ما هي تقنية Intel Thermal Velocity Boost؟

ما هي تقنية Thermal Velocity Boost في معالجات شركة إنتل الحديثة وكيف ساعدت على الدفع بقوة المعالج أفضل من أي وقت مضى؟
تقنية Turbo Boost أصبحت سمة أساسية في جميع معالجات الحوسبة الحديثة، المركزية والرسومية. لمدة عقد من الزمان تقريباً رأينا اهتمام شركات المعالجات وبالأخص شركة إنتل بتقنيات أوضاع تعزيز الأداء Turbo Boost وخاصةً بعدما أثبتت كفاءتها وأهميتها لأولئك المستخدمين الباحثين عن الأداء الأقوى وتحصيل كل جرعة أداء ممكنة يمكن تحقيقها من قِبل المعالج المركزي.

وتعتبر تقنية "تعزيز السرعة الحرارية" من إنتل Thermal Velocity Boost هي أحدث ما توصلت له الشركة والتي لا تتواجد إلا في عدد قليل جداً من معالجات الأجيال الحديثة واختصارها TVB. في الحقيقة هي تقنية في غاية الأهمية لأنها ساعدت المعالج المركزي على الوصول إلى بُعد جديد من السرعة وقوة الأداء وهو الأمر الذي كان من الصعب تحقيقه في أجيال المعالجات المركزية الماضية. ولكن هل جميعنا أصبحنا نحتاج بالفعل لهذه التكنولوجيا الحديثة، وما هي بالضبط هذه التقنية وكيف تعمل وما هي المعالجات المركزية التي تدعمها؟


 

ما هو الغرض من وراء تقنية Turbo Boost؟




لقد رأينا بوضوح أن كل من تقنية Turbo Boost 2.0 و Turbo Boost Max 3.0 تضع التركيز الكلي على نواة واحدة أو نواتان من نوى المعالج، ولكن هل تساءلت يوماً لماذا التركيز على نواة واحدة أو نواتان فقط بدلاً من جميع نوى المعالج؟

للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتعرف على عملية تُطلق عليها اسم "Binning" وهذه العملية تعني أنه لا يتم تصنيع نوى المعالج على قدم المساواة. في الواقع أثناء تصنيع المعالجات المركزية لا يتم تصنيع معالج Core I7 و Core I5 و Core I3، ليست هذه هي الطريقة التي يتم انتاج المعالجات بها.

وإنما جميع المعالجات المركزية تكون في الواقع Core I7 باهظة الثمن، ولكن أثناء تصنيع النوى يتضح أن هناك وجود بعض العيوب المصنعية في النوى، وهذه المشكلة لا مفر منها أثناء عملية التصنيع، وبالتالي تقوم الشركة بتعطيل هذه النوى في المعالج، وبدلاً من أن كان هذا المعالج يحتوي على 8 نوى فأصبح يحتوي على 4 نوى فقط، ويتم بيعها على كونها معالج أقل ثمناً ويتم إدراجه ضمن فئة أقل مثل Core I5.

أما المعالج الذي يحتوي على عيوب مصنعية أكبر في نوى المعالجة يتم تعطيلها أيضاً ثم يتم بيعه على كونه معالج Core I3. وهذه هي العملية الحقيقية أثناء تصنيع المعالجات المركزية. فجميع المعالجات المركزية تكون في الأساس ذات قالب سيليكون واحد وغالباً بنفس الحجم ويحتوي على العدد الكامل من النوى باهظة الثمن.

ولكن في نفس الوقت هذه العملية تساعد الشركة على تحديد النوى التي لديها القدرة على تحمل عبء الأعمال الأكبر. وبالتالي هذا هو السبب الوحيد الذي يجعل شركة إنتل تضع كامل اهتمامها على نواة أو نواتان فقط للاستفادة من تقنية Turbo Boost أو ما نسميها بأوضاع تعزيز الأداء.

قد يهمك: ما هو الفرق بين CPU و GPU و APU

الهدف الرئيسي من أوضاع تعزيز الأداء هو مساعدة المعالج على العمل بشكل أسرع والوصول إلى أقصى سرعة ممكنة من الترددات، بناءً على نوع وشكل الاستخدامات وما يحدده نظام التشغيل. ولكنها في نفس الوقت تساعد على تخفيف الضغط على المعالج في حالات الخمول، وبهذا الشكل هي تساعد على توفير الطاقة وتقليل درجة حرارة المعالج والحفاظ على عمره الافتراضي أطول فترة زمنية ممكنة.

فعند الحاجة يتم رفع تردد بعض نوى المعالجة التي يتم تحديدها مصنعياً إلى حدودها القصوى التي يمكنها الوصول إليها، ولكن في حالات الخمول يتم تقليل هذه الترددات إلى حدودها الدنيا من أجل توفير استهلاك الطاقة والحد من درجات الحرارة المرتفعة.

على مدار العقد الماضي استطاعت أوضاع Turbo Boost أن تثبت للمستخدم مدى أهمية وجودها في المعالج، وخاصة لأولئك المستخدمين الباحثين عن الأداء الأقوى، مثل فئة اللاعبين ومحرري الفيديو والمصممين وعدد كبير من المستخدمين وأشكال لا حصر لها من الاستخدامات الثقيلة مثل العلماء والأبحاث العلمية لأن جميع هذه الفئات تعتمد على المعالج المركزي في التعامل مع التطبيقات الثقيلة وتعدد المهام.

ولكن هناك شروط محددة لتقنية Turbo Boost، فهي لا تعمل إلا في ظل درجات حرارة معينة، بمعنى أنه من أجل وصول نواة أو نواتان إلى أقصى حدود Turbo Boost ينبغي أن تكون حرارة المعالج عند حدود معينة يتم تحديدها في المصنع، وفي نفس الوقت ينبغي أن تكون نسبة استهلاك الطاقة عند حدود معينة.

