بالتأكيد أغلبنا على علم كامل بجوجل كروم، فهو المتصفح العملاق الأكثر استخداماً بلا منازع في تصفح مواقع الإنترنت. ولكن في نفس الوقت نحن نسمع كثيراً أنه متسند في الأساس على نواة متصفح كروميوم "Chromium" والذي كان سبباً رئيسياً في نجاحه، لدرجة أن مايكروسوفت هي الأخرى قررت أيضاً بناء متصفحها الخاص مايكروسوفت إيدج عليه. هذا قد يدفعنا للتساؤل، ما هو متصفح كروميوم ولماذا لا نستخدمه بدلاً من جوجل كروم أو أي متصفح آخر، وما هي أوجه الاختلاف بينه وبين أي متصفح أخر نستخدمه. كل هذا سوف نتناوله معكم في هذه المقالة بالتفصيل.
ما هو متصفح كروميوم ؟
كروميوم هو متصفح إنترنت مجاني ومفتوح المصدر تابع لشركة جوجل وقد تم تطويره أيضاً في عام 2008 بجانب متصفح جوجل كروم، وكلمة مفتوح المصدر تعني أنه يسمح للمطورين الآخرين بتغيير وإضافة كود المصدر للتعديل على نظام وطريقة عمله، ولكنه في نفس الوقت لا يسمح إلا للمطورين المنتسبين لمجتمع تطوير كروميوم الموثوق بهم. يستطيع هؤلاء المطورون بانتساب رمز الملكية الخاص بهم في الكود الأساسي المصدري لمتصفح كروميوم. هذا كله يعني أنه يمكنهم إنشاء متصفح جديد مستند على نفس بنية كود كروميوم والتعديل عليها والتغيير وإنشاء مزايا جديدة وانتساب حق الملكية بالكامل لهم.
متصفح كروميوم سريع التطور، وقد ساهم مهندسو شركة مايكروسوفت في تطويره في بداية عام 2019، لدرجة أن بعض المصادر التقنية أشارت إلى أن شركة مايكروسوفت التزمت بإضافة العديد من التحسينات على متصفح كروميوم والتي بلغ عددها أكثر من 3700 تعديل جديد. الميزة الاستثنائية في المتصفحات الأخرى، مثل جوجل كروم ومايكروسوفت إيدج أنهما يدعمان القدرة على التحديث التلقائي، ولكن كما ذكرنا للتو، يستقبل أيضاً متصفح كروميوم العديد من المزايا والإضافات الجديدة بشكل دوري، ولكن على المطورون والمستخدمين المتقدمين تنزيل هذه التحديثات يدوياً.
ولكن من ناحية أخرى، كروميوم ليس مثل المتصفحات الأخرى في مزايا الدعم الإضافية. فعلى سبيل المثال لا يمكنه ترميز الوسائط المرخصة مثل تنسيق MP3 و AAC و H.264، وبدون الحصول على ترخيص لن تتمكن من تشغيل هذه الوسائط باستخدام كروميوم. فإذا كنت تحاول تشغيل محتوى يوتيوب أو مشاهدة الأفلام والعروض التلفزيونية عبر الإنترنت، فلابد من تثبيت برامج الترميز يدوياً أو الاعتماد على متصفح آخر داعم لهذه المزايا، مثل كروم أو إيدج.
ما هو الاختلاف الجوهري بين كروم وكروميوم ؟
بالنسبة للمستخدم العادي يعد جوجل كروم هو الملاذ الآمن لأنه يسمح بترميز الوسائط والقدرة على تشغيلها بسهولة، استقبال التحديثات الأمنية وتحديثات المزايا الدورية بشكل آلي، والقدرة على تثبيت الإضافات والملحقات الخارجية بسهولة شديدة. ولكن كروميوم يمتاز بأنه لا يعتمد على حفظ ملفات تعريف الارتباط والاحتفاظ بسجل التصفح، وهي ميزة استثنائية يبحث عنها بعض المستخدمين المتقدمين. إذا أردت تثبيت بعض الملحقات على كروميوم، فلا يوجد خيار أمامك سوى تنزيلها من المتجر الخاص بالمتصفح. بالإضافة إلى ذلك قد يكون كروم وإيدج أكثر استقراراً من كروميوم. أيضاً كليهما يوفرون الدعم لتقنية إدارة الحقوق الرقمية والتي تسمح لهم بتشغيل محتوى رقمي محمي بحقوق الطبع والنشر.
ما الذي يعجز عنه متصفح كروميوم بشكل واضح ؟
إذا حاولنا مقارنة كروميوم بمتصفح جوجل كروم، فستكتشف أنك قادر على استخدام كروم على جميع أجهزتك سواء كمبيوتر مكتبي أو محمول أو هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد أو iOS. بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الوظائف التي يوفرها كروم مثل مزامنة البيانات من خلال حساب جوجل الخاص بالمستخدم والقدرة على الوصول إلى علامات التبويب المفتوحة عبر الأنظمة المختلفة
أيهما الأفضل لاستخداماتك، كروم أم كروميوم؟
بالنسبة للمستخدم العادي، قد يكون كروم هو الأفضل بكل تأكيد. في حين أن كروميوم هو متصفح مفتوح المصدر ولا يحتفظ بسجل التصفح أو ملفات تعريف الارتباط، ولكن كروم وإيدج كلاهما يمتازوا بالتحديثات الآلية وهي ميزة ضرورية جداً، بالإضافة إلى ذلك، كلاهما قادرين على دعم برامج ترميز الوسائط. النظام الوحيد الذي "يحب" كروميوم هو نظام لينكس نظراً لأنه مفتوح المصدر. وهو بالفعل المتصفح الافتراضي لنظام لينكس.
ولكن إذا كنت تهتم كثيراً بأمور حماية الخصوصية، فقد يكون كروميوم هو المتصفح الأكثر أماناً وموثوقية بالنسبة لك، ولكن سيتعين عليك التضحية بجميع مزايا جوجل كروم. في الواقع، يمكنك الاعتماد على كلاهما إذا كنت تخشى أن تفتقر أجهزتك لمزايا جوجل كروم، ولكن حينها ربما تسأل نفسك: ما هي الفائدة من كروميوم في مثل هذه الحالة؟ في حالة كنت ترغب في استخدام متصفح سريع مبني على نواة كروميوم، فإليك أشهر المتصفحات المعتمدة على نواة كروميوم.