سرعة الأداء في الشاشة تعني أنه كلما كانت معدلات التحديث أعلى "Higher Refresh Rate" وزمن الاستجابة أقل "Lower Response Time"، كلما حصلت على تجربة لعب سلسة وسريعة وكانت فرصتك افضل في التفوق والفوز على أعدائك في الألعاب الجماعية.
في وقتنا الحالي أصبحت (تقريباً) جميع شاشات الألعاب سريعة الأداء وبمعدلات تحديث عالية لا تقل عن 140Hz وزمن استجابة منخفض عند 1ms، ولكن ليست جميع الشاشات تتمتع بالتقنيات البصرية الحديثة أو المواصفات الفنية الرائدة، حيث تتربع على عرش التقنيات الحصرية تقنيات المزامنة المتغيرة، والتي تعرف أيضاً بــ G-Sync أو بــ FreeSync، وكل منهما مرتبط بنوع محدد من المعالجات الرسومية (كروت الشاشة)، AMD و NVIDIA. ولكن ما هي بالضبط تقنيات المزامنة وكيف تلعب الدور الأكثر أهمية في تحقيق أفضل تجربة لعب، هذا هو ما سنتكلم عنه في السطور التالية.
كيف تخلصنا من مشكلة تمزق الشاشة بشكل مبدئي ؟
في الواقع هناك شكلان من مستوى الأداء: إما أن يكون لديك بطاقة ضعيفة وغير قادرة على تحقيق 60FPS بالثانية الواحدة، وهنا ستواجه بطئ ملحوظ جداً في الحركة داخل الألعاب وهي مشكلة معروفة جداً ومتداولة مع الأجهزة الضعيفة والمعالجات الرسومية المدمجة. بينما الشكل الآخر وهو ما تحدثنا عنه للتو وهو أن يكون لديك بطاقة رسومية قادرة بالفعل على معالجة أكثر من 60FPS في الثانية، هذا يعني أن هناك عناصر من إطار الصورة التالية تريد الظهور مع نفس إطار الصورة الحالية، وهي المشكلة الكئيبة التي تعرف بتمزق الصورة والتي تتسبب في شعور اللاعبين بالملل وعدم الاستمتاع بجودة الرسومات.
للأسف لا يوجد حل وسطي، فإما أداء بطيئ للغاية، وإما أداء قوي بما يزيد عن الحاجة، وكلما كانت النتائج أفضل وعدد الإطارات أبعد عن معدل تحديث الشاشة الثابت بفرق كبير كلما كانت مشكلة تمزق الشاشة أسوأ وأسوأ. إذن كيف يمكن تثبيت الأداء عند 60FPS بالضبط للتخلص من مشكلة تمزق الشاشة مع البطاقات الرسومية القوية، هذا السؤال أجابت عليه تقنية المزامنة V-Sync.
لماذا سعت شركات المعالجات الرسومية لإيجاد بديل عن V-Sync ؟
في البداية، توصلنا لحل جذري لمشكلة تمزق الشاشة الشنيعة التي تحدث مع البطاقات الرسومية القوية، وأصبح هناك مزامنة فعلية بين عدد الإطارات التي تنتجه البطاقة الرسومية في الثانية 60FPS وبين ما سيتم تحديثه قبل عرضه على الشاشة في نفس الفترة الزمنية. أي أن سرعة 60 إطار هي ما ستحصل عليها بالضبط من البطاقة الرسومية. تعمل تقنية V-Sync على تثبيت الأداء وبنفس الشكل بالضبط سواء كانت الشاشة بمعدل تحديث 60Hz أو 120Hz أو 240Hz - فالغرض الأول والأخير منها هو تثبيت عدد الإطارات في الثانية عند نفس معدل تحديث الشاشة.
ولكن، بالرغم من التوصل إلى علاج مشكلة تمزق الشاشة، إلا أن تقنية V-Sync تتسبب في تقييد وتأخير عملية الإدخال للإطارات التي ينبغي أن يتم عرضها في الثانية التالية، بمعنى آخر، أننا لم نحصل على نتيجة عرض الصور في الزمن القياسي الذي ينبغي أن يتم عرض الصور به.
علاوة على ذلك فهناك مشكلة أسوأ من تلك، وهي إن لم تتمكن البطاقة الرسومية من معالجة 60FPS في الثانية الواحدة - وسواء كان السبب هو أن البطاقة الرسومية ضعيفة أو الرسوم الجرافيكية كثيفة ومعقدة - ستواجه المشكلة الشائعة باسم Lag أو Stuttering وهي عبارة عن تقطيع وتأخير وشلل تام في حركة الشخصيات داخل الألعاب. إذن أصبح هذا الحل عبارة عن التخلص من تمزق الشاشة ولكن مع القليل من التأخير كلما هبطت عدد الإطارات عن معدل التحديث الثابت للشاشة.
لم يعد أمام شركات المعالجات الرسومية إلا السعي وراء حل بديل، حل يعمل على تحقيق عملية موازنة والعمل على هيئة معدلات تحديث متغيرة، بمعنى أنه عندما تستطيع البطاقة الرسومية أن تعالج الرسومات بسرعة 75FPS ينبغي أن تعمل الشاشة بمعدل تحديث 75Hz للتخلص من تمزق الشاشة، وعندما لا تستطيع البطاقة الرسومية على معالجة الرسومات سوى بسرعة 45FPS ينبغي على الشاشة أن تعمل بمعدل تحديث 45Hz للهروب من مشكلة تأخير الحركة. وبالفعل، هذه هي تقنية المزامنة المتغيرة التي ابتكرتها Nvidia باسم G-Sync ولحقت بها شركة AMD باسم FreeSync. ولكن ما هو الفرق بينهما ومن هي الأفضل فيهما ؟.
