يومًا بعد يوم تزداد أهمية حماية الأمان والخصوصية لكافة مستخدمي الإنترنت فيبدو أنه لم يعد هناك أحد في مأمن من عمليات الاختراق وتسريب البيانات التي تحدث كل يوم كما شاهدنا ذلك عندما تم تسريب بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك مؤخرًا، ولأن الإنترنت يعتبر هو السبب الرئيسي في اختراق وتسريب البيانات كانت وسائل الاتصال بالإنترنت هدفًا للمخترقين دائمًا حيث أنهم يحاولون بشكل مستمر الوصول إلى ثغرات في الواي فاي أو كابلات الإيثرنت وما إلى ذلك.
وبدورها تقوم شركات تزويد الإنترنت وشركات الحماية بتطوير أساليب ضد الهجمات وعمليات الاختراق، فعلى سبيل المثال نجد في الواي فاي تقنيات تشفير مختلفة مثل WPA 2 و WPA3، ولكن هل يعتبر الواي فاي آمن للاستخدام دائمًا ؟ وهل هو الأفضل أم بيانات الهاتف ؟ إليك توضيح ذلك بالتفصيل فيما يلي.
الفرق بين الخصوصية والأمان
يخلط الكثير من الناس بين مصطلح "الخصوصية" ومصطلح "الأمان" ولكنهما في الواقع غير متشابهين تمامًا وتوجد اختلافات واضحة بينهما فيمكن أن يكون اتصالك بالإنترنت آمن ولكنه ليس خاص والعكس أيضًا، إلا أن أهم ما يشترك فيه الخصوصية والأمان هو ضرورة الاهتمام بكلًا منهما بطريقة أو بأخرى.
بالنسبة لمصطلح الأمان (Security) فإنه يشير إلى حماية البيانات الموجودة على أجهزتك من الاختراق، وبمعنى آخر عندما يكون الجهاز آمنًا فإنه لا يمكن للمتسللين أو المخترقين الوصول إلى البيانات الموجودة على هذا الجهاز، وكلما كانت البيانات التي تتعامل معها أكثر حساسية كلما كنت بحاجة إلى مستوى أكبر من الأمان. على سبيل المثال إذا كنت تقوم بإتمام عملية دفع عبر الإنترنت أو أنك تقوم بإرسال بريد الكتروني هام وما إلى ذلك، ولكن تقل أهمية مستوى الأمان إذا كنت تتصفح الإنترنت بشكل عام مثل مشاهدة الفيديو على يوتيوب.
ويعتمد مستوى الأمان بشكل كبير على نوع الاتصال الخاص بك، هل هو شبكة واي فاي أم البيانات الخلوية أو كابل الإيثرنت وبالطبع تعتبر الاتصالات السلكية أكثر أمانًا من اللاسلكية حيث يكون من الصعب على المتسللين اختراقها، إلا أن شبكات الواي فاي أصبحت آمنة جدًا في الأعوام الماضية وذلك مع تطور تقنيات التشفير والتي أصبحت قوية جدًا والتي تهدف بشكل مستمر إلى معالجة الثغرات الأمنية التي يتم اكتشافها.
وفي حين أن مصطلح الأمان يشير إلى مدى قوية حماية جهازك ضد الاختراق، فإن مصطلح الخصوصية Privacy يشير إلى مدى كون البيانات والمعلومات الخاصة بك غير مكشوفة للآخرين وهنا يكون الحديث غالبًا عن البيانات التي قمت أنت بالإفصاح عنها للتطبيقات والخدمات المختلفة التي تستخدمها، فمثلًا يمكن تصنيف فيسبوك بأن مستوى الخصوصية به منخفض وذلك لأن بياناتك التي قمت بإدخالها في فيسبوك تم تسريبها علنًا إلا أنه لم يتم اختراق أجهزتك أو هاتفك عن طريق تطبيق فيسبوك مثلًا.
ومن أجل فهم خصوصية بياناتك على الإنترنت جيدًا لابد أن تحرص على قراءة شروط وسياسات الاستخدام لأي خدمة تتعامل معها وخاصةً الخدمات الحساسة مثل خدمات الـ VPN وبرامج الحماية وغير ذلك وهذا من أجل معرفة أي البيانات التي يحق لهذه الخدمات أو التطبيقات الوصول إليها وماذا تستفيد هذه التطبيقات من البيانات الخاصة بك أو كيف تستخدمها ومع من يتم مشاركتها وغير ذلك من المعلومات الأخرى الهامة والضرورية حول خصوصية المستخدمين.
