جميع المُستخدمين تقريباً يسعون إلى المُحافظة على شحن أجهزتهم المُختلفة من كمبيوترات محمولة أو هواتف ذكية في حال انخفض شحن البطارية قليلاً أو كثيراً، أي أن إبقاء الهاتف أو الكمبيوتر في حالة شحن تامة أمر غاية في السهولة، لكن الأمر الأكثر تعقيداً والتحدي الحقيقي هو كيفية الحفاظ على صحة تلك البطاريات على المدى الطويل.
تحتوي الأجهزة الحديثة على بطاريات من نوع الليثيوم أيون - Lithium-ion، وهي بطاريات قوية وتدوم لفترات شحن طويلة نوعاً ما، صُممت كيميائياً للتحلل بمرور الوقت وبالطبع كأي حالها حال أي عنصر تقني آخر لديها العديد من المُميزات والسلبيات، ومن المُستحيل إيقاف عملية التآكل والتحلل لكن الأمر المُمكن هو إبطاء ذلك الأمر من خلال التوقف عن القيام بالأخطاء التالية.
الخطأ الأول: شحن الهاتف حتى الـ 100%
قد يستمتع البعض ويرتاح نفسياً عند إكمال شحن البطارية بشكل تام إلى الـ 100% وقد يتعكر بعض الشيء في حال لم يتمكن من إتمام الشحن على أكمل وجه، لكن الأمر في الواقع ليس برائع مُطلقاً بالنسبة للبطاريات خاصةً الحديثة منها، إذ أن بطاريات الليثيوم ليست على وفاق مع الشحن الكامل ولا يجب أن تكون مشحونة كُلياً وفقاً لمُختصي هذا المجال.
الجميع نوعاً ما على علم بقاعدة الـ 20/80 والتي تعني أن نعمل على شحن البطاريات بقدر 80% فقط ومن ثم تفريغها لحد الـ 20% فقط وإعادة شحنها عند هذا المستوى وعدم تفريغها نهائياً، وفي هذا الاستخدام متوسط المدى ستحصل على دورات شحن أكثر بكثير مِما لو كنت تعمل على تفريغها وشحنها بصورة كاملة كما تفعل في العادة.
إن كنت تستخدم جهازًا يعمل بنظام iOS 13 فأنت محظوظ شيئاً ما، لأن خيار شحن البطارية المُحسن الجديد من آبل يسمح لك بالقيام بذلك بالضبط، ومع ذلك إن لم يدعم هاتفك هذه الخاصية يتوجب عليك الانتباه له جيداً أو البحث عن تطبيق مُعين يوفر لك هذا الأمر، فإن كان بإمكانك المداومة على هذه المُمارسة بشكل مُنتظم ستؤتي ثمارها على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: أفضل الشواحن المحمولة للهاتف واللاب توب في 2020
الخطأ الثاني: تفريغ البطارية حتى الرمق الأخير
كما نوهنا قبل قليل لا يُعد شحن البطارية بالكامل أمر مثالي ونفس الحال أو أكثر سوءاً إن قمت بتفريغ البطارية إلى الصفر الأمر الذي قد يُنقص من العمر الافتراضي للبطارية بشكل كبير وسريع، كانت البطاريات القديمة كالنيكل والكادميوم تحتوي على ذاكرة يُمكن أن تتعطل في أي وقت، لكن الحال اليوم مع بطاريات الليثيوم قد تتأثر كثيراً في عمليات التفريغ التام للبطارية.
تُحب بطاريات الليثيوم الشحن على دفعات قصيرة، لذا فإن وصل هاتفك إلى 5 بالمئة أو حتى 10 بالمئة يُنصح بوصل الشاحن على الفور، عِلماً أن عملية التفريغ التام وإعادة الشحن إلى مستوى 100 بالمئة يُعتبر أمر له فائدة محدودة جداً في حال الحاجة إلى إعادة مُعايرة البطارية إن كانت تُظهر لك بعض المشاكل لكن بخلاف ذلك لا يُنصح أبداً بتدوير بطاريات الليثيوم بالكامل.
