التطبيقات الضارة والسيئة على متجر جوجل بلاي، وكيف تتجنبها؟

لأن متجر جوجل بلاي يحتوي على العديد من التطبيقات السيئة والضارة، ينبغي على أي مستخدم يكون حذراً بشأنها
في كل عام، تتزايد أعداد التطبيقات الخطيرة والضارة على متجر جوجل بلاي. غالباً، شرطة المتجر قادرة على التصدي لهذه التطبيقات وإزالتها فور اكتشافها. ولكن نظراً لوجود مئات أو آلاف التطبيقات الجديدة التي تُطلق كل يوم والتي تحتاج إلى الفحص وإجراء عدة اختبارات عليها من قبل شركة جوجل، هذا يعني أنه من المستحيل على جوجل أن تكون قادرة على فرض سيطرتها الكاملة على هذا الوضع الفوضوي. 
 
أصبح بمثابة كومة من القمامة. ذات يوم، متجر جوجل بلاي كان مورداً عظيماً للتطبيقات الرائدة والاحترافية، فكلما كنت تحتاج لميزة جديدة أو حل مشكلة ما في هاتفك، تذهب للمتجر مباشرة وستجد أمامك التطبيقات التي تستحق فعلاً التجربة، ولن تجد سواها. الآن، كل شيء تغير وأصبح مختلف. بعض المطورين لديهم القدرة على تزييف الحقائق والتلاعب في نسبة التقييمات الإيجابية، وأحياناً لا يترددون في الانتحال الصريح للتطبيقات الرائدة والعالمية الأكثر شهرة، لدرجة أنك أحياناً لا تستطيع تحديد ما هو التطبيق الأصلي من بين جميع التطبيقات التي أصبحت تحت نفس المُسمى والهيئة وطريقة العمل.



شرطة جوجل وحدها لن تكون قادرة على فحص مئات التطبيقات الجديدة كل يوم بشكل يدوي. وإنما هي تعتمد على نظام خوارزميات يقوم بتحليل التطبيقات وتحليل تحديثاتها المُضافة تلقائياً عبر مجموعة من التعليمات البرمجية وأنماط السلوك. الأمر شبيه تماماً ببرامج مكافحة الفيروسات على أنظمة التشغيل: فبمجرد تشغيل الإنذار تلقائياً، تقوم الشركة بإرجاع التطبيق إلى المطور وعدم السماح له بالوجود على المتجر. بهذا الشكل يكون المتجر قادر على التصدي لأكثر من 99% من التطبيقات التي تحتوي على برمجيات ضارة أو Malware أو تشكل أي تهديدات لمستخدمي أندرويد – على الأقل هذا ما تصرح به جوجل.


 
كما أن الشركة تؤكد أنها أصبحت قادرة على تحديد الحسابات المزيفة والمحتوى المسيء والأنواع المستجدة من الفيروسات. إلا أن مطوري البرمجيات الخبيثة التي تعبث بخصوصية المستخدمين وتنتهك بياناتهم أصبحو أكثر ذكاءاً وأكثر خطورة عن أي وقت مضى. لذلك، في عام 2017 بعد التهديدات الخطيرة التي غمرت متجر جوجل بلاي "Sonic Spy"، قررت جوجل أن تجعل من أمر إنشاء حساب مطور جديد أمراً في غاية الصعوبة. إلا أنهم وبطريقة ما "المطورين المزيفين" قادرين على التسلل في بعض الأوقات دون رقابة.

في عام 2018 بادر أكثر من نصف مليون مستخدم بتنزيل لعبة سباقات من المتجر كانت تحتوي على برمجيات خبيثة، وفي عام 2019 إزدادت أعداد هذا النوع من التطبيقات. إذن، من السهل الوقوع في فخ التطبيقات الضارة، خاصة إن لم تكن حماية هاتفك جديرة بالشكل الكافي أو كنت لا تزال تعمل من خلال نظام أندرويد قديم أو كنت تستخدم الهاتف بعد ترويته أو كنت تعتمد على مصادر خارجية في تنزيل ملفات APK على هاتفك. لذلك، سنحاول الآن أن نسلط الضوء على كيفية تحديد التطبيقات الضارة والابتعاد عنها قدر الإمكان.