أنواع اتصالات الهاتف المحمول
عندما يتعلق الأمر بالهواتف الذكية فإن الاتصال بالإنترنت يكون غالبًا عن طريق نوعين من الاتصالات، أما شبكة الواي فاي أو بيانات الجوال ويتشابه كلاهما بشكل عام في إمكانية الوصول إلى الإنترنت إلا أن الاختلافات الأساسية بينهما تكمن في كيفية الاتصال بالإنترنت ومن يمكنه رؤية البيانات والمعلومات الخاصة بك.
شبكة الواي فاي هي عبارة عن اتصال لاسلكي بالإنترنت يتم إنشاؤه من خلال الراوتر والذي يكون متصل بمودم، حيث يقوم هذا المودم ببث شبكة الإنترنت من خلال مزود الخدمة ومن ثم يقوم الراوتر بالسماح للأجهزة المختلفة بالاتصال بالشبكة وهذا يعني أن مزود خدمة الإنترنت (ISP) تكون له إمكانية الوصول إلى الكثير من البيانات والأنشطة الخاصة بك على الإنترنت كما يكون بإمكانه حظرك من زيارة مواقع معينة أو توجيهك إلى مواقع أخرى وغير ذلك.
ومع ذلك يمكنك التحكم في شبكة الواي فاي الخاصة بك وتعزيز مستوى الأمان والحماية بها من خلال استخدام شبكات VPN أو أنظمة مثل Tor والتي تقوم بإنشاء طبقة حماية بين الجهاز الخاص بك وبين مزود خدمة الإنترنت وهي الخوادم الخاصة بالشبكة الافتراضية مما يجعل الوصول إلى بياناتك ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، ولكن إذا كنت تتصل بالشبكات العامة مثل التي تكون موجودة في المقاهي والفنادق والأماكن العامة فلن يكون الأمر بهذه السهولة وهنا تظهر هناك مشكلتين لابد من الحذر منهما.
المشكلة أن الكثير من الهواتف الذكية تكون مضبوطة على الاتصال تلقائيًا بشبكات الواي فاي المفتوحة وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على أمن بياناتك وخصوصية المعلومات الشخصية، وأما المشكلة الثانية فهي أنك لا تعرف من يتصل معك على نفس هذه الشبكة وما هي البيانات الخاصة بك والتي يمكن الوصول إليها من قبل المتصلين بالشبكة، ومن أجل تجنب هذه المشاكل عليك تعطيل شبكة الواي فاي على هاتفك أثناء عدم الاستخدام وخاصةً عندما تكون خارج المنزل.
تعمل بيانات الهاتف بطريقة مشابهة لشبكات الواي فاي من حيث إمكانية الاتصال بالإنترنت والوصول إلى المواقع المختلفة ولكن هذه المرة سوف تكون الإشارة قادمة من الأبراج الخاصة بشركات الاتصالات ومرة أخرى سوف يكون بإمكان المزود الخاص بك التحكم في المواقع التي يمكنك زيارتها كما أنه سوف يكون بإمكانه الوصول إلى نشاطك عبر الإنترنت ولكن ما يميز بيانات الجوال هي أنها تكون مشفرة بطبقة حماية إضافية مما يساعد على حماية بياناتك من المتطفلين ولذلك يوصي خبراء الأمن دائمًا بالاتصال ببيانات الجوال عندما تتعامل مع البيانات الحساسة وخاصةً خارج المنزل.
كلمة أخيرة
بغض النظر عن طريقة اتصالك بالإنترنت وأين ومتى تفعل ذلك فإن خصوصيتك سوف تظل معرضة للاختراق طالما أنك تتصل بالإنترنت لذلك ينبغي عليك التركيز على طرق الحماية الأخرى مثل استخدام برامج الحماية وشبكات الـ vpn وإجراء العمليات الحساسة مثل الدفع الإلكتروني وغير ذلك من المتصفحات الآمنة مثل TOR مع استخدام المتصفحات العادية الأخرى للأنشطة العادية ولمعرفة المزيد حول طرق تأمين وحماية بياناتك يمكنك قراءة مقال نصائح هامة للمزيد من الأمان على الإنترنت والذي يشمل العديد من الخطوات الهامة الواجب على كل مستخدم القيام بها.