كيف ستتأثر بطاريات الهواتف من جراء الشحن بقوة 120W؟

حان الوقت لطرح سؤال في غاية الأهمية على شاومي، وهو ما مدى تأثير الشحن بقوة 120 واط على العمر الافتراضي للبطارية.
في عالم صناعة الهواتف الذكية الصينية، يعد الشحن السريع أحد أسرع التقنيات تطوراً ونمواً على مدار السنوات الماضية. وبين كل حين والأخر نكتشف أن إحدى الشركات استطاعت توفير سرعة شحن أعلى من سابقتها. تعمل تقنيات الشحن السريع على تقليل الفترات الزمنية أثناء عمليات الشحن وتقليل الوقت الذي تستغرقه البطارية حتى امتلاءها بنسبة 100%.

بكل وضوح أصبحت شركة شاومي بمثابة "البطل العالمي الجديد لهذا الشهر" بفضل دعم هاتفها الرائد Xiaomi 11T Pro لتقنية الشحن فائق السرعة HyperCharge بقوة 120 واط. هي ليست المرة الأولى أيضاً، حيث تم إطلاق هاتف Xiaomi Mi 10 Ultra العام الماضي بقوة شحن 120 واط، والذي اتضح أنه يستغرق 23 دقيقة فقط من أجل امتلاء بطاريته بالكامل. ولكن ما هي المخاطر!


 
بالطبع هي ميزة استثنائية جميعنا كنا في أمس الحاجة إليها، البعض قلقاً منها، والبعض الأخر سعيد بها، ولكن بدون شك تقنيات الشحن السريع أصبحت بمثابة واقع مفروض لا مفر منه، ومن المتوقع وصولها لجميع الشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية خلال وقت قريب جداً – أقرب مما تتصور.

ولكن رد الفعل الطبيعي من المستخدم (مثلي ومثلك) على تقنيات الشحن السريع تلك هو أن هذه السرعة العالية قد تؤثر سلباً على عمر البطارية، ناهيك عن احتمالية ارتباطها بمشاكل تتعلق بأمن وسلامة المستخدم – ربما سمعتم عن هاتف OnePlus Nord 2 الذي تعرض للانفجار مرتين خلال الشهر الماضي، وهو يدعم الشحن بسرعة 65 واط.

إذن السؤال البديهي الذي ينبغي أن نسأله لشاومي الآن هو " كيف ستتأثر بطاريات الهواتف من جراء الشحن بهذه القوة المفرطة، وما هي فترات العمر الافتراضية للبطارية أثناء الاعتماد على شاحن بقوة 120 واط". لحسن الحظ أن شاومي لديها إجابة شاملة، ومقنعة للغاية، ونتائجها مُرضية ومغرية للمستخدم.

ومن هذا المنطلق، أجرى موقع The Verge لقاءً مع رئيس الاتصالات الدولية والمتحدث العالمي لشركة شاومي Daniel Desjarlais حول تقنية الشحن السريع بقوة 120 واط وما هو مدى تأثيرها على العمر الافتراضي للبطارية، وما يمكن للمستخدمين توقعه من هاتف مثل Xiaomi 11T Pro بالصين وخارجها.

قد يهمك: إليك سبب انفجار بطاريات الهواتف الذكية وكيف تحمي نفسك منها

كيف تعمل تقنية الشحن السريع بقوة 120 واط؟




بالحديث عن تقنية الشحن السريع بقوة 120 واط في هواتف شاومي، يقول Desjarlais أنه يتم تصميم بطاريات هواتف شاومي ثنائية الخلية، وهي شبيهة بطريقة تصميم حلول الشحن السريعة عالية الطاقة. وقال بالضبط "الأمر شبيه بوجود منفذين مختلفين لملء الغاز في سيارتك في حين احتواؤها على خزانين منفصلين". فبدلاً من ملء البطارية بمعدلات بطيئة من جانب واحد، ستكون هناك القدرة على ملء خزانين في نفس الوقت، وبدلاً من الدفع بشحنة واحدة 5Volt عبر قناة واحدة، سيتم تقسيمها إلى قناتين أو ثلاثة أو أربعة قنوات.

وفيما يتعلق بمسألة عمر البطارية، قال Desjarlais أنها ستوفر تجربة مماثلة لجميع بطاريات الهواتف الذكية الأخرى التي نتعامل معها. وقال في حديثه "هذا شيء اختبرناه حقاً، حقاً، بشكل مكثف، ويمكنك أن تتوقع وصول سعة البطارية إلى 80% بعد اكتمال 800 دورة شحن"

بالتأكيد نسبة 20% خسارة في سعة البطارية هي سعة كبيرة جداً، ولكن بالنظر إلى عدد دورات الشحن فهذا بمثابة إنجازاً حقيقياً: أن تهبط سعة البطارية حتى 80% بعد مرور 800 دورة شحن كاملة – في رأيي هذا شيء رائع. وبالنسبة لمعظم الناس، سيستغرق الأمر تقريباً عامين كاملين من الاستخدام المكثف للبطارية قبل أن تدهور حالة البطارية بنسبة 20%. ولهذا السبب تعتقد شركة شاومي أنها تمكنت من تحقيق نجاحاً مذهلاً فيما يتعلق بتقنيات الشحن عالية السرعة.

