هل يمكن الاعتماد على النسخة التجريبية لويندوز 11 الآن ؟

بعد تجربتنا للنسخة التجريبية لويندوز 11، هل توجد أخطاء جسيمة تجعلها غير صالحة للاستخدام اليومي ؟ دعنا نوضح هذا الأمر بالتفصيل.
هل النسخة التجريبية لويندوز 11 تتمتع باستقرار جيد بحيث يمكن تثبيتها الآن بدلًا من انتظار وصول النسخة النهائية ؟ هل الأخطاء والمشاكل الموجودة ملحوظة بالشكل الذي يجعل النظام لا يصلح للاستخدام اليومي ؟ هل الإصدارات التجريبية عامةً غير مستقرة تمامًا أم يمكن الاعتماد عليها ؟ وغير ذلك من الأسئلة التي يتساءل عنها المتحمسين منذُ إعلان مايكروسوفت رسميًا عن نظامها التشغيلي التالي وبدء إطلاق أولى النسخ التجريبية له عبر برنامج Windows Insider، خاصًة مع تصريح الشركة بأن أي جهاز قادر على تشغيل تلك النسخ التجريبية حتى لو كان لا يفي بمتطلبات تشغيل ويندوز 11. هذا ما يدفعنا اليوم لكتابة تجربتنا بكل وضوح حتى نُجيب عن هذه التساؤلات، فدعونا نبدأ.


جاء إعلان مايكروسوفت عن ويندوز 11 في يوم 24 يونيو 2021، إلا أن الإطلاق الرسمي لأول نسخة تجريبية للنظام كان في يوم 28 من نفس الشهر. وبالتأكيد قمنا في ذات اليوم بتنزيل هذه النسخة حتى مع إدراك أنها قد تحتوي على مشاكل كثيرة، لكن هذا لم يمنعنا من تثبيتها للتعرف على النظام الجديد عن قرب.

منذُ ذلك الحين ونحن نستخدم الإصدار التجريبي بشكل يومي دون انقطاع. لذا نعتقد أن مرور حوالي أكثر من 3 أسابيع على اختبار ويندوز 11 مدة كافية للحديث عن انطباعاتنا والإجابة على السؤال المهم: هل يمكن الاعتماد على النسخة التجريبية لويندوز 11 الآن ؟



يسعنا القول ببساطة أن ويندوز 11 مستقرًا للغاية، حتى وإن كنا نتحدث عن نسخة مازالت "تحت الإنشاء". وفقًا لتجربتنا، تعمل نسخة ويندوز 11 التجريبية بأداء سلس جدًا، ولن نُبالغ إذا قلنا أن هذه النسخة أكثر استقرارًا من النسخة النهائية لويندوز 10 التي يستخدمها معظمنا حاليًا!

ودعني أوضح إن المقصود بالاستقرار هنا هو عدم حدوث أخطاء أو خلل في النظام يؤثر بشكل مباشر على المهام التي نقوم بها من تشغيل البرامج والألعاب مثل التهنيج المستمر أو تكرار ظهور الشاشة الزرقاء أو إعادة تشغيل الكمبيوتر بشكل لا إرادي، وهكذا. حتى أننا لم نلاحظ استهلاك مبالغ فيه لموارد الكمبيوتر أو مشكلة عدم توافق مع التعريفات وغيرها من المشاكل المتعارف عليها غالبًا في الإصدارات التجريبية. لم نواجه ايًا من تلك المشكلات بداية من يوم 28 يونيو 2021 وحتى اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور..

لكن رغم ذلك نقول أن تجربة استخدام ويندوز 11 حاليًا تختلف من جهاز لآخر مع تنوع العتاد المستخدم من معالج وكرت شاشة ووحدة تخزين...إلخ. ونجدد الذكر بأن النسخة التجريبية من المفترض أنها ستعمل على أي كمبيوتر بغض النظر عمّا إذا كانت مواصفاته تتماشى مع متطلبات النظام أو لا. وبالتالي لا يمكننا ضمان حصولك على نفس انطباعاتنا "الجيدة" إذا جربت ويندوز 11 على جهازك الشخصي.

لكن وفقًا لمراجعات اليوتيوبرز وانطباعات المستخدمين التي رأيناها على تويتر وغيرها من المواقع والمنتديات المعنية بتسليط الضوء على النظام الجديد، تبدو نسخة ويندوز 11 التجريبية مقبولة تمامًا من حيث الاستقرار، على الأقل حتى وقتنا هذا.

ما هي عيوب النسخة التجريبية لويندوز 11 ؟



ما سبق لا ينفي حقيقة أن أي نسخة تجريبية لأي برنامج أو نظام تشغيل تعاني بطبيعتها من أخطاء برمجية أو كما تسمى "Bugs" والتي يتم اكتشافها مع الاستخدام المتواصل.

