هل تخيلت في يومٍ من الأيام أن تقوم بالتحدث أمام الحاسوب فيقوم بكتابة ما تمليه عليه مباشرةً! بدون إطالة، دعني أقول لك أن هذا يحدث فعلًا بفضل تقنية "تحويل الكلام إلى نص" Speech-to-text التي تعمل بالاعتماد على الميكروفون للتعرف على اللغة المنطوقة وترجمتها إلى نص من خلال اللغويات الحاسوبية.
وبالطبع هكذا تقنية ستجدها في الأدوات المكتبية وبرامج الترجمة مثل Google Translate أو Microsoft Word بما في ذلك أيضًا الخدمة المعروفة لإنشاء المستندات Google Docs حيث تقوم بتوفير هذه الخاصية على خدماتها عبر متصفح جوجل كروم، وسنقدم لك هنا طريقة تفعيلها، كما لن نبخل عليك ببعض الملاحظات التي من الممكن أن تساعدك بالوصول إلى أفضل تجربة استخدام تمكنك من الاستفادة منها بأقصى شكل ممكن.
طريقة استخدام الخاصية
تجدر الإشارة أنه للاستفادة من هذه الخدمة لا بد عليك من امتلاك حساب جوجل للوصول لخدمة مستندات جوجل أولًا، كما أن هذه الخدمة متاحة حتى الآن فقط لمستخدمي متصفح جوجل كروم، فخيار التحدث بالصوت الذي سنوضح طريقة الوصول إليه لن يظهر لك إذا كنت تستخدم أي متصفح آخر خلاف "كروم" أو خلاف المتصفحات المبنية على نواة كروميوم، فقد قمنا بتجربتها على متصفح مايكروسوفت إيدج وتعمل دون أي مشكلة.
على كلٍ، يمكنك البدء بزيارة موقع Google Docs حيث يمكن إنشاء مستند فارغ "Blank" وإملاء النص فيه أو تعديل مستند موجود بالفعل. بعد ذلك ستظهر لك واجهة التحرير المعتادة كواجهة برنامج مايكروسوفت وورد، ومن شريط المهام بالأعلى اضغط على "Tools" أو "أدوات" في حال كانت الواجهة تظهر باللغة العربية.
من القائمة المنسدلة أضغط على "Voice typing" أو "الكتابة بالصوت" في الواجهة العربية. بدلًا من ذلك، اضغط على اختصار Ctrl + Shift + S وسيتم تشغيل الأداة فورًا. بعدها ستحتاج ان تمنح الخدمة إذن الوصول إلى الميكروفون فأضغط على "السماح" Allow وسيظهر لك رمز الميكروفون على الشاشة لتقوم باختيار اللغة التي ستستخدمها. اختار اللغة التي تناسبك علمًا أن اللغة العربية متوفرة باللهجات المختلفة. الآن عندما تكون مستعدًا اضغط على زر الميكرفون وأبدأ الكلام ليتحول الكلام أمامك مباشرة إلى مكتوب. وفي أي وقت، اضغط على رمز الميكرفون باللون الأحمر متى ما أردت التوقف.
مراجعات وملاحظات حول التجربة
بالرغم من أنه قد بات واضحًا أن جوجل تركز بشكل خاص على خدمات الاستجابة والتفاعل الصوتي على منتجاتها (مثل مساعد جوجل) التي أطلقتها لعدد من الأجهزة الذكية، إلا أنه من المبكر القول أننا قد وصلنا للصورة المثلى لهذه الخدمات، ولكن رغم ذلك لا يمكنك إلا الانبهار بمدى التقدم الذي تقدمه جوجل في هذا المضمار.
فبالنسبة لتجربة الكتابة بالصوت فهي ما زالت حتى الآن تقدم في إطار خدمة مساعدة، حيث ستساعدك في كتابة المسودات الطويلة مع بعض الأخطاء (في اللغة العربية لاحظت مشكلة التاء المربوطة)، إضافة إلى غياب التشكيل والتنسيق، مما يجعلها ليست خدمة أساسية بل خدمة مساعدة، حيث يمكنك في ذات الوقت استخدام لوحة المفاتيح للتنقل بين الأسطر وإدخال علامات الترقيم.
وبالرغم من ذلك إلا أن الخدمة تقدم أداءً مقبولًا يبشر بأن الخدمة ستتطور لاحقًا (كما تطور بشكلٍ مذهل مساعد جوجل) ليصبح الاعتماد عليها أساسيا بالكامل، حيث سيستفيد منها شريحة كبيرة من مستخدمي الحاسوب من غير المتحمسين لتجربة الكتابة بلوحة المفاتيح، وبالتأكيد ستكون الخدمة في الأساس لهؤلاء الذين يعانون من إعاقة حسية أو حركية من أصحاب الهمم.
حتى الآن لا تقدم الخدمة تجربة خاصة للمستخدم، على غرار Google Assistant الذي يحاول تخصيص تجربة خاصة للمستخدم، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي بالتعرف على صوت المستخدم، مما يساعد من تحسين تجربة المستخدم، فقد تكون قد لاحظت أنه في مساعد جوجل يطلب منك في البدء نطق بعض الكلمات والجمل، حتى يتعرف بشكل خاص على نبرة الصوت الخاصة بك، ومخارجك للحروف وطريقتك الخاصة في النطق.
كيف تعمل الخدمة مع اللهجات العربية المختلفة
تقدم جوجل خدمتها هذه بمعظم اللغات حول العالم، وبالطبع سيكون أفضل أداء لها باللغة الإنجليزية، وبالنسبة للغة العربية فالخدمة تتوفر للغة بلهجات مختلفة، كاللغة العربية (السعودية) أو اللغة العربية (قطر) أو اللغة العربية (المصرية). وبالنسبة للأخيرة فهناك خبر سار للمتحدثين بهذه اللهجة، وهو أن الخدمة في حالة التحدث باللهجة المصرية فإنها تعطي نتائج جيدة جدًا، فالخدمة تتعرف على معظم الكلمات الدارجة في النطق المصري.
ويبدو أن هذا يرجع لأن المطورين المصريين أولوا اهتمامًا خاصًا بالمحتوى الرقمي باللغة العربية المنطوقة باللهجة المصرية على الإنترنت، فهناك مثلًا "ويكيبيديا مصري"، وبشكل شخصي، لا استبعد أنه في القريب العاجل، من الممكن أن نشهد نسخ لتطبيقات وبرامج، أو ربما لأنظمة التشغيل والويندوز، بواجهات بلهجات مصرية بالكامل.
كيف تحسن من التجربة: بعض النصائح البسيطة من الممكن إتباعها لضمان أن تعمل معك الخدمة على أفضل وجه، وهي:
- عليك استخدام ميكروفون جيد يضمن نقاء نقل الصوت مع تفعيل تقنية تقليل الضوضاء الخلفي.
- سرعة اتصال بالإنترنت مناسبة للاتصال الصوتي، دون وجود فروقات زمنية طويلة في نقل الصوت.
- التحدث بتمهل (لا تقلق لا نقصد الحديث ببطء) يمكنك التحدث بالسرعة العادية في الحديث في حال وجود اتصال انترنت جيد.
- التحدث بمخارج حروف سليمة.
ملاحظة: بالرغم من أن الضوضاء والأصوات الأخرى المصاحبة تؤثر في مثل هذه التجارب إلا أننا لاحظنا أن الخدمة تعمل بشكل جيد حتى في وجود ضوضاء أو موسيقى، فقط من الضروري أن يكون الحديث بصوت أعلى.