اجتذبت تسريبات إنتاج سيارة جديدة ذاتية القيادة وكهربائية من آبل الكثير من الأنظار على مدار السنوات الماضية. خلال تلك السنوات، انتشرت الكثير من الشائعات والمواصفات والتصميمات التخيلية لتلك السيارة الجديدة. بحسب التسريبات التي ظهرت، أعتقد بأن شركة آبل قد قررت مُسبقًا التكتم على هذا المشروع بشكل أكثر دقةً من أي منتج آخر من منتجات آبل. أكدت Apple منذ عدة شهور بأنها تعمل على سيارة كهربائية ذاتية القيادة تحت اسم مستعار للمشروع (Porject Titan)، ولم تصرح بأي شيء آخر حول مواصفات أو ميعاد طرح وإنتاج السيارة. هل ستكون تلك السيارة حقيقية يومًا ما بعد كل تلك السنوات من التسريبات؟! هذا ما سنتعرف عليه خلال هذا التقرير.
متى بدأت تلك التسريبات ؟
تعود التقارير والتسريبات الأولى إلى أوائل عام 2015 الماضي، عندما ظهرت صورة لسيارة مُزينة بعدة كاميرات ومؤجره لشركة آبل. حينها، اعتقد البعض بأن تلك السيارة تهدف إلى تطوير تطبيق خرائط Apple المعروف، كما اقترح البعض الآخر أن تلك السيارة شبيهة وبحدٍ كبير إلى النماذج الأولية من السيارات ذاتية القيادة. وبعد ذلك بوقتٍ قصير تم اكتشاف أن شركة Apple تقوم باستدعاء وتوظيف -غير مشروع قانونًا- مهندسي وفنيي شركة Tesla للسيارات الكهربائية. بعد ذلك بفترةٍ قصيرة تم الكشف عن قوائم الأشخاص الذين وظفتهم آبل بشكل رسمي، مما لم يدع مجالًا للشك في هذا الأمر.
ما الذي تنويه شركة آبل حقًا ؟
هذا هو السؤال الصحيح. كمجتمع تقني، نحن نعلم على وجه اليقين أن شركة آبل تدرس بجدية الانتقال إلى قطاع السيارات، ولكن لا يزال الوضع ضبابيًا عما تنويه شركة آبل بالضبط. فيما يلي نوضح الاحتمالات التي قد تسلكها آبل خلال الانتقال إلى قطاع السيارات.
نوع من أنواع تقنيات السيارات، ولكن ليس سيارة بالتحديد
الاحتمال الأول هو أن شركة آبل تريد إنشاء نوع من تقنيات السيارات ذاتية القيادة، لكنها لا تريد صنع سيارة فعليًا. يعتقد البعض أن اهتمام Apple الأساسي يدور حول إثراء التجربة داخل السيارة في الوقت الذي ينتقل العالم فيه إلى تطوير سيارات ذاتية القيادة، وهو يُعد بمثابة تطوير لتجربة تطبيق Apple CarPlay ولكن بشكل أكثر شمولية واحترافية. هناك أدلة دامغة أن آبل تعمل على تطوير نظام لتسيير السيارات ذاتية القيادة، أما عن تطوير سيارة حقيقية؟! من الاحتمال أن آبل لا تنوي ذلك.
سيارات الركاب المشتركة
الاحتمال الثاني هو أن شركة Apple تخطط لصناعة سيارات، بالرغم من كونها ليست متاحه للبيع بالتجزئة. لعل أحد الأسواق الواضحة والمتعارف عليها في تلك الفئة هو سوق سيارات الركاب المشتركة على غرار خدمة Lyft الشبيهة بأوبر. لذا، فمن المحتمل أن شركة آبل تخطط الآن لصنع سيارة ذاتية القيادة لخدمة العملاء بشكل مشترك للرحلات، ولكننا لن نتمكن من شراء واحدة برخصة تسيير خاصة.
سيارات البيع بالتجزئة
الاحتمال الثالث، بالطبع، هو تصميم وتطوير سيارة كاملة يمكن للعملاء والمستهلكين استئجارها أو شرائها مباشرةً. هذا الاحتمال هو الاحتمال الكائن وراء الكثير من المناقشات المتشوقة والشغوفة حول مستقبل هذا المشروع.
