خلال فعاليات مؤتمر Microsoft Build 2021، أعلنت ميكروسوفت عن عدة مفاجأت كبيرة قادمة في الطريق إلى ويندوز 11. من ضمن تلك الإعلانات السعيدة كان شرح ميكروسوفت لتضمين متجر تطبيقات أمازون لتطبيقات نظام التشغيل أندرويد بنظام ويندوز 11. أسعد هذا الخبر الكثيرين، وأثار تساؤلات الغالبية العظمى منها حيث استبدلت ميكروسوفت متجر تطبيقات جوجل بمتجر تطبيقات أمازون.
لماذا تعاونت ميكروسوفت مع أمازون بدلًا من جوجل؟ كيف سيؤثر هذا القرار على مستخدمين ويندوز 11؟ هل لم تعد ميكروسوفت تشعر بالأمان حيال متجر تطبيقات جوجل؟ اقرأ هذا التقرير لمعرفة الإجابة على جميع تلك الأسئلة.
يُعد متجر تطبيقات ميكروسوفت في حلته الجديدة في نظام التشغيل ويندوز 11 كموضع ترحيب كبير من المتابعين والخبراء التقنيين. بالرغم من ذلك، ومن تضمين متجر تطبيقات أندرويد الخاص بأمازون، سيضع هذا القرار المستخدمين في حيرة كبيرة لعدم توفر العديد من التطبيقات في نهاية المطاف مقارنةً بتنوع وتعدد التطبيقات في متجر تطبيقات جوجل.
مع وضع جميع تلك الأمور والتخوفات محل التفكير والاعتبار، إليك السبب وراء اختيار ميكروسوفت لمتجر تطبيقات أمازون.
مستقبل متجر تطبيقات جوجل
كانت جوجل قد أعلنت مؤخرًا عن اعتزامها تغيير امتداد ملفات تثبيت تطبيقات متجر تطبيقات جوجل، والذي هو APK حاليًا. تخطط جوجل للانتقال للامتداد الجديد AAB وهو اختصار (Android App Bundle) أي حزمة تطبيق أندرويد. يترتب على ذلك اختلاف إمتداد ملف تثبيت أي تطبيق سيتم تحميله من متجر تطبيقات جوجل في المستقبل إلى AAB.
وحتى تدرك المقصود، فأي تطبيق يتم تحميله من متجر جوجل بلاي، فهذا التطبيق عبارّة عن ملف بصيغة APK والذي يتعرف عليه نظام اندرويد لتثبيت التطبيقات، على غرار برامج ويندوز التي تكون بصيغة EXE أو تطبيقات macOS التي تستخدم صيغة DMG.
هذا يعني أن جوجل وبشكل أساسي ستكون قادرة على تتبع وتوقيع جميع التطبيقات المتاحة بمتجرها باستخدام أداة Upload Key، وهي الأداة التي ستسمح لجوجل باستدعاء التطبيقات وحذفها من أي هاتف بنظام أندرويد عند استشعار جوجل الشك بخصوص أنشطة هذا التطبيق بعينه أو المطورين خلف أي من تلك التطبيقات، وهو ما سيساهم في النهاية في زيادة أمن المستخدم.
بناءً على تلك المعلومات السابقة، نستشف السبب الحقيقي وراء استبعاد توقيع الشراكة مع متجر تطبيقات جوجل بدلًا من متجر تطبيقات أمازون. مما سينقلنا إلى شرح الأسباب الحقيقية وراء هذا الانتقال المفاجئ.
متجر تطبيقات أمازون ومتجر ويندوز
منذ أن أطلقت أمازون لوحيات Kindle Fire الخاصة بها، كانت قد أطلقت متجر تطبيقاتها الخاص بها آنذاك. منذ عام 2011، ولسنوات حتى الآن، ساعد متجر تطبيقات أمازون جميع مستخدمي لوحياتهم Kindle Fire من تحميل التطبيقات اللازمة من داخل واجهة المتجر الداخلية.
الآن، بات هناك ما يقرب 500,000 تطبيق متاحين للتثبيت على متجر تطبيقات أمازون، وهو الرقم الذي يبدو ضئيلًا للغاية مقارنةً بعدد التطبيقات المتاحة بمتجر جوجل للتطبيقات. بالرغم من ذلك، وعلى مدار السنوات الماضية، سيطرت أمازون بشكل كامل على جميع التطبيقات المتاحة على متجرها.
اتبعت أمازون خلال تلك الفترة سياسة مشابهة للمتبعة في متجر تطبيقات آبل، فهي قد قامت بمنع المطورين الذين يقومون بتحميل تطبيقات تقدم تطبيقات ألعاب أو محتوى غير قانوني أو مرخص، أو مسروق حتى وإن كان تثبيتها مقابل رسوم مالية. بمعنى أصح، يمكننا التأكد من السيطرة الكاملة لأمازون على متجر تطبيقاته بخلاف جوجل والذي سيحاول السيطرة بنفس الشكل على المتجر الخاص به خلال السنوات القادمة.
نعتقد أن التفاصيل المذكورة هي الأسباب المنطقية وراء رؤية متجر تطبيقات أمازون –بدلًا من متجر تطبيقات جوجل- مُتضمنًا في متجر تطبيقات ميكروسوفت؛ لأن جوجل مازالت لم تعتمد خططها حتى الآن أو تنفذها على مدى واسع فيما يخص تغيير امتداد التطبيقات إلى AAB. اختارت ميكروسوفت الاعتماد على أمازون ومتجر تطبيقاته بدلًا من جوجل لأنه مستقر إلى أقصى حد ولا يحتوي على أية تطبيقات مزيفة، مثلما هو الحال في متجر تطبيقات جوجل.
اقرأ أيضًا: 5 حيل ربما لا تعرفها على متصفح Microsoft Edge
عندما نفكر في الأمر بتمعن، سنتمكن من معرفة والتأكد من رجاحة قرار ميكروسوفت بتبني متجر تطبيقات أمازون بدلًا من جوجل. بالإضافة إلى ذلك، سيكسب متجر تطبيقات أمازون إهتمام العديد من المطورين بعدما زاد مدى نموه بعد دمجه في متجر ميكروسوفت للتطبيقات. فيما بعد، ستزيد أعداد التطبيقات المتاحة على متجر أمازون بأقل مجهود مبذول من أمازون، مما سيضعه في وضع منافسة جيد مع متجر تطبيقات آبل وخاصةً بعد إطلاق حواسيب آبل بشريحة معالج M1 والذي سيدعم تشغيل التطبيقات الموجهة إلى هواتف آيفون بنظام iOS.
والآن، مع توفر وإتاحة الإضافات الجديدة الخاصة بمتصفح Edge من ميكروسوفت على متجر تطبيقات ميكروسوفت، بات المتجر بمثابة متنفس رائع ومثالي للمستخدمين الحاليين والجدد لاكتشاف تجارب جديدة لتطبيقات ربما لم يروها مسبقًا.