كيف يتسبب الماء في تلف الالكترونيات والأجهزة الكهربائية؟

هل تساءلت يوماً عن السبب وراء كون الماء العدو اللدود للأجهزة الكهربائية والإلكترونية؟ إليك الإجابة بالتفصيل.
جميعنا على علم بأن الماء بمثابة العدو اللدود لجميع الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية، وفي معظم الحالات سوف يتسبب الماء في تلف تلك الأجهزة. ولكن هناك العديد من الأشياء التي لا نعرفها بشكل مفصل، ومن أهمها لماذا وكيف بالضبط يتسبب الماء في تلف الأجهزة الالكترونية وما الذي يمكننا فعله في حالة تعرض بعض الأجهزة لدينا للسقوط في الماء دون قصد. وحتى لا نطيل عليكم سنحاول أن نتشارك معكم مجموعة هامة وقيمة من المعلومات وسنجعل موضوعنا مختصر قدر الإمكان ولكن وعد منا أنكم سوف تستمتعون بقراءة المقال حتى النهاية.


 

ما الذي يحدث بالضبط عند دخول الماء إلى المكونات الالكترونية؟




دعونا نستخدم الهاتف الذكي كمثال، ولنفترض أن هاتفك سقط في الماء من غير قصد مما تسبب في تلف الهاتف وعدم القدرة على استخدامه. والآن ما الذي حدث بالضبط حتى يؤول الأمر في النهاية بعدم القدرة على استخدام الهاتف مرة ثانية. هل تعلم أن الضرر الذي حدث للهاتف لم يكن من جراء الماء نفسه؟ بل المشكلة كلها تكمن في الشوائب والأيونات الميكروسكوبية المتواجدة في ذرات الماء. 
 
حيث ترتبط الأيونات معاً لتشكل نوعاً ما من سلسلة المادة ومن الممكن أن يشكل طرفي هذه السلسلة عملية اتصال بين نقطتي اتصال مختلفتين داخل الهاتف. مما يعني أنه إذا تم تشغيل الهاتف فمن الممكن أن يتم إرسال دائرة كهربائية إلى بعض الأماكن التي ليس من المفترض أن تذهب إليها الكهرباء، وبالتالي هذا الأمر سوف ينتج عنه حدوث ماس كهربائي أو ما نسميه بــ "Short" مما ينتج عنه تلف لهذه المكونات الالكترونية.

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين هاتف مقاوم للماء وهاتف ضد الماء؟

الماء ليس بحد ذاته العدو الأول للإلكترونيات




الماء النقي والمعروف أيضاً باسم "Pure H2O" ليس بحد ذاته عدواً للأجهزة الإلكترونية. نعم، يمكنك سكب بعض الماء على أي قطعة ورقية وتحطيمها تحطيماً في لمح البصر، ولكن الأمر مختلف تماماً مع الالكترونيات والأجهزة الكهربائية. فعلى سبيل المثال يمكنك إغلاق هاتفك بشكل كامل ثم وضع الهاتف في حوض الماء أو النزول إلى المسبح "حمام السباحة" ثم الخروج منه وتنتظر لفترة زمنية طويلة حتى تتأكد أن جميع مكونات وأجزاء الهاتف الداخلية قد جفت بالفعل من الماء. 
 
وحينها ستكون قادراً على إعادة تشغيل الهاتف مرة ثانية دون أدنى مشكلة. ولكن تذكر أمر في غاية الأهمية: كل ما نقوله صحيحاً ولكن من الناحية الفنية فقط، فنحن لا نوصي على الإطلاق بتنفيذ مثل هذه التجربة خاصة لو لم يكن هاتفك حاصل على تقييم عالي في تصنيف مقاومة الماء والغبار IP67 أو IP68.

ولكن الأمر بكل بساطة شبيه بالضبط مثلما تتعرض لنسيان قطعة فلاش USB في جيبك الخلفي ببناطيل الجينز أو القماش ثم تقوم بغسلها في غسالة الملابس، وتكتشف بعد ذلك أن قطعة الفلاش USB سليمة 100% ولا تزال تعمل بكامل كفاءتها. فهذا يدل من الناحية الفنية أو النظرية أن المشكلة ليست في الماء بحد ذاته.

قد يهمك: كيفية إنقاذ هاتفك الذي سقط في الماء

إذن أين المشكلة بالتحديد؟




المشكلة وكما ذكرنا في بداية الموضوع أنها تكمن في الأيونات والشوائب التي تتشكل نتيجة الأملاح الذائبة في الماء وهي في الواقع التي تعمل كموصلات، وليس الماء نفسه. هناك تجارب علمية كثيرة على الإنترنت تثبت صحة ما نقول: أن تقوم بسكب ماء مُقطر بنسبة 100% على هاتفك الذكي وحتى أثناء تشغيله وتأكد أن الهاتف لن يتضرر على الإطلاق. 
 
