الأسباب التي دفعت بـ Sony إلى الهاوية في سوق الهواتف الذكية

تعرف من خلال المقال التالي على الأسباب التي دفعت بشركة سوني إلى الهاوية في سوق الهواتف الذكية
تراجعت شعبية العملاق سوني - Sony ضمن مجال الهواتف المحمولة في الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة، فلم نعد نرى العديد من الأجهزة الجديدة المطروحة في السوق، خاصةً بعد ظهور كل من هواوي وشاومي على ساحة الهواتف الذكية، مِما أدى إلى انسحاب سوني فجأة من هذا السوق في الوطن العربي وتكبدها الكثير من الخسائر ولحاقها بالضحايا السابقة كـ نوكيا وLG وHTC، فما الأسباب التي أدت بها إلى هذا التراجع الكبير، هيا بنا نسردها لكم في السطور القادمة من هذا المقال.


1. الفخر بالأمجاد السابقة

خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لاقت سوني نجاحاً كبيراً عند إطلاقها لعدد لا بأس به من الهواتف المحمولة والتي شهدت استحسان منقطع النظير لدى مُحبي الشركة في تلك الأثناء في ظل العلامة التجارية سوني إركسون - Sony Ericcson، حيث طرحت أجهزة قوية آنذاك بقدرات الكاميرا وتشغيل الموسيقى.

لتستحوذ على 9% تقريباً من سوق الهواتف المحمولة في عام 2007، لتدخل الشركة بعد ذلك عالم أندرويد في سنة 2010 وتبدأ في طرح العديد من النماذج البارزة من سلسلة إكسبيريا - Xperia، واستحوذت بذلك على 5% تقريباً من السوق العالمي للهواتف المحمولة في ذروتها عام 2013 وكادت أن تصبح ثالث أكبر شركة مُصنعة للهواتف بحلول عام 2014.

لكن بدلاً من الاستمرار في التقدم بدأت الشركة في التراجع، وأحد أبرز أسباب هذا التأخر هو الإستراتيجية العامة التي تتبعها الشركة في سوق الهواتف والتي لا زالت مُتأثرة بشدة فيما سبق، حيث بقيت الشركة مُصرة على طرح هواتف بمواصفات تقنية عادية جداً وبأسعار مُرتفعة مُقارنةً بباقي المُنافسين الأمر الذي خفض مبيعاتها وأدى بها إلى الانهيار.

2. التصميم البالي والقديم

بعيداً عن المُشكلات التي واجهتها الشركة في صفقاتها مع شركات الاتصال وشركات النقل، لم يكن لديها كما يبدو أي استراتيجية عالمية ولا حتى نظرة مُستقبلية لمُستجدات الأحداث ومتطلبات السوق ورغبة المُستخدمين، فكل ما كانت تقوم به هو طرح هواتف ذكية بأسماء مُختلفة أما من حيث التصميم فلا يوجد أي تغيير يُذكر عما سبق من أجهزتها.

فضلت الشركة أن تبقى ضمن هواتف ذات مظهر جاد يُناسب رجال الأعمال، الأمر الذي أضفى طابع من السخرية والملل من تلك الأشكال والتصميمات ذات الحواف الكبيرة، إلا أن سوني لم تبقى جامدة في التصميم الخارجي فقط إنما الداخلي أيضاً مع تجربة برمجية واحدة ومتطابقة يوماً بعد يوم مِما زاد من حدة الموقف.

3. عدم الاستفادة من التجارب

كانت سوني إحدى أكبر الشركات المُساهمة في تقديم كاميرات الهواتف الذكية ومستشعراتها إلى العديد من الشركات الأخرى، حيث استخدمت آبل مُنتجاتها في جهاز كـ iPhone XS Max، لتلعب سوني عندها لعبة الميجا بكسل بتزويد هواتفها بمستشعرات بدقة 23 ميجا بكسل، بينما بقي مُنافسيها يعتمدون دقة الـ 12 ميجا بكسل.

قد يعتقد البعض أن سوني كسبت الجولة بهذه الحركة إلا أنها لم تستفد أي شيء في الواقع، وذلك لأن المُستشعرات مُنخفضة الدقة أقل عرضة للضوضاء الرقمية، مِما يسمح لها بتقديم صور أكثر وضوحاً على الرغم من انخفاض عدد وحدات البكسل، كما أن الشركة تجاهلت استخدام الكاميرات المزدوجة لفترة طويلة وراهنت على تسجيل الفيديو بمعدل 960 إطار في الثانية.

ما زاد الطين بِلة، بطء الشركة في التكيف مع اتجاهات السوق، حيث تأخرت كثيراً في طرح هاتف رائد بشاشة أوليد - OLED، وتأخرت كذلك في التخلي عن الحواف الكبيرة في الشاشة، لكنها كانت سريعة في التخلي عن مقبس سماعة الرأس لتخون بذلك ثقة مُحبي الموسيقى الفئة التي دعمتها كثيراً في السابق.
تعليقات

احدث المقالات