هل تتذكرون في الماضي، عندما كنا نواجه مشكلة بطء الكمبيوتر في تنفيذ المهام أو تشغيل الألعاب بسلاسة، كانت النصيحة الأولى التي نحصل عليها من شركات بيع الهاردوير أو الصيانة أو حتى من أصدقائنا محترفين الكمبيوتر هي: "اشتري رامات زيادة"، وحقاً، كانت نصيحتهم تلك ذهبية. ذاكرة الوصول العشوائي أو ما نلقبها غالباً بالرامات هي عصب الكمبيوتر. فمهما احتوى الكمبيوتر على المكونات القوية عالية الأداء من معالج مركزي ورسومي وقرص صلب، إلا أن ذاكرة الرامات ستظل هي "من تضع النقاط على الأحرف"، فهي من تحدد هل الكمبيوتر بطيء أم سريع. اليوم، سنوضح لكم ما هي تقنية Dual Channel والفرق بينها وبين Single Channel وهل أمر تفعيل تقنية Dual Channel ضروري أم لا.
ولكن، ما هي ذاكرة الوصول العشوائي وما أهميتها للكمبيوتر ؟
إذا كنت جديد في عالم الهاردوير ولا تزال خبرتك بسيطة في هذا المجال، ربما تود أن تعرف أولاً ما هي أهمية ذاكرة الوصول العشوائي للكمبيوتر وما الذي ينبغي التطرق له عند شراء أي منها، وعلى الرغم أننا حاولنا شرح ذلك بأكثر من طريقة في مرات عدة، ولكن لمن فاته ذلك فهي باختصار كالآتي…
قد يهمك: علامات تدل على احتضار ذاكرة الوصول العشوائي (الرامات)
تخيل أن والدك طلب منك عدة طلبات لتنزل وتشتريها من السوق أو المتجر بجوار منزلك، على سبيل المثال، وليكن أكثر من 10 طلبات، فهل ستتذكرها جميعاً أم أنك مُعرض لنسيان بعضها ؟، بالتأكيد أنت مُعرض لنسيان بعضها لأن ذاكرتك السريعة غير قادرة على الاحتفاظ بالمعلومات المتنوعة لفترة زمنية طويلة، إذن ما ستفعله الآن هو أنك ستحضر قلم وورقة كراس وتبدأ في تدوين الطلبات، وعندما تذهب للمتجر ستخرج هذه الورقة من جيبك وتبدأ في عملية الشراء.
ذاكرتك هي الرامات، وورقة الكراس هي الذاكرة الافتراضية على القرص الصلب، فعندما ينتهي المعالج المركزي من تحليل البيانات واستخراج نتائجها، يقوم على الفور بتخزينها بداخل ذاكرة الوصول العشوائي لحين الاحتياج إليها مرة ثانية بعد فترة زمنية وجيزة، وهو يفعل ذلك لكي يكون قادر على إنجاز المهام بشكل أسرع.
ولكن إذا اتضح له أن الذاكرة غير كافية لنتائج العمليات الجديدة، فسيبدأ في تخزين النتائج على ذاكرة القرص الصلب "الهاردسك" وهو ما يتسبب أحياناً في بطء الأداء عندما يحتاج المعالج الوصول لهذه النتائج مرة ثانية.
لذلك، أمر وجود "السعة الكافية" من الرامات من أهم الأمور والأولويات التي ينبغي وضعها بالحسبان. ليس من الضروري أن تشتري 64GB، إلا إذا كنت حقاً تحتاج لهذه السعة من أجل إنشاء خادم أو محطة عمل مخصصة للعمل بالبرامج الاحترافية. أما كل ما هو دون ذلك، أي الألعاب والاستخدام الروتيني في التصفح ومواقع التواصل الاجتماعي والاستخدامات اليومية العادية، فيمكنك الاكتفاء بسعة 32GB كحد أقصى أو حتى 16GB، ربما حتى تكتفي بسعة 8GB مثلما نرى العديد من الحواسيب المحمولة في وقتنا الحالي. في النهاية، ستجد دائماً أن السعة المناسبة لك تتوقف على شكل استخداماتك ونوع احتياجك وأعمالك الوظيفية أو الترفيهية. والآن، أنت تحتاج أن تعرف ما هو الفرق بين Single Channel و Dual Channel في الرامات.
ماذا تعني Dual Channel في كلمات بسيطة ؟
ببساطة شديدة يمكنك تخيل تقنية Dual Channel على أنها بمثابة طريق سريع للسيارات وتم تقسيمه إلى قسمين لكي يتم تنظيم حركة مرور السيارات بداخله. بهذا الشكل، ستصبح السيارات قادرة على العبور بسرعات أعلى، ومن المحتمل أن الطريق سيكون قادر على استيعاب عدد أكبر من السيارات في نفس الفترة الزمنية.
