أصبحت القياسات الحيوية منتشرة بشكل كبير وشائعة الاستخدام في الوقت الحالي، فلم يعد هناك هاتف ذكي جديد يتم إطلاقه إلا ويدعم بصمة الأصبع على الأقل، وتعتمد القاسيات الحيوية على فحص جزء فريد من جسم الإنسان وأكثر تلك القياسات شيوعًا هي بصمة الأصبع وبصمة الوجه بالإضافة إلى أجزاء من العينين في الهواتف الحديثة.
وبالرغم من أن تلك القياسات مصممة من أجل تأمين الهواتف الذكية وجعل استخدامها أكثر سهولة إلا أن هناك الكثير من الجدل حول مدى أمانها، فهل هي آمنة بالفعل أم يمكن أن تعرض خصوصيتك للخطر؟ هذا ما نتعرف عليه في السطور التالية.
ما هي القياسات الحيوية؟
من أجل تعريفها بشكل سريع وبدون الدخول في التفاصيل، نقول أن المقاييس الحيوية أو (البيولوجية) هي قياسات يمكن استخدامها للتعرف على الأفراد وذلك من خلال فحص أجزاء معينة من الجسم تتخذ شكلًا فريدًا ولا تتشابه من شخص لآخر، يشمل ذلك بصمات الأصبع والتي تعتبر فريدة لكل شخص بل حتى إنها تختلف من أصبع لآخر ومن يد لأخرى.
كما تشمل تلك القياسات التعرف على الوجه ومسح شبكية العين، وتعتبر تلك القياسات هي الأكثر شيوعًا واستخدامًا في الهواتف الذكية والأجهزة الحديثة، ومع ذلك فإن هناك الكثير من أنواع القياسات الحيوية الأخرى التي تكون فريدة لكل إنسان، حيث يعتقد الباحثون أن كل فرد منا يتميز بشكل معين للأذنين ورائحة جسم فريدة وكذلك التواءات وجه معينة والأوردة في اليدين وحتى طريقة المشي والحركة والكثير من العوامل الأخرى الفريدة من نوعها لكل شخص.
كيفية ضبط القياسات الحيوية على الأندرويد
تحتوي غالبية الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد على نوع واحد على الأقل من القياسات الحيوية وهي بصمة الأصبع كما يمكن أن يشمل ذلك التعرف على الوجه أو العينين.
ويمكنك الوصول إلى القياسات الحيوية على هاتفك وإدارتها بكل سهولة على هاتفك عن طريق الدخول إلى تطبيق الإعدادات ثم التمرير لأسفل وقم باختيار "المقاييس الحيوية والأمان" وهنا سوف تجد أنواع المقاييس المدعومة في هاتفك.
قم بالنقر على أي خيار من بينها وسوف يطلب منك إدخال كلمة المرور أو رمز PIN وبعد ذلك يمكنك البدء في إعداد ميزة القفل من خلال المقاييس الحيوية.
تاريخ استخدام القياسات الحيوية
بدأ استخدام القياسات الحيوية لأول مرة منذ عقود طويلة وتحديدًا بالنسبة للحكومات من أجل حل الجرائم المختلفة، وبكل تأكيد تعتبر بصمة الأصبع هي القياس الحيوي الأكثر استخدامًا في هذا المجال حيث أن أول مثال معروف لشخص تم استخدام بصمة الإصبع الخاصة به لإدانته بالجريمة كانت عام 1892 والآن لم يعد استخدام تلك القياسات مقتصرًا على الحكومات فقط فقد أصبحت متوفرة في كل مكان لفتح الأبواب وفك الأقفال وبالطبع في الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية بشكل عام.
السبب الأساسي الذي يجعل تلك التقنيات شائعة الاستخدام هو أن الكثيرين يعتقدون أنها أفضل من كلمات المرور بشكل أو بآخر، سواء فيما يتعلق بسهولة استخدامها بالإضافة إلى أنك لن تكون بحاجة إلى إرهاق عقلك بحفظ الكثير من كلمات المرور لفتح الأجهزة والحسابات الخاصة بك وبالطبع هذا سوف يوفر عليك الكثير من الوقت والمجهود، فقط بلمسة واحدة سوف تتمكن من الوصول إلى بياناتك بسهولة وأمان.
ما مدى أمان القياسات الحيوية؟
بشكل عام تعتبر القياسات الحيوية آمنة إلى حد كبير ولا يمكن اختراقها على الإطلاق فبالرغم من أن هذا الأمر ليس مستحيلًا إلا أنها تعتبر أكثر أمانًا من كلمات المرور في الكثير من الأحيان وخاصةً أن القياسات الحيوية غير قابلة للنسيان، ومع ذلك نلاحظ إجراء أمني في كافة الهواتف والاجهزة الإلكترونية، وهو ضرورة إعداد كلمة مرور أو نمط أو رمز PIN من أجل استخدام القياسات الحيوية سواء بصمة الوجه أو الأصبع والسبب في ذلك تحديدًا هو أن الهاتف سوف يطلب منك إدخال كلمة المرور في بعض الأحيان، على سبيل المثال عند إعادة تشغيل الهاتف وذلك من أجل توفير المزيد من الأمان والحماية لبياناتك.
ومع ذلك فإن الخوف الأساسي من القياسات الحيوية يتمثل في الأشخاص المحيطين بك فحسب ليس أكثر، حيث أنه من الممكن أن يتمكن أحد الأشخاص من فتح هاتفك من خلال تسجيل بصمة الإصبع الخاصة بك على مادة Play-Doh (مادة تشبه المعجون)، وحتى بالنسبة لبصمة الوجه يمكن أن تفتح عن طريق وجه شخص آخر إذا كان وجهك يتشابه مع وجهه إلى حد كبير، لذلك فإن البيئة المحيطة بك تمثل الخطر الأساسي بالنسبة للقياسات الحيوية، بالطبع لن يتمكن أحد من سرقة كلمة المرور من عقلك ولكن يمكنه بسهولة فتح هاتفك عن طريقة البصمة أثناء نومك.
ومن أجل تفادي بعض المخاطر المتعلقة ببصمة الإصبع يمكنك استخدام نظام المصادقة الثنائية (2FA) في موقع الويب والتطبيقات الهامة أو التي تحتوي على بيانات حساسة مثل تطبيقات البنوك الإلكترونية وما إلى ذلك، ولكن بشكل عام تظل القياسات الحيوية آمنة إلى حد كبير ولا داعي للقلق بشأن بياناتك وخصوصيتك إذا كنت تستخدمها ما دمت تتبع الطرق والأساليب الأخرى من أجل تأمين الهاتف وحماية البيانات الخاصة بك.