عند التفكير ببدء تجميع جهاز حاسوب مكتبي مخصص لألعاب الفيديو، تطرأ ببالنا العديد من الخطوات والمسارات التنظيمية، للبدء والانتهاء بشكل صحيح من تجميع هذا الحاسوب. الآن، أصبح هناك العديد من الهواة والمحترفين في مجال اختيار القطع الداخلية لأجهزة حواسيب الألعاب المكتبية.
عند بدء التجميع، نقوم بتحديد ميزانية تكاليف خاصة بجهاز الألعاب بشكلٍ عام، ثم نقوم باختيار بطاقة معالج الرسوميات (GPU) ثم المعالج الداخلي (CPU). بعد ذلك نقوم بتحديد لوحة أم مناسبة لقدرات جميع المكونات الداخلية. ولكن كثيرًا ما نشعر بالحيرة تجاه اختيار اللوحة الأم المناسبة لنا ماديًا ووظيفيًا. في هذا التقرير، نشرح لك الدليل الكامل لاختيار اللوحة الأم المناسبة لنا من حيث التكلفة والقدرات التي ستوفرها لنا تلك اللوحة الأم في كمبيوتر الألعاب الخاص بنا القادم.
أساسيات يجب التفكير فيها أولًا
لا نختلف على أن وحدة معالج الرسوميات (GPU) ووحدة المعالجة المركزية (CPU) هما القطعتين ذوي التأثير الأكبر على أداء الكمبيوتر المكتبي بشكلٍ عام أو كمبيوتر الألعاب المكتبي بشكلٍ خاص. لذا، يتم البدء دائمًا باختيار هاتان القطعتان قبل اختيار أي قطع داخلية أخرى لتجميع كمبيوتر الألعاب.
بالرغم من ذلك، ستُحدث اللوحة الأم فرقًا لا يستهان به أبدًا من ناحية الأداء. يجب أن تتمتع اللوحة الأم ببعض المميزات وتقنيات إيصال البيانات حتى لا تقف عقبة في طريق الأداء المتميز معالج الرسوميات أو المعالج المركزي. من المهم أن تختار لوحة أم مناسبة وداعمه لجميع قدرات معالج الرسوميات والمعالج المركزي.
عند مقارنة اللوحات ببعضها البعض، يجب اختيار لوحة أم بمقبس/مدخل توصيل مناسب للمعالج الذي اخترته سلفًا. تتضح الأمور أكثر عند التفكير بنوع المعالج الذي ستشتريه، فهناك العديد من اللوحات الأم المتوافقة مع معالجات AMD وهناك العديد من اللوحات الأم الأخرى المتوافقة مع معالجات Intel. بالرغم من ذلك، وبجانب توافق اللوحة الأم مع نوع المعالج، يجب أن تتوافق اللوحة الأم مع جيل المعالج المحدد الذي ستقوم بشرائه.
هناك سؤال لابد من وجود إجابة له، وهو حول حجم اللوحة الأم، فما هو مقاس حجم اللوحة الأم التي ستشتريها؟ هناك أربعة أحجام ومقاسات شهيرة كما بالصورة في الأعلى، وهي مختصه ببعض الأغراض المتنوعة طبقًا لحاجات المستخدمين. تذهب الغالبية العظمى من المستخدمين وراء حجم معتاد ومنتشر من اللوحات الأم وهو ATX. تُعد اللوحات الأم بمقاس ATX شبه مثالية للمستخدمين باختلاف حاجاتهم، فهي توفر العديد من التقنيات والمواصفات الرائعة وتصلح لجميع الأغراض الاستهلاكية.
دعم متعدد للمنافذ الداخلية والخارجية المختلفة
كلما تحدثنا عن دعم اللوحات الأم للمنافذ الداخلية والخارجية المختلفة، كلما ازدادت دقة الحديث عمقًا. من البديهي التفكير في المنافذ التي توفرها كل لوحة أم مختلفة. هناك بعض لوحات الأم التي تقدم مظهرًا غير معقد، يسمح لك بتفقد المنافذ الداخلية بشكل دقيق بدون الحاجة إلى معاينة اللوحة الأم عن قرب. لذا، عند التفكير بشراء لوحة أم محددة، وإن لم يكن هناك نموذج متوفر للمعاينة عند تجار التجزئة، يمكنك البحث عنها على شبكة الانترنت ومعاينتها بشكل مسبق.
