هل برامج تنظيف ريجستري ويندوز مهمة حقًا ؟

نستعرض لكم نقاش موسع حول برامج تنظيف سجلات الويندوز وما يمكن أن تتسبب فيه من مميزات وعيوب لنظام التشغيل
برامج تنظيف سجلات الويندوز أو Windows Registry تستمر في تقديم وعودها لنا بأنها قادرة على حل معظم مشاكل وأخطاء النظام والعمل على تسريع الكمبيوتر وتعزيز أداؤه، وعلى الرغم أنها أحياناً من الممكن أن تفعل العكس بالضبط وتتسبب في مشاكل لا حصر لها، إلا أنها سوف تطلب منا المال مقابل الاستفادة من خدمتها المميزة.

سجل الويندوز (Registry) هو قاعدة بيانات ضخمة لتخزين جميع أنواع العمليات والمعلومات الخاصة بإدارة نظام الويندوز والبرامج. ففي كل مرة تحاول فيها تثبيت برنامج جديد أو إزالة برنامج قديم أو إجراء أي تغييرات على الويندوز في نظام عمله، يتم تحديث بيانات السجل لتخزين تلك المعلومات الجديدة، وبمرور الوقت، ومع كثرة استخدام الويندوز، فبالتالي من الطبيعي أن يحدث تزاحم وتكدس في السجلات بالعديد من العمليات. ولكن هل هذا أمر خاطئ أو فيه أي ضرر على نظام الويندوز، هل من الضروري تنظيف السجلات والاعتماد على برامج التنظيف ؟ دعونا نجيب على تلك الأسئلة باختصار شديد.


 

ما الذي يحدث لسجلات النظام بمرور الوقت؟




تخبرنا برامج التنظيف بأن سجل النظام يتكدس بمرور الوقت بالمعلومات التي لها علاقة بكل ما نقوم به على نظام الويندوز، سواء تثبيت وإزالة البرامج أو إجراء أي تغييرات في نظام عمل الويندوز. وبمرور الوقت سوف تتسبب كثرة المعلومات تلك في ظهور بعض رسائل الأخطاء وأعطال في نظام الويندوز.

ولذلك، سوف تلاحظ أحياناً أن برامج التنظيف قادرة على فرز مئات الأخطاء ومحوها من السجل لأنها (وفقاً لتصريحاتها) أنها تتسبب في إبطاء عمل الكمبيوتر. معظم هذه البرامج سوف تقوم بتنظيف السجل من بعض الأخطاء وإصلاح بعض المشاكل مجاناً، ثم ستطلب منك الترقية للإصدار المدفوع لاستكمال عملية التنظيف والإصلاح.

هل فعلاً السجل يحتوي على العديد من الأخطاء بمرور الوقت؟




يجب أن تتأكد أن ما تصرح به برامج التنظيف على أنه مشاكل حرجة، لا يمثل أي مشكلة على الإطلاق بالنسبة لنظام التشغيل. فعلى الرغم أن عملية إزالة البرامج سوف تترك وراءها أثر في سجلات النظام، أو قد تكون هناك بعض الامتدادات لملفات لم تعد مستخدمة لا تزال تحتوي على مفاتيح بالسجل، إلا أنها في الواقع لا تتسبب إطلاقاً في إبطاء نظام الويندوز باي شكل من الاشكال.

فحتى لو كان عدد هذه الإدخالات بالمئات أو بالآلاف، فهي لن تستنفذ من مساحة التخزين إلا القليل جداً ولن تتسبب في إبطاء عمل نظام الويندوز. ولذلك، سواء قمت باستخدام برامج تنظيف السجل أو لم تقم باستخدامها، فتأكد أنك لن تشعر باي تغير ملحوظ بعد تنظيفك للسجل. ولكن المشكلة الأسوأ والتي نسهى عنها، أن الاعتماد على هذه البرامج وعملية محو السجلات قد يتسبب فعلياً في إتلاف نظام الويندوز وليس صيانته.

ما هي الجوانب السلبية في الاعتماد على برامج تنظيف السجلات؟




السجل هو موطن العديد من القيم والمعلومات الهامة المستخدمة لنظام التشغيل والبرامج الخارجية. فإذا قمت بحذف هذه المفاتيح أو نقلها من مكانها (وهو ما تفعله برامج تنظيف السجلات) سوف تتسبب لبرامج التشغيل والعمليات المرتبطة بها في الفشل وعدم القدرة على القيام بوظائفها بشكل سليم لأنها لا تستطيع العثور على مفاتيح التشغيل والإدارة الأساسية في مكانها الصحيح.