الخطأ الثالث: ترك البطارية لتصبح ساخنة
أحد التهديدات الأكثر خطورة على هذا النوع من البطاريات قد لا يكمن كثيراً في الأخطاء السابقة، إنما ترك البطارية حتى تشحن بشكل كامل وتسخن بشكل كبير، الأمر الذي قد يُسبب ضغطاً أكبر من الاستخدام على البطارية، فإن كنت تشحن هاتفك في السيارة على سبيل المثال في فصل الصيف فحاول وضعه في مكان لا تصل الشمس إليه والعدم القيام بهذا الأمر يكون أفضل.
لا يجب أن تُعرض أجهزتك إلى شحن كامل وسخونة مُرتفعة إلا نادراً وتجنب هذه المُمارسات قدر الإمكان، كي لا يصل بك الأمر إلى بعض الانفجارات التي ستعمل على الضرر بأجهزتك وفيك وبمن حولك بنفس الوقت، إن كان الشحن أمراً ضرورياً ولا يُمكنك الاستغناء عنه في ظل الأجواء مُرتفعة الحرارة فـ يجدر بك التفكير في اقتناء مُبرد إن كنت تود الاستمرار في هذه المُمارسة.
إلا أن بعض الدراسات قد أظهرت أنه من المرغوب فيه لدى بطاريات الليثيوم أن تكون دافئة قليلاً أثناء فترة الشحن والتفريغ (ليست ساخنة وهي كاملة الشحن)، وتُقدر تلك الدرجة المُحببة بين 25 إلى 40 درجة مئوية، لكن في حالة تخزيتها يُفضل أن تكون ضمن 10 أو 15 درجة مئوية، كما تُعد مُراقبة درجة الحرارة أمراً صعباً لكن بعض التطبيقات توفر ذلك لحسن الحظ لتجنب أسوأ السيناريوهات.
الخطأ الرابع: عدم مواكبة كل ما هو جديد
من الأخطاء السابقة نستنتج أن المثالية ليست جيدة في كل الحالات، فالاكتفاء بـ 80 بالمئة وعدم استخدام الهاتف عند 20 بالمئة والمُحافظة على شحنه أحد أبسط الأشياء التي ربما نستطيع القيام بها، لكن على المرء في هذا العصر أن يبقى في مواكبة دائمة لكل ما هو جديد في عالم التقنية لأنها تُحيط بنا من كُل جانب.
من الجيد أن نتعلم أيضاً ولو الأساسيات عن كل شيء من حولنا من جهة من أجل زيادة الثقافة والمعرفة ومن جهة أخرى كي نتبع أفضل المُمارسات كي نبقى في المنطقة الآمنة، فكل شيء ومن بينه بطاريات الليثيوم لا تزال في تطوير وبحث مُستمريين ومن الصعب اكتشاف المُمارسات الإيجابية والسلبية إلا مع الوقت والتجربة والاختبار.
الخطأ الخامس: استخدام شاحن غير أصلي
إحدى المُمارسات السيئة الشائعة بين المُستخدمين بكثرة هي استخدام شواحن غير أصلية في شحن هواتفهم، فأي شاحن يقع بين أيديهم يعملون على الشحن فيه دون إيلاء أي أهمية لـ سوكيت الهاتف ولا حتى بطاريته المُصممان لتحمل مآخذ ومعايير مُحددة من الكابلات والاستطاعة، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على بطارية الجهاز على مدى الطويل والمُساعدة في تقصير عمرها الافتراضي بدلاً من إطالته.