يفضل جميع المستخدمين البحث عن لوحات أم بدعم أكبر لمنافذ USB-A بجميع أجيالها وصولًا إلى USB-A 3.1 أو USB-A 3.2. لذا، أنصحك بالتفكير مليًا في هذا الأمر، لأن هذا الأمر لا يعتمد على التعدد فقط، ولكنه يعتمد على دعم تقنيات الاتصال. ضع بحسبانك أولًا بأنك ستحتاج منفذين لتوصيل الماوس ولوحة المفاتيح، وقم بحصر عدد منافذ USB-A الأخرى مع التعرف على تقنيات اتصالها بدقة بالغة.
من الجيد أيضًا دعم اللوحة الأم المستقبلية لمنافذ USB-C، نظرًا لزيادة التوجه العام نحو تبني هذا المنفذ لإتمام التوصيل بين الأجهزة المختلفة، مثل الهواتف الذكية وأقراص التخزين الخارجية من نوع SSD على سبيل المثال. في النهاية، وباختصار، يمكنك التأكد من الحصول على دعم سرعات نقل أعلى، عند التأكد من دعم منافذ USB-C. هناك أيضًا منافذ USB-C تدعم تقنيات Thunderbolt 3 أو Thunderbolt 4، وهي تدعم نقل البيانات بشتى أنواعها، سواءً كانت تخزينية أو خاصة بتوصيل شاشات العرض.
في حالة إن لم تخطط لشراء بطاقة معالج رسوميات منفصل، وتخطط إلى أن يدعم المعالج المركزي التعامل مع المرئيات والرسوميات، لابد أن تفكر إلى أن تدعم اللوحة الأم منافذ العرض. يعتبر منفذ HDMI هو المنفذ الأكثر شيوعًا بين اللوحات الأم، ولكن هناك أيضًا لوحات تدعم منافذ DisplayPort، DVI، أو VGA.
تعتبر فتحات PCIe ضرورية لجميع المستخدمين في جميع لوحات الأم التي قد يشترونها. تأكد من دعم لوحتك الأم لمنافذ PCIe كافية لتوصيل بطاقات الرسوميات أو الصوت الخارجية والتي قد تشتريها مستقبلًا. تأكد أيضًا من دعم اللوحة الأم لمنافذ PCIe بفتحة M.2 حتى تكون قادرةً على دعم وسائط التخزين من نوع NVMe؛ لأن سرعات نقل وتبادل البيانات بتقنية SATA لم تصبح كافية في ظل وجود تقنيات اتصال أحدث وأسرع وبحجم فيزيائي أقل لوسائط التخزين.
غالبًا ما يعتمد المستخدمين/اللاعبين على اتصال شبكي من نوع Ethernet لتوصيل أجهزتهم المكتبية بالإنترنت لأنه أكثر استقرارًا وسرعة. بالرغم من ذلك، هناك العديد من المستخدمين الذين يفضلون دعم لوحات الأم الخاصة بهم لتقنية Wifi للاتصال بالانترنت. يمكنك الحصول على لوحات أم تدعم اتصال شبكي مدمج من نوع Wifi، ولكن بتكلفة أكثر من اللوحات الأم الغير داعمة لهذا النوع. تذكر أنه يمكنك شراء بطاقة Wifi خارجية لتوصيلها بمنفذ PCIe في وقت لاحق.
إذا شعرت بالحيرة، اعلم أن كلا من سلاسل 5000 من معالجات AMD والجيل الحادي عشر من معالجات Intel، جميعها تدعم هذا الجيل الجديد PCIe 4.0. أما إذا لم يدعم المعالج تلك السرعات أو القطع الداخلية، ستتحول تقنية الاتصال تلقائيًا إلى PCIe 3.0.
