعة الشحن في الأجهزة الداعمة لهذه التقنية، فعلى سبيل المثال يتم شحن الهواتف ذات سعة بطارية كبيرة باستخدام تقنية USB PD مع 18 واط بشكل كامل في غضون أكثر من ساعة قليلًا، ولكن يمكن أن تستغرق أجهزة اللابتوب ذات السعة كبيرة الحجم والتي تستخدم شحن 60 واط ما بين الساعة والساعتين.
وعلى عكس أجهزة الكمبيوتر المحمولة، لا يُفضل شحن الهواتف الذكية باستخدام شاحن مرتفع الجهد، فعادةً ما تستخدم شواحن الهواتف الذكية ما بين 5 إلى 90 فولت وتيارات عالية من أجل شحن البطارية في أسرع وقت ممكن، على سبيل المثال تستخدم تقنية الشحن بقوة 65 واط من OnePlus جهد 10V وتيار 6.5A ويستخدم Huawei 40W نفس المستوى 10V و 4A، وذلك من أجل توفير أعلى مستوى من الكفاءة والسرعة عند شحن الهاتف.