ولكن ماذا تعني Dual Channel عملياً ؟
ذاكرة الوصول العشوائي ثنائية القناة (Dual Channel) هي عبارة عن شريحتان "قطعتان" من ذاكرة الوصول العشوائي بنفس المواصفات بالضبط موجودة في أكثر من قناة واحدة أو سوكيت واحد، الغرض من تعدد القنوات هو زيادة سرعة نقل البيانات وحجم عرض النطاق الترددي عن طريق إضافة قنوات إتصال إضافية بين شرائح الذاكرة العشوائية ووحدة تحكم الذاكرة المدمجة في المعالج المركزي والتي نلقبها بــ IMC اختصاراً لــ Integrated Memory Controller.
الآن أنت تتساءل كيف تعمل هذه التقنية بالتحديد. من المعروف أن ذاكرة الوصول العشوائي (رقائق الشرائح) المتواجدة على سطح الرامات، تتصل ببقية أجزاء الكمبيوتر من خلال وحدة التحكم المدمجة في قالب المعالج المركزي باستخدام ناقل للبيانات Data Bus. ومن المعروف أن وحدة تحكم الذاكرة المدمجة في المعالج المركزي تحتوي على قنوات متعددة جاهزة من أجل الاتصال مع شرائح الذاكرة، مما يسمح بإمكانية زيادة معدل حجم البيانات التي يمكن نقلها في نفس الفترة الزمنية. فكلما إزدادت قنوات النقل، إزداد حجم البيانات.
المعالجات المركزية قد تحتوي على وحدات تحكم الذاكرة الداعمة أو التي تعمل على هيئة قناة واحدة وقناتان وأربعة قنوات و ستة قنوات وثماني قنوات، ولكن غالباً ما تكون وحدات التحكم ذات ستة قنوات وثماني قنوات من أجل منصات الخوادم.
أما بالنسبة لأجهزة سطح المكتب الاستهلاكية، فغالباً ما تجد منصات الفئة المتوسطة داعمة لثنائية القناة، بينما المنصات الاحترافية تكون داعمة لرباعية القناة.
ما هي متطلبات تفعيل تقنية Dual Channel ؟
إذا كنت تريد الاستفادة من تقنية Dual Channel، ينبغي أن تمتلك عدة أشياء مجمعة في وقت واحد، والتي تبدأ من معالج مركزي يدعم تقنية Dual Channel، أي يحتوي على متحكم الذاكرة المدمج الداعم للتقنية، بالإضافة إلى اللوحة الأم التي ينبغي أن تكون داعمة للتقنية من خلال عدد منافذ شرائح ذاكرة الوصول العشوائي.
في الواقع، أنت لن تحتاج لفعل شيء من أجل تفعيل تقنية Dual Channel أو Quad Channel، عوضاً عن شراء القطع المناسبة فقط لذلك. فعلى سبيل المثال، ستجد أن منافذ الرامات في اللوحة الأم تأتي مرمزة بألوان موحدة لكي تعطي لك فكرة عن كيفية وإمكانية تفعيل Dual Channel، وينبغي أن تقوم بتركيب شرائح الذاكرة في المنافذ التي تكون بنفس اللون الواحد. في نفس الوقت ينبغي أن تكون شرائح الذاكرة التي ستقوم بشرائها بنفس المواصفات بالضبط في السرعة والفولت والحجم.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت متوجه لشراء 32GB RAM وتريد تفعيل Dual Channel على لوحة أم تحتوي على 4 منافذ Socket للرامات، ينبغي أن تقوم بشراء حزمة مكونة من قطعتين بنفس المواصفات بالضبط، وهذا هو سبب بيع شرائح ذاكرة الرامات دائماً مجمعة وفي حزم سوياً. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تكون القطعتان بحجم 16GB وبتردد 3200MHz ونفس التوقيتات CL10 ونفس جهد الفولت 1.5v.
ثم تقوم بتركيب الشريحتان بمنافذ اللوحة الأم ذات نفس اللون بالضبط، أي أن كلاهما بالمنافذ التي تكون باللون الأزرق فقط أو اللون الاسود فقط أو على حسب اللون لديك.
في النهاية، هل فرق الأداء يستحق ؟
من خلال مراجعات الطرف الثالث ومعامل الهاردوير، نعم هناك فرق واضح لصالح تفعيل Dual Channel أو Quad Channel، ولكن هذا نظرياً. أما على أرض الواقع، ينبغي أن لا يكون الفرق كبير بين تفعيل التقنية وعدم تفعيلها. لذلك، في النهاية، إذا كنت متوجه لشراء أو بناء منصة كمبيوتر جديدة للألعاب أو للأعمال، تأكد من شراء حزمة كاملة من الرامات أو زوج منهم بنفس المواصفات بالضبط. بهذا الشكل أنت لا تضمن السرعة الأعلى فحسب، وإنما تضمن التوافق واستقرار الأداء للمنصة الجديدة.