فبمجرد استيفاء هذه الشروط يستطيع المعالج المركزي أن يقوم بتنشيط تقنية Turbo Boost وتعزيز سرعة نواة أو نواتان من المعالج بناءً على متطلبات النظام وشكل الاستخدام، ولكن بمجرد زيادة نسب استهلاك الطاقة أو ارتفاع درجة حرارة قالب المعالج المركزي سيتم تعطيل تقنية Turbo Boost تلقائياً وتقليل الترددات إلى حدود أقل، حتى وإن كان المعالج المركزي تحت أي نوع من أنواع الضغط وعبء العمل.

ما هي تقنية Intel Thermal Velocity Boost؟




ببساطة شديدة هذا هو الجيل الرابع من تقنية Turbo Boost لشركة إنتل، ولكن استطاعت الشركة أن تضيف بعض التحسينات الجديدة على التكنولوجيا الجديدة لدفع سرعة المعالج إلى مستويات أبعد مما كان ممكناً الوصول إليها من خلال أجيال التقنية السابقة مثل "Turbo Boost 2.0 و Turbo Boost Max 3.0".

فمن خلال المعالجات المركزية المدعومة من تقنية إنتل Thermal Velocity Boost أصبح من الممكن الدفع بسرعة النواة أسرع مما كان ممكناً في الماضي، وليس فقط ذلك، بل من الممكن أن يتم الدفع بسرعة جميع نوى المعالج في وقت واحد، وهو ما لم يكن ممكناً من قبل. ولكن الأهم من ذلك أن هذا الأمر سيحدث ودون تعريض حياة المعالج لأي مخاطر أثناء الاستخدام على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: 5 أدوات قد تحتاج تجربتها اذا كنت تستعمل معالج Intel

تقنية TVB متوفرة في معالجات إنتل الجيل العاشر المكتبية Core I9 ومعالجات الحواسيب المحمولة Core I9/I7/I5 وجدير بالذكر أنه لا يتم تفعيلها إلا في ظروف وأوقات محددة أثناء الاستخدام. فعلى سبيل المثال بالنسبة لمعالجات سطح المكتب ينبغي أن تكون درجة حرارة المعالج أقل من 70C، أما بالنسبة لمعالجات الحواسيب المحمولة فينبغي أن تكون أقل من 65C، ولكننا لا نعلم نسبة استهلاك الطاقة بالضبط لكي يتم تفعيل أو تعطيل تقنية TVB. ولكن بمجرد استيفاء هذه الشروط أثناء عبء الأعمال سيتم تنشيط التقنية بشكل تلقائي وستعمل جميع نوى المعالج بأقصى سرعة ممكنة.



إذا كنت تتساءل ماذا جلبت تقنية Thermal Velocity Boost للمعالج عليك النظر إلى مثال بسيط مثل معالج Core I9-10900K ومعالج Core I9-10900، فالفرق بينهما هو تقريباً 0.3GHz أي ما يعادل 300MHz في وضع تعدد النوى أثناء تنشيط تقنية TVB عند استيفاء الشروط المصنعية من ناحية استهلاك الطاقة ودرجات الحرارة، قد لا يكون الفرق كبيراً، ولكن على أرض الواقع هذه النسبة في الفرق من الممكن أن تعزز من قدراتك الإنتاجية أثناء العمل على التطبيقات الثقيلة بشكل واضح وتساعدك على إنجاز أعمالك في فترات زمنية أسرع.

هذا لا يعني أن معالج Core-I9-10900 لا يحتوي على تقنية TVB، إطلاقاً، فهو يحتوي بالفعل على التقنية، ولكن هذه التقنية استطاعت أن تجلب لمعالج حرف K ما يصل إلى 300MHz أثناء حالات الضغط، وهي نسبة ليست سيئة لأصحاب الأعمال الكثيفة وتعدد المهام.

الأفضل من ذلك أن المعالجات المركزية المدعومة لا تزال تعتمد على أوضاع Turbo Boost التقليدية السابقة من أجل تعزيز الأداء والدفع بنواة واحدة أو نواتان فقط على حسب نوع الاستخدام وأنواع التطبيقات المستخدمة وخاصة البرامج والتطبيقات التي تعتمد على أداء النواة الفردية.

ما هي معالجات إنتل المدعومة


من المتوقع أن تستمر تقنية "تعزيز السرعة الحرارية" فترة زمنية طويلة، ولكن سيتم تحسينها على مدار السنوات القليلة القادمة. للأسف هي ليست مدعومة من جميع المعالجات المركزية، ولكن كما ذكرنا منذ قليلاً هذه التكنولوجيا ليست متواجدة سوى في معالجات فئة Core I9 المكتبية ومعالجات الحواسيب المحمولة Core I9/I7/I5 بدءاً من الجيل العاشر.

فإذا كنت تبحث عن أداء أعلى وكفاءة استهلاك طاقة أفضل فبالتأكيد تقنية TVB لديها إجابة جيدة على هذا السؤال. وخاصة أن هذه التقنية تلعب على شكل الاستخدام على المدى الطويل. ليس من الضروري أن تسارع تجاه معالجات الجيل العاشر أو الأحدث منها من أجل تقنية TVB، ولكن بدون شك إذا كنت من فئة اللاعبين أو المستخدمين المتشددين أو لديك أعمال تصاميم متقدمة مثل عمليات النمذجة ثلاثية الأبعاد أو عمليات المونتاج الاحترافية وتحرير الفيديو أو الأبحاث العلمية المتطورة، فجميع هذه الاستخدامات تتعطش لوجود أي تكنولوجيا حديثة.
تعليقات

احدث المقالات