1- تطبيقات Flashlight




تطبيقات مصابيح ضوء الفلاش ليست خطيرة في حد ذاتها. فهي غالباً لا تتطلب سوى إذن للكاميرا، وهذا الأمر طبيعي نتيجة أن الفلاش متصل بالكاميرا ويتم التحكم فيه بدقة مناسبة. ولكن منذ عام 2015 ظهرت العديد من تطبيقات الفلاش لايت التي تتطلب عدداً مختلف من الأذونات والتي اشتملت على السماح لها بإرسال رسائل نصية قصيرة. منح ملايين المستخدمين تلك النوع من التطبيقات الأذونات التي تطلبها، وقد انتهى بهم الأمر الوقوع في فخ إرسال رسائل نصية مميزة مستحقة الدفع.

استطاع مطورو هذه التطبيقات تحقيق أرباح مالية كبيرة من وراء تلك الأفعال. لذا، من الضروري أن تلتفت جيداً لتطبيقات الفلاش لايت أو حتى غيرها من التطبيقات، وتضع كامل تركيزك على الأذونات التي تطلبها منك عند تثبيتها، والتركيز بعناية في ما إذا كانت تطلب أذونات أثناء فتحها في كل مرة. فغالباً هذا النوع من التطبيقات يكون مميز ولديه مجموعة رائعة من الوظائف التي تساعد على تسهيل استخدام الضوء في عدة مواقف مختلفة. ولكن هذا لا يعني أنك محتاج لعدد غزير منها على الهاتف، ناهيك عن كثرة الإعلانات التي تحتويها رغم وظائفها البسيطة. لذلك، سواء كانت تطبيقات لضوء الفلاش أو لغيرها، ينبغي أن تضع تركيزك على نوع الأذونات التي تطلبها تلك التطبيقات.

2- تطبيقات التنظيف وتحسين الأداء




إذا كنت تواجه بطء في أداء الهاتف أو نفاذ سعة شحن البطارية سريعاً، فهناك العديد من الحلول المنطقية التي تساعدك في مثل هذا النوع من المشاكل. ولكن تأكد أنك لن تجد أي حل مجدي على متجر جوجل بلاي. على سبيل المثال توفر الشركة الصنية سيئة السمعة Cheetah Mobile تطبيقات تنظيف هي الأكثر شهرة في هذا المجال، وتمتاز بملايين التحميلات على متجر جوجل بلاي. بالرغم من ذلك، فقد اعترف رئيس الشركة وأكثر من مرة واحدة أن هذه التطبيقات عديمة الفائدة ولا تقوم بأي شيء حقيقي.

الفكرة في الموضوع أن هذا النوع من التطبيقات يحاول استغلال فرصة يأس المستخدم، وتوفر المزيد من الوعود الكاذبة حول تحسين أوضاع البطارية وتخفيف الحمل الزائد على الهاتف. بالرغم من ذلك، نظام أندرويد يعمل بطريقة فريدة تجعل من كل تطبيق يعمل في كبسولة خاصة به بداخل النظام، ولا يمكن لأي تطبيق بأي شكل من الأشكال أن يكون ذو تأثير على نظام أندرويد بطريقة تجعله قادر على إطالة عمر بطارية الهاتف.

نظام أندرويد وحده هو المسؤول عن هذه الوظيفة ولا يسمح لأي تطبيق آخر بتأدية تلك المهمة عوضاً عنه، كما أن الشركة المصنعة للهاتف قد تزود الهاتف بتطبيق افتراضي يعمل بطريقة ما على تحسين وضع البطارية قدر الإمكان. ومع ذلك، فغالباً ما تكون هناك بعض التطبيقات المتعطشة للطاقة والتي تتسبب في استنزاف سعة الشحن سريعاً. في هذه الحالة، الحل الإيجابي الوحيد هو أن تكتشفها بنفسك ثم تبادر بإزالتها والبحث عن بديل لها يوفر لك نفس وظائفها.