ولكن نحن لا ننصحكم حتى بالقيام بهذه التجربة، ولكن من الناحية النظرية هي صحيحة بنسبة 100%. الماء المُقطر هو ماء خالي من الشوائب والأيونات وبالتالي لا توجد أي موصلات بداخله لإنشاء ماس كهربائي.

ومع ذلك إذا كان لديك إصرار وفضول على تجربة الأمر بنفسك، يمكنك شراء إحدى مستشعرات الكشف عن تسرب المياه ثم وضعه في الماء المقطر. حينها لن يحدث أي شيء مفاجئ ولن تتغير حالة المستشعر. ولكن إذا حاولت أن تضع المستشعر في ماء الصنبور العادي والتي تحتوي على الأيونات، فسوف يصدر المستشعر صوتاً أو إضاءة باللون الأحمر كدليل على وجود شوائب وأيونات "موصلات" في هذه المياه. 
 
جدير بالذكر أن معظم أجهزة استشعار الكشف عن تسرب الماء مُصممة خصيصاً من أجل التحقق من جودة الماء المُقطر. هذا لا يعني أن الماء المُقطر غير موصل تماماً، ولكن على الأقل هو يحتوي على عدد منخفض جداً من الشوائب التي لا تسبب في حدوث أي ضرر للأجهزة الإلكترونية والكهربائية.

هناك خطر آخر وهو التآكل المائي




بالطبع كثيراً ما تعرضت هواتفنا للسباحة والسقوط في الماء عن طريق الخطأ، وبالرغم من كونها لا تتمتع بأي تصنيف عالي أو حماية قوية ضد الماء، إلا أنها لم تتأثر بأي شكل من الأشكال ولم يحدث لها أي ضرر وما زلنا نستخدمها بشكل طبيعي. ولكن لا ينبغي أن نشعر بالطمأنينة بنسبة 100%، لأن هناك خطر أخر وهو تآكل الماء.

تآكل الماء عبارة عن قاتل صامت لأنه يبدأ في حدوث التلفيات بعد ذلك ولكن دون تأثير قوي أو ملحوظ وفعال في نفس وقت حدوثه. مشكلة التآكل تحدث في الغالب نتيجة التفاعلات الكيميائية التي بين المعادن المتواجدة على أسطح لوحات الدوائر الإلكترونية والكهربائية وأي شيء أخر يتلامس معها، وفي هذه الحالة يكون الماء هو الشيء الأخر. على سبيل المثال يمكنك تخيل الصدأ الذي يتسبب في تآكل إطار سيارتك. 
 
فعندما يتحد المعدن مع الماء والأكسجين لتكوين أكسيد الحديد، سوف يتحول إطار السيارة الفولاذي ببطء شديد إلى مسحوق قشري ومغبر "الصدأ". وهذا هو نفس الشيء الذي يحدث بمرور الوقت داخل الهاتف الذكي، وعلى الرغم أنه في معظم الحالات يكون من السهل إزالة هذا الصدأ، ولكن من الممكن أن يتسبب في بعض الحالات الأخرى لحدوث التلفيات.

ماذا تفعل في حالة سقوط هاتفك في الماء؟




اقرأ أيضاً: طريقة بسيطة لتنظيف سماعة الهاتف من الماء والغبار

الآن بعد أن علمنا أن السبب الحقيقي في تلف الإلكترونيات ليس الماء في حد ذاته وإنما الشوائب والأيونات التي يحتوي عليها، فربما من الأفضل أن تكون على استعداد تام في التصرف بشكل صحيح إذا صادف الأمر وسقط هاتفك في الماء من غير قصد. الخطوة الأولى التي ينبغي أن تتخذها وهي إغلاق الهاتف تماماً على الفور، ثم ابدأ في تجفيف الهاتف بقطعة قماش قطنية واستخرج الأجزاء القابلة للإزالة مثل شريحة الخط SIM وبطاقة الذاكرة الخارجية MicroSD والبطارية إن أمكن. 
 
لا ينبغي أن تهتم بوضع الهاتف في الأرز لأنها طريقة ليست فعالة وليس لها أي أساس من الصحة، صحيح الأرز من المأكولات التي تمتص الماء، ولكن ماذا يفعل الأرز في الماء الذي تسرب إلى مكونات الهاتف الداخلية. أفضل حل أن تضع هاتفك في مكان رطب وبه تيار من الهواء، ولكن تذكر جيداً ألا تحاول استخدام أي مجففات للشعر لأن الهواء القوي سوف يتسبب في تسرب الماء ودخوله إلى أماكن أكثر عمقاً داخل الهاتف. 
 
ولذلك لا ينصح على الإطلاق باستخدام مجففات الشعر. فقط اترك الهاتف في الهواء لمدة 24 ساعة على أقصى تقدير ثم عاود تركيب شريحة الخط وقم بتشغيل الهاتف. وحينها نأمل ألا يكون الماء تسبب في أي ضرر حقيقي للمكونات الداخلية.
تعليقات

احدث المقالات