بالمقارنة مع هواتف الآيفون، شركة آبل تخبر عملاءها بأن يتوقعوا سعة بطارية بنسبة 80% بعد اكتمال 500 دورة شحن فقط. وبالتالي إذا كانت اختبارات شركة شاومي دقيقة، فمن المتوقع ألا يعاني هاتف Xiaomi 11T Pro من مشكلة عمر بطارية قصير أو ما إلى ذلك، حتى وإن تم الاعتماد على الشاحن السريع فقط.

ولكن أضاف Desjarlais ملحوظة في غاية الأهمية عندما سُأل عن الفرق بين استخدام شاحن بطيء، حينها أجاب هذا السؤال بأن "هناك فروق دقيقة بين الشحن البطيء والسريع، ومن الأفضل أن يتم الاعتماد على الشاحن البطيء إذا كنت تريد شحن الهاتف أثناء الليل وعدم الاعتماد بشكل دائم على الشاحن السريع إلا في حالات الضرورة القصوى. ولكن بالرغم من كل ذلك لا ينبغي على المستخدمين القلق نهائياً من جراء الاعتماد على الشاحن السريع طول الوقت."

تعتقد شركة شاومي أن تقنيات الشحن السريع أصبحت أمر واقع، وسوف تثبت جدارتها وتتطور بمرور الوقت، خاصة وأن الشركة أجرت تجارب مؤخراً على سرعات شحن أعلى بقوة 200 واط والتي اتضح لنا من خلالها أنها قادرة على شحن بطارية بسعة 4000 ميللي أمبير في الساعة بنسبة 100% في مدة زمنية مقدارها 8 دقائق فقط. ولكن عندما سُأل عن تقنية الشحن اللاسلكية عبر الهواء فقد أجاب بعبارة واحدة وهي: "هذا مفهوم رائع ولكننا مازلنا نعمل على فحصه واختباره".

لا داعي للقلق من شحن البطارية أزيد من طاقتها




هل يعد شحن الهاتف ليلاً أمراً خاطئاً ؟ للأسف هناك قلق شائع بين مستخدمي الهواتف الذكية، معتقدين أن إبقاء الهاتف متصل طوال الوقت في الشاحن الكهربائي قد يتسبب في زيادة عبء إضافي على خلايا البطارية وتحملها فوق سعاتها الأصلية، مما قد يتسبب في مشاكل خطيرة ينتج عنها انفجار البطارية أو في أبسط الحالات قد يكون سبباً في تدهور حالتها الكيميائية في فترات زمنية قصيرة.

ولكن لا ينبغي أن تمثل عملية الشحن المتواصلة للبطارية أي مشكلة بالنسبة لهاتفك، فمن خلال آراء جميع الخبراء، تم تصميم نظم إدارة البطارية على إيقاف الشحن الكهربائي بشكل تلقائي بمجرد اكتمال سعة الشحن بنسبة 100%، وقبل أن تحدث أي عمليات شحن زائدة. باختصار شديد، لا يمكنك شحن بطارية أي هاتف ذكي من الهواتف الحديثة زيادة عن طاقتها المحددة، فهي تحتوي على نظم حماية مدمجة تمنع حدوث ذلك.

ولكن ترك بطارية الهاتف تنضب حتى 0% هي من المشاكل الحقيقية. في وقت من الأوقات كنا مُضطرين على تفريغ شحن بطاريات هواتفنا إلى 0% ونتركها تنضب تماماً قبل أن نقوم بشحنها مرة ثانية، وهي العملية التي كنا نطلق عليها عملية "معايرة البطارية"، ولكن ولت أيام بطاريات معدن النيكل وهيدريد الكاموديوم.

في الواقع لقد اتضح أن تفريغ البطارية بالكامل يمكن أن يتسبب في تفاعلات كيميائية خطيرة تتسبب في تقليل العمر الافتراضي للبطارية بمرور الوقت. ولذلك تعتبر تصميمات نظم إدارة البطارية في هواتفنا الحديثة "ذكية" لأنها تحتوي على مزايا أمنية عديدة تعمل على إيقاف عملية الشحن بمجرد اكتمال سعتها بنسبة 100%.

في النهاية يجب أن تعلم أن الخطر الحقيقي هو درجات الحرارة المرتفعة وهي بمثابة العدو الأول والأخير للبطارية. من أبرز العوامل الرئيسية التي تتسبب في تدهور الحالة الكيميائية للبطارية من الداخل هي الحرارة المرتفعة. لذا، من الضروري إبقاء هاتفك بعيداً عن أشعة الشمس القوية ومن الأفضل عدم ترك الهاتف في درج السيارة خاصة في فصول السنة الحارة، لأنه في أسوأ الحالات، ومع ارتفاع درجات حرارة البطارية لحدودها القصوى قد تتعرض بالفعل للانفجار.
تعليقات

احدث المقالات