تذكر أن مجتمع المستخدمين في طور الانتقال الآن من تقنية PCIe 3.0 إلى تقنية PCIe 4.0 والتي ستقدم سرعات أفضل بكثير من الحالية. إذا كنت تخطط لشراء لوحات أم تدعم PCIe 4.0، تأكد من دعم المعالج الذي ستقوم بشرائه لتلك التقنية.
أخيرًا، ضع في الاعتبار دعم منافذ متعددة لذواكر الوصول العشوائي RAM. غالبًا ما تأتي اللوحات الأم بدعم 4 منافذ لذواكر الوصول العشوائية، ولكن تذكر أن اللوحات بالأحجام الأصغر غالبًا ما تأتي بمنفذان اثنان فقط لذواكر الوصول العشوائي RAM.
التخطيط لكسر السرعة
إذا كنت تخطط لكسر سرعة المعالج أو معالج الرسوميات، فيجب أن تفكر في هذا الأمر قبل شراء اللوحة الأم، ويجب أن تخطط لشراء لوحة أم متوافقة مع هذا الأمر. تعد المعالجات من نوع AMD متوافقة إلى حدٍ كبير مع الغالبية العظمى من اللوحات الأم من حيث كسر السرعة. يعتمد الأمر على المدى الواجب اتباعه عند كسر السرعة، فلكل لوحة أم قدرة مختلفة على إمداد المعالج ومعالج الرسوميات بتقنيات الاتصال ومعالجة سرعات تبادل البيانات.
بالنسبة إلى المعالجات من نوع Intel، يجب أن ينتهي توصيف اسم المعالج بأي من حروف K أو F كي يدعم كسر سرعة المعالجة الداخلية. عادةً ما يتم تصنيف اللوحات الأم اسميًا حتى يتم التعرف عليها وما إذا كانت تدعم كسر سرعة معالجات إنتل أم لا. غالبًا ما يبدأ اسم اللوحات الأم التي تدعم كسر سرعة معالجات إنتل بحرف Z. بمعنى أدق، إذا كنت تخطط لشراء معالج من نوع إنتل وكسر سرعته فيما بعد، يمكنك شراء اللوحة الأم ASUS Z590.
بالإضافة إلى ذلك، وفي حالة كسر السرعة، لابد أن تختار لوحة أم تدعم قدرات جهد كهربي أعلى حتى لا تواجه أي مشكلات مستقبلية. يعبر مصطلح VRM (اختصار Voltage Regulator Module) عن وحدة تنظيم الجهد الكهربي، والتي كلما زادت مراحلها، كلما زادت قدرة اللوحة الأم على مد المعالج بقدرات كهربية أعلى لمساعدة المعالج على كسر سرعته وزيادة قدرته.
توافق التسعير مع المواصفات
تعتبر اللوحة الأم كأحد الدعائم في أجهزة الحواسيب بمختلف أنواعها، والتي يجب أن تحرص على أن تأتي بمواصفات تلبي احتياجاتك بالشكل الكافي، وحتى تكون مناسبة لتحديث القطع في المستقبل. إذا كنت تضع في الحسبان أن تحصل على لوحة أم بسعر منخفض، تذكر أنه هناك بعض التضحيات التي ستضطر إلى المعاناة منها، مثل عدم القدرة على كسر سرعة المعالج على سبيل المثال.
في نفس الوقت، لا يجب عليك شراء لوحه أم بتكلفة باهظة، وتفوق احتياجاتك؛ لأن هذا الأمر سيعد بمثابة اهدار لأموالك. اتجه إلى لوحة أم، بسعر مناسب، وبدعم للتقنيات التي ذكرناها سلفًا، ومتوافقة مع احتياجاتك. هناك العديد من الخيارات الموجودة في الأسواق، والتي تم تسويقها على أنها تقع في مساحة جيدة بين تقديم جودة وتقنيات اتصال رائعة بالرغم من تقديمها بسعر غير مبالغ فيه.