ولهذا قد تكتشف عند تشغيلك لبعض البرامج ظهور رسائل أخطاء أو عدم القدرة على تشغيل البرنامج من الأساس على الرغم أنه كان يعمل بالأمس على النحو الأمثل، ولا يوجد أي خيار أمامك سوى إزالة وتثبيت البرنامج من جديد. ولكن في أسوأ الحالات وما يجب التنويه عنه، أن برامج التنظيف قد تتسبب في تلف نظام الويندوز نفسه بالكامل ولن تجد أي وسيلة لإصلاح هذا الخلل إلا بعد تعيين نظام ويندوز من جديد.

لذلك في النهاية، لا يوجد أي سبب مقنع أو منطقي يجعلك تخاطر بالاعتماد على هذه البرامج من أجل حذف العشرات أو حتى المئات من الإدخالات بداخل سجل الريجستري والتي ليس لها أي علاقة بأداء نظام الويندوز أو الكمبيوتر. فتأكد أن نظام التشغيل وجميع برامج أعمالك لا يعتمدان على هذه المعلومات والإدخالات المتواجدة في السجل ولا يحاولان تحميلها أو قراءتها إلا عند الحاجة إليها فقط، وهذا ما يعني أنها بالفعل ضرورية من أجل إدارة وتشغيل البرامج بشكل صحيح، ولكنها لن تتسبب في إبطاء الكمبيوتر بأي شكل من الأشكال أو تأخيره عن القيام بمهامه الوظيفية العادية.

لماذا توصي مايكروسوفت بعدم استخدام برامج تنظيف السجلات ؟


مايكروسوفت، لقد كانت هي أول من يطور أداة RegClean لتنظيف سجلات الويندوز، ولكن هذا كان منذ زمن طويل. فمنذ ويندوز 98 والشركة توقفت عن توفير أي أداة لتنظيف السجل بسبب كثرة المشاكل التي تسببت فيها، وحتى هذه اللحظة توصي بعدم استخدام هذه الأدوات وتؤكد أنها لا تساعد في تصليح المشاكل أو تصحيح الأخطاء، وإنما هي تسبب في تلف بعض مفاتيح التشغيل الأساسية لعمليات إدارة النظام والبرامج الخارجية.

فإذا نظرت بنفسك في صفحة الدعم الرسمية لشركة مايكروسوفت سوف تُفاجأ بأن الشركة توقفت عن دعم أي منظفات للسجل. والآن، نظام ويندوز 10 مقترن بجدار حماية مدمج ومكافح فيروسات ومنظف ملفات وأداة لإلغاء تجزئة الأقراص والمزيد من الأدوات الصحية جداً للنظام، فلو كانت الشركة تعلم أن هناك ضرورة لدمج الويندوز بأداة لتنظيف السجل لما تأخرت عن توفيرها، أليس كذلك؟

إذن كيف يمكنك تسريع الكمبيوتر؟




هناك أسباب كثيرة قد تكون هي السبب في بطء الكمبيوتر ولماذا لا يستجيب ويندوز 10 معك بشكل صحيح، ولكن إذا قمنا باستثناء مسائل أداء مكونات الهاردوير نفسها مثل المعالج المركزي والرسومي وهل توجد سعة كافية من ذاكرة الوصول العشوائي في الحاسوب أم لا. ولكن إذا توافرت جميع تلك العناصر وكنت تريد أن تقوم بكل الطرق الفعالة لتسريع ويندوز 10، فمن الأفضل أن تفكر في شراء هارد من الحالة الصلبة (SSD) هذا هو الحل الوحيد المنطقي والجاد فعلاً ولكنه سيكلفك بعض المال.

الحل الأخر وهو دليلك الشامل لتنظيف ويندوز 10 بشكل صحيح وتعزيز الأداء. هذا الدليل سوف يرشدك لكيفية التخلص من الملفات الغير مرغوب فيها وإزالة البرامج التي لم تعد تستخدمها وتعطيل البرامج أثناء عملية فتح النظام عند فترة الإقلاع (Startup apps) وغير ذلك بكثير. ولكن كل ما هو غير ذلك ( مثل برامج تنظيف السجلات وتسريه الأداء) فهي مجرد حيل وأساليب ملتوية تتبعها بعض الشركات لتحقيق الربح المالي من وراء المستخدمين الذين يأسوا من أداء أجهزتهم وكثرة المشاكل التي تواجههم أثناء استخدامهم لنظام الويندوز. ولكن يجب أن تتأكد أن هذه البرامج لا تفعل أي شيء حقيقي – سوى أنها قد تتسبب في تلف النظام أو بعض البرامج الأخرى.
تعليقات

احدث المقالات