اتَّبعت جوجل مؤخرًا خطى آبل بتخصيص إعداد ضبط "الموقع الدقيق" وَ "الموقع التقريبي" في إصدار اندرويد 12. حيث يجلب هذا التحديث بعض التغييرات الفعّالة على كل من واجهة المستخدم وتخصيص بعض الميزات، ولكن قد يكون أحد أكبر التغييرات في إعداد بيانات الموقع الدقيقة والتقريبية. أو بعبارة أبسط، القدرة الإضافية على ضبط دقة موقعك بالنسبة لكل تطبيق. التغيير الجديد الذي تمت إضافته إلى الإعدادات الحالية المستندة إلى المطالبة وإدارة أذونات الموقع هو تغيير أكبر مما قد يفهمه الكثيرون تمامًا.
في السابق، كان منح التطبيق إذنًا للوصول إلى موقعك يعني شيئًا واحدًا وهو الوصول إلى موقعك الدقيق مع إمكانية تقييد استخدام موقعك لمرة واحدة أو في أثناء استخدام التطبيق فقط لا أكثر. أما في الوقت الحاضر، أصبح اندرويد يمنحك خيارين لضبط الوصول إلى موقعك "الدقيق" أو "التقريبي"، وهناك فرق كبير بينهما! سنوضحه في هذا المقال.
ما الفرق بين الموقع "الدقيق" وَ "التقريبي"؟
لا شك أن قرار جوجل بجعل هذه الإعدادات متاحة على أساس كل تطبيق شيئ من صالح المستخدمين! القدرة على تعيين بيانات دقيقة أو تقريبية، كانت موجودة بالفعل. حيث أنه قبل هذا التحديث، طُبّق الإعداد على اندرويد على مستوى بأكمله. وهذا يعني التضحية بوظائف التطبيقات التي تحتاج شرعًا إلى موقعك الدقيق لتقييد جميع التطبيقات. لكن بدءًا من إصدار اندرويد 12، ستمنحك التطبيقات الفردية الاختيار بين الإعدادين. ولكن لكي نفهم بالضبط سبب أهمية هذا التغيير وهذه الإعدادات الجديدة، علينا فهم ماهية هذين الإعدادين بالضبط.
في الواقع، يمكن لبيانات الموقع "الدقيق"، قياس مدى بعد المستخدم بالنسبة إلى جهاز القياس أو تقريبًا ضمن مسافة تزيد قليلاً عن ثلاثة أقدام لتحديد الموقع بدقة. للحصول على هذا المقياس، يستخدم النظام بيانات GPS في معظم الأحيان. في المقابل، تُستخدم فقط إشارات Wi-Fi وبيانات شبكة الجوّال لبيانات الموقع "التقريبية"، لذلك على عكس الدقة، يمكن للتطبيقات في اندرويد 12 تحديد موقعك داخل منطقة أوسع بكثير. عادةً داخل مدينة أو في أحسن الأحوال ضمن 100 متر.
يعد هذا فرقًا مهمًا إلى حد ما من حيث دقة الموقع. فلن يحتاج كل تطبيق تقريبًا على جهازك المحمول إلى تحديد موقعك الدقيق لكي يعمل بشكلٍ جيد! في الواقع، سيحتاج معظمهم إلى معرفة موقعك التقريبي لا أكثر. لذا فإن إضافة القدرة على ضبط الوصل إلى الموقع للتطبيقات الفردية من المرجح أن تجلب فوائد كبيرة على عدة مستويات.
بالفعل تحتاج بعض التطبيقات إلى بيانات دقيقة عن الموقع؛ وإن لم يكن أي منها تقريبًا بحاجة إليها طوال الوقت. ولكن تطبيق مثل الخرائط يحتاج بالضرورة إلى موقعك الدقيق في الوقت الفعلي في أغلب الأحيان. على العكس من ذلك، لا تتطلب التطبيقات الأخرى بيانات دقيقة عن الموقع. كتطبيقات الطقس، على سبيل المثال، التي تعمل بشكل مثالي تقريبًا مع البيانات التقريبية. وذلك لأن الغالبية العظمى من تطبيقات الطقس توفر معلومات على أساس كل مدينة. فلا يوجد سبب يدعو غالبية التطبيقات على متجر بلاي إلى الوصول إلى موقعك الدقيق على الإطلاق.
أي باختصار، الفرق بين "الموقع الدقيق" و "الموقع التقريبي" واضح بذاته. إنه كالفرق بين إخبار شخص ما بعنوان الشارع الذي يتموضع منزلك فيه مقابل إخباره بالمدينة التي تعيش فيها! فلا داعي لإخبار الغرباء بموقعي الدقيق، بينما سيفيدني الوصول إلى الموقع الدقيق من استلام وجبتي المفضلة إلى داخل منزلي! الأمر بهذه البساطة. هذا ما يجعل استخدامك للهاتف الذكي أكثر أمانًا وتحكمًا بخيارات الخصوصية.
عمومًا، إن إضافة القدرة على اختيار مدى دقة بيانات الموقع، جنبًا إلى جنب مع اختيار وقت وصول التطبيق إلى هذه البيانات، يضع مزيدًا من التحكم في الأمان والخصوصية في أيدي المستخدمين. وما يسهل ضبط هذه الإعدادات؛ هو ظهورها بناءً على طلب إذن الوصول مقدمًا لكل تطبيق قبل استخدامه، بدلاً من وضعها في قوائم إعدادات معقدة يصعب الوصول إليها في كثير من الأحيان! باختصار، لا تزال هناك بعض السبل المحتملة للمخاطر في تحديد موقعك. ولكنها ستقل بشكل كبير على مستخدمي إصدار اندرويد 12 الذين يستفيدون بالكامل من خيارات بيانات الموقع الجديدة!