الفرق بين تقنية Nvidia`s G-Sync وتقنية AMD`s FreeSync
في البداية، تقنية G-Sync من التقنيات التي تفرض العديد من القيود، بداية من حقوق الملكية التابعة لشركة انفيديا - أي أن من يريدها من شركات صناعة الشاشات سيحتاج للدفع أولاً مقابل الحصول عليها، مروراً بشريحة الهاردوير التي سيتم دمجها في الشاشة ذاتها، وحتى البطاقة الرسومية الداعمة لها.
ولكن هناك حل آخر أرخص سعراً، وهو من شركة AMD باسم تقنية FreeSync، وهي لا تمتلك أي حقوق ملكية، فمن يريدها في شاشته لن يضطر على الدفع مقابل الحصول عليها ودون تصريح موافقة من AMD.
إذا أردت رأيي الشخصي، فهذه التقنيات ليست لها أي قيمة إلا مع شاشات العرض التي تعمل بمعدلات تحديث عالية، بداية من 140Hz والأعلى منها، فإذا كانت شاشتك تعمل بمعدل تحديث 60Hz فلن تشعر بفرق ملحوظ في الصور داخل الألعاب حتى أثناء تفعيل تقنية FreeSync أو G-Sync، ومع ذلك هي لا تزال من الأشياء اللطيفة حين امتلاكها، فهي تخلصك من تمزق الصورة وفي نفس الوقت من تأخير الأداء إذا لم تتمكن بطاقتك الرسومية من تحقيق 60FPS. ولكن بوجه عام من منهم الأفضل ؟.
هل G-Sync هي الأفضل أم FreeSync ؟
حتى لا أطيل عليك في الإجابة، فما تريد سماعه هو أن G-Sync هي الأفضل، والسبب ببساطة شديدة أن تقنية FreeSync لا تعمل على مزامنة معدلات التحديث مع البطاقة الرسومية من خلال هاردوير خاص مدمج بالشاشة ذاتها مثلما تفعل تقنية G-Sync، بل كل ما تعتمد عليه هو برنامج التعريف القيادي المُثبت لتفعيل التقنية.
الإجابة الطويلة هي أن انفيديا تجادل وتدافع عن تقنيتها بأنها هي الأفضل، خاصةً بعد توصلها إلى تحسين رقائق معالجات G-Sync Ultimate لكي تلعب على تحسين الألوان ودعم لتقنية النطاق الديناميكي العالي HDR وتوفير الدعم لمعدل سطوع 1000nits ونسب تباين أعلى. في نفس الوقت، هناك ادعاءات وتقارير كثيرة من قبل المستخدمين أنهم مستمرين في مواجهة المشاكل مع تقنية FreeSync وأشهرها مشكلة التطبيع "Ghosting"، والتي تتمثل في الظلال التي تتركها الكائنات والأشخاص خلفها أثناء حركتها على الشاشة.
قد يهمك ৷ كل ما يلزمك معرفته عن تقنية SmartShift من AMD
لذلك، على الرغم من ارتفاع أسعار الشاشات الداعمة لتقنية G-sync، ولكنها لا تزال المُفضلة لمجتمع اللاعبين. من ناحية أخرى تستمر شركة AMD في تحسين التقنية الخاصة بها، كما أنها تمتاز بالسعر الرخيص. ولكن في جميع الأحوال سيتوقف الأمر في النهاية على نوع بطاقتك الرسومية أولاً وأخيراً.
كيف يمكنك الحصول على أي منهما ؟
لا يوجد ما يمنعك لشراء شاشة داعمة لتقنية G-Sync حتى وإن كانت بطاقتك AMD Radeon، وكذلك العكس صحيح، من الممكن أن تشتري شاشة FreeSync أثناء امتلاكك لبطاقة رسومية NVIDIA Geforce، ولكنك لن تستمتع بتقنيات معدلات التحديث المتغيرة إلا في حالة الجمع بين التقنية والبطاقة الرسومية الداعمة لها.
أما في سياق الحديث عن الحواسيب المحمولة الداعمة لأي من التقنيتين، فهي توفر على المستخدم عناء البحث عن البطاقة الرسومية المتوافقة، حيث تستخدم هذه الحواسيب البطاقات الرسومية الداعمة لنوع التقنية المتوفرة في شاشة اللاب توب، وفي الغالب يكون من السهل على نظام اللاب توب وبقية مواصفاته الفنية التكيف مع شكل الأداء والنتائج التي يمكن تحقيقها داخل الألعاب للاستفادة بأكبر شكل ممكن من التقنية.
اقرأ المزيد ৷ افضل شاشة العاب رخيصة يمكنك الإعتماد عليها في 2020
بدأت العديد من شاشات العرض الداعمة لهذه التقنيات تُباع بأسعار منخفضة مقارنة بالماضي، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت البطاقات الرسومية أكثر قوة للتفاعل بشكل أفضل مع مزامنة معدلات التحديث العالية. في الواقع، في يومنا هذا، بدأنا في ملاحظة وجود شاشات غير موجهة للألعاب ولكنها تتمتع بتقنيات المزامنة الحصرية الخاصة بـ AMD أو NVIDIA.
ما هي الشاشات الداعمة لتقنية G-Sync ؟
في يناير من عام 2019 أعلنت شركة NVIDIA عن مفاجأة سارة لعشاق المارد الأحمر، حيث أعلنت عن إمكانية دعم بعض شاشات FreeSync لتقنية G-Sync، ولكن مع شرط واحد وهو وجود بطاقة رسومية GeForce GTX 10. وما جعل الأمر أكثر تشويقاً أنه كان هناك تقارير عديدة من مختلف المستخدمين حول اكتشافهم