لذلك، ففي حين أن ويندوز 11 يتمتع بمستوى جيد من الاستقرار كما أشرنا، لكن في المقابل لاحظنا بعض العيوب والتي تنحصر كلها تقريبًا في الواجهة الرسومية الجديدة للنظام وليست عيوب عميقة تؤثر على الاستخدام اليومي، ومع ذلك يظل من المهم أن نذكر هذه النقطة حتى لا تعتقد أن النسخة التجريبية لويندوز 11 مثالية.

وكمثال على هذه الأخطاء، فبعد أن قمنا بتثبيت التحديث التجريبي "Windows 11 Insider Preview Build 22000.71" قبل أسبوع لاحظنا أن الـ Context Menu التي تظهر عند النقر "كليك يمين" على سطح المكتب غير مكتملة وتحتوي فراغ غريب كما موضح في الصورة أعلاه.



في مثال آخر أيضًا، عند فتح أداة File Explorer يظهر شريط الأدوات العلوي بشكله القديم الموجود في ويندوز 10 ويتطلب حل المشكلة عمل Restart للنظام ككل (وليس أداة File Explorer من مدير المهام) لإعادة التصميم الجديد. أيضًا عند الضغط على أيقونة "Widgets" من شريط المهام فإن النافذة التي تظهر تكون أحيانًا فارغة ولا تقدم أي محتوى، وفي أوقات أخرى لا تظهر اصلًا إلا بعد عمل Restart. مثال أخير وهو أن أيقونات شريط المهام الموجودة بجوار الساعة أحيانًا تخرج عن إطار "الشريط" عند الضغط على ايًا منها.


مثل هذه الأخطاء أو عيوب التصميم شيء طبيعي بالنسبة لنسخة تجريبية غير مكتملة، لكنها مرة أخرى لا تؤثر على الاستخدام اليومي. جدير بالذكر أيضًا أن مايكروسوفت حريصة على إصلاح هذه الأخطاء "الرسومية" بسرعة مع كل تحديث جديد وتقوم بالإشارة إلى بعضًا منها في لائحة رسمية على مدونة ويندوز إنسايدر تحت بند "Fixes".

وعلى ذكر التحديثات، استخدام النسخة التجريبية يعني أن النظام بحاجة إلى تحديثات مستمرة لتوفير تجربة أفضل قدر الإمكان. وبالنسبة للنسخة التجريبية لويندوز 11 فهناك تحديث جديد كل أسبوع تقريبًا، وهي تحديثات كبيرة يقدر حجمها بالجيجابايت. لذلك إذا كان اتصال الانترنت لديك يعتمد على باقة محدودة السعة، فتلك تعتبر نقطة مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضًا.


يمكن الحكم بنفسك دون مخاطرة !!



كما يبدو من السطور السابقة، فإن اختبار ويندوز 11 حتى الآن ترك انطباعًا جيدًا لدينا على عكس ما هو متوقع، فالنسخة مستقرة تمامًا ولا تعاني من مشاكل بارزة يمكننا ذكرها. ولكن رغم كل ذلك، فإجابتنا على سؤال هل يمكن الاعتماد على النسخة التجريبية لويندوز 11 الآن ؟ قولًا واحدًا: "لا". تذكر أن ويندوز 11 لا يزال في حالة غير مكتملة ويخضع لتعديلات متكررة من مايكروسوفت حتى يتم إنتاج النسخة النهائية.

وبالتالي، إذا قلنا اليوم أن النسخة التجريبية ممتازة، غدًا قد يتغير الحديث والانطباع. لذلك نوصي بشدة عدم الانتقال من ويندوز 10 إلى ويندوز 11 التجريبي، خاصًة لو ستفعل ذلك على جهازك الوحيد الذي تستخدمه في عملك. الأمر غير مضمون ولا يستحق المجازفة، مع العلم أن جميع النسخ التجريبية لويندوز 11 حتى الآن لا تقدم إلا عدد محدود من المميزات الجديدة وتفتقر أكثر ميزة منتظرة وهي القدرة على تنزيل تطبيقات اندرويد من Microsoft Store.

ولكن إذا كنت ترغب في تجربة ويندوز 11 على أي حال، فيمكنك فعل ذلك بدون مخاطرة من خلال تنزيل النسخة التجريبية وتثبيتها كنظام وهمي في خطوات بسيطة. أو قم بالاشترك في برنامج Windows Insider لتثبيت النسخة التجريبية من ويندوز 11 على جهازك مباشرًة عبر Windows Update. وفي غضون 10 أيام إذا واجهت أي مشكلة، يمكنك الرجوع إلى ويندوز 10 مرة أخرى بدون عمل فورمات وبطريقة آمنة تمامًا كما شرحنا من قبل.
عبدالرحمن
عبدالرحمن
مدير المحتوى بموقع عالم الكمبيوتر منذُ قرابة 10 سنوات، مدفوعًا بشغفي العميق بالتكنولوجيا الذي أحمله معي في كل مقال ومراجعة.
تعليقات

احدث المقالات