الخطأ السادس: استخدام الهاتف أثناء الشحن
هذه الظاهرة مُنتشرة بكثرة بين أواسط مُستخدمي الهواتف الذكية، ففي بعض الأحيان قد يحتاج المرء إلى استخدام الهاتف من أجل شيء ما ضروري وفي نفس الوقت يضطر إلى وضعه في الشحن كي لا تنفذ البطارية، الأمر الذي ينتج عنه استهلاك وتفريغ مُباشر من البطارية وتوليد الشحن إليها في نفس الوقت مِما يُفقد البطارية دورات الشحن والتفريغ الكاملة وهو أمر غير مُحبب لا يُنصح في القيام به إلا في الحالات الضرورية والنادرة وليس من أجل اللعب والمُحادثات العادية.
الخطأ السابع: شحن الهاتف كلما نقص منه القليل
يُعاني الكثير منا من هوس الشحن خاصةً في البلاد العربية التي تُعاني من انقطاع كبير في التيار الكهربائي كـ سوريا على سبيل المثال، لذلك يُحاول المُستخدمين شحن الهاتف في كل فرصة تسمح لهم في ذلك إن كان الهاتف بحاجة شحن كامل او حتى جُزئي، ليُعتبر هذا الأمر أيضاً غير مُستحب لبطاريات الليثيوم أيون، لذا لا يُنصح القيام بهذا الأمر كثيراً وترك البطارية حتى تصل عند 20% ومن ثم وصلها في الشحن.
الخطأ الثامن: ترك الهاتف على الشحن طوال الليل
من المُفضل أن تفصل هاتفك عن الشحن عندما تذهب إلى السرير وتعمل على شحنه بعد الاستيقاظ أثناء روتينك الصباحي أو أثناء عملك أو مشاهدة التلفاز في المساء، قد يستغرق شحن جهازك ساعة واحدة ولكن تركه متصلاً أثناء النوم يعني أنه متصل بالشاحن لفترة أطول وهذا الأمر يجب التوقف عن القيام به على الفور، وعدم وضع الهاتف تحت الوسادة كذلك.
يضع المُصنعون بعض الضمانات لمنع حدوت أي مشاكل في مثل هذه الحالات، لكن لا يُمكن للمرء توقع ما قد سيحدث فجأة فالجميع شاهد مشكلة البطارية في هاتف نوت 7 من سامسونج التي أدت إلى انفجار الجهاز، كما أن ترك الهاتف في الشحن طوال الليل سيمنعك من تطبيق قاعدة الـ 80/20 ويرفع من حرارة الهاتف والبطارية، لذلك يجدر بنا البقاء في مأمن قدر المُستطاع.
الخطأ الأخير: شحن البطارية من خلال الكمبيوتر
نعمل في بعض الأحيان أيضاً على شحن هواتفنا من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك من أجل العمل عليه على الكمبيوتر ونقل بعض الملفات أو حتى في حال غياب الشاحن ووجود مُشكلة فيه لذلك نكتفي بوصلة الـ USB وجهاز الكمبيوتر لشحن البطارية، لكن دعني أخبرك أن هذه الخطوة قد تضر بمرور الوقت ببطارية الكمبيوتر والهاتف سوياً وذلك لاختلاف مُخرجات الطاقة بين مآخذ الكمبيوتر وما يتحمله الهاتف المحمول وغير ذلك من الأسباب التي لا نلتفت لها كثيراً ونعتقد بأنها طبيعية.
خِتاماً، لا يوجد الكثير من المُمارسات التي يُمكن أن تقوم بها كـ مُستخدم نهائي لأي مُنتج، فـ تجنب القيام بالأخطاء السابقة قد يُطيل العمر الافتراضي للبطارية بعض الشيء، لكن كما يعلم الجميع لن تدوم أي قطعة تقنية بين أيدينا أبد الدهر، وفي نهاية كلماتنا لهذا المقال هل خانتنا الذاكرة ونسينا ذكر أي خطأ شائع آخر غير ما ذُكر أعلاه؟ يُرجى التكرم علينا بطرحه أدناه.