3- البدائل المزيفة




ربما المشكلة التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة هي التي دفعتنا لهذه الفقرة. عند البحث عن التطبيقات البديلة على متجر جوجل بلاي ستواجه حالة فوضوية نتيجة تشابه مسميات التطبيقات مع بعضها البعض وطريقة عملها. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يتم التلاعب في قيمة التقييمات الإيجابية ولن تستطيع تحديد ما هو التطبيق المُستحق، فلا يمكنك تصفية نتائج البحث عن التطبيقات التي تحتوي على إعلانات منبثقة بداخلها أو تتطلب الترقية بداخلها، ولا يمكنك معرفة ما هي نوع الأذونات وأعدادها التي تفرضها تلك التطبيقات، وهل عمليات الشراء التي تحدث داخل التطبيق مرة واحدة ولا مرات عديدة. 
 
وفي معظم السيناريوهات، هذه التطبيقات لا ترتقي للمستوى المتوقع منها، وما هي إلا محاولات احتيالية لنهب المستخدمين مع عمليات شراء لا نهاية ولا معنى لها. من المفترض أن هذه التطبيقات لا تستحق التواجد على متجر جوجل بلاي، ولكن في جميع الأحوال، ينبغي أن تكون أنت الرقيب على نفسك.

افحص التطبيقات السيئة وتخلص منها




نظراً لأن التطبيقات المزيفة أصبحت أكثر تعقيداً وأكثر نجاحاً في تقليد التطبيقات الأصلية، فمن الضروري أن تضع لنفسك قاعدة تسير على نهجها، هذه القاعدة هي أن لا تبحث عن التطبيقات إلا التي تحتاجها فعلاً. ولكي تعرف ما هي التطبيقات والألعاب الضارة من التطبيقات الجيدة، لست في حاجة لخبرة أو نصيحة من قِبل مطور. فقط انتقل إلى إعدادات الهاتف ثم راقب حالة التطبيقات وكم المساحة التي تستهلكها من ذاكرة التخزين ونسبة البيانات ومقدار ذاكرة الوصول العشوائي التي تحتاج إليها وجميع الأذونات التي طلبتها. 
 
على سبيل المثال إذا كانت لديك بعض التطبيقات أو الألعاب التي تمارسها في الوضع الفردي أوفلاين، وبالرغم من ذلك هي تستنفذ سعة كبيرة من بيانات الهاتف، فهذا دليل قاطع على أن مطوريها يريدون فعل شيء ما من وراء ظهرك في الخلفية. ولكن تذكر أن بعض الألعاب والتطبيقات تتطلب أحياناً إلى تحديثات منتظمة، وهي عملية آمنة وروتينية، ولكنها بحدود.

كيف تعرف التطبيق الجيد من السيء




المشاكل تأتي دائماً من الأذونات والإعلانات. من المفترض على جميع المطورين تبرير سبب الأذونات التي يطالبون بها في وصف التطبيق، ومن المفترض أن تكون هذه الأذونات منطقية فيما يتعلق بوظائف التطبيق. فليس طبيعياً أن يطلب تطبيق فلاش لايت اذونات من جهات الاتصال أو الرسائل النصية القصيرة، وكذلك ليس منطقياً أن تطلب لعبة كرة القدم الوصول إلى الكاميرا والميكروفون.

من المفترض أن تقوم جوجل بخطوة حقيقية تجاه الإعلانات، وتفرض قوانينها على المطورين في توضيح ما هو شكل الإعلانات التي سيتعامل معها المستخدم عند تشغيل هذه التطبيقات: هل هي مجرد لافتات على جانبي الشاشة أو أسفلها أو بملء الشاشة، وهل هي عبارة عن فيديو أم صور ثابتة. فالإعلانات التي تعمل بملء الشاشة تتسبب في مشاكل شائعة مثل النقر غير المتعمد عليها والانتقال إلى المحتوى الخاص بها وإهدار حركة مرور الإنترنت عليها. أسوأ الإعلانات هي التي تعد المستخدمين بالمكافآت المالية والهدايا، فاحذر منها دائماً واقرأ وصف التطبيقات قبل تحميلها.
تعليقات

احدث المقالات