من الذي سيصنع سيارة آبل ؟
بافتراض أن آبل ستقوم بالفعل بصنع سيارة، فلابد وأنها ستشترك مع شركة مختصة بتصنيع السيارات، أي إحدى الشركات المنتجة في قطاع السيارات بالفعل. وهنا يوجد طريقتان لإتمام هذا الأمر.
الطريقة الأولى، شريك مع علامة تجارية شهيرة وموثوقة
هناك العديد من التقارير الصحفية عن تسريبات كانت قد ظهرت في وقتٍ سابق عن مجموعة نقاشات بين شركة آبل كطرف أول وبعض المُصنعين الآخرين مثل هيوانداي، نيسان، كيا، Canoo، وبي إم دبليو. تم تقديم أفكار من طرف شركتي هيونداي وكيا، وبالرغم من أن الاتفاقات كانت على وشك الانتهاء والتوقيع إلا أنها أُلغيت في آخر لحظة. رغم أنه لا يزال هناك بعض التسريبات عن محادثات مازالت جارية بين الشركات المذكورة وآبل.
يبدو أن السبب الرئيسي هو حتمية شراكة آبل مع علامة تجارية فعلية لانتاج السيارات. أعتقد أن شركات إنتاج السيارات الحالية ستتردد حيال هذا الأمر في التنازل عن دورها، بحيث ستكون آبل هي الآمر الناهي والمُتخذ لجميع القرارات، بالإضافة إلى عدم حمل سيارة آبل إلى أي علامة تجارية سوى علامة آبل فقط.
الطريقة الثانية، استخدام عقود تصنيعية
الاحتمال الآخر، وعلى الأرجح هو الفعلي، بأن آبل ستتفق مع إحدى الشركات المُنتجة في قطاع السيارات لتصنيع وبناء سيارات آبل المستقبلية. كما تفعل آبل بالضبط لصناعة أجهزتها الأخرى مثل آيفون وبعض منتجاتها الأخرى، بالتعاقد مع مُصنع مثل Foxconn وPagatron.
من المعروف أن شركة Foxconn لها باع في إنتاج وتصنيع السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى شركة Magna وهي أحد أشهر الشركات المُصنعة والقادرة على بناء نماذج سيارات فعلية لبعض العلامات التجارية المميزة. لذا، يبدو أن Magna ستكون المُنافس المُحتمل للتصنيع.
ماذا قالت الشركات المصنعة للسيارات ؟
ليس من الغريب أن يدعي جميع المصنعين الحاليين عدم القلق حيال هذا الأمر. على سبيل المثال، يقول المدير المالي لشركة BMW بأنه "ينام بسلام دائمًا"، بينما صرحت شركة فولكس واجن بأنها لا تخاف من تلك المنافسة المحتملة. أما عن تويوتا اليابانية، فقد صرحت بأن شركة Apple لا تفهم أنها يجب أن تكون مستعدة لتقديم 40 عامًا من الدعم بعد البيع لأي سيارة قد تنتجها آبل، حيث تميل آبل إلى التوقف عن دعم أي منتج من منتجاتها بعد خمس سنوات من توقف إنتاجه.
واقعيًا، يجب أن يقلق أي مُصنع ومُنتج للسيارات حتى وإن كان ذو سمعة جيدة وعلامة تجارية فاخرة ومحبوبة. في هذا السياق، يبدو أن شركة Tesla هي الوحيدة التي صرحت بأن شركة Apple ستشكل لها منافسة شديدة الصعوبة.
متى سيتم إطلاق Apple Car ؟
أحد الأسئلة الكبيرة والخطرة. في عام 2015، تكهن البعض بأن تطرح آبل سيارة Apple Car للبيع في بدايات عام 2020 وهو ما لم يحدث بالطبع. الآن، فقد تم التنبؤ بعدة تواريخ لانتاج وإطلاق تلك السيارة، وهي عام 2024، 2026، و2028.
الآن، ومع عدم وجود صفقة مؤكدة لانتاج سيارة آبل، بات من الواضح أن آبل لن تنتج أو تطرح سيارتها الجديدة في أي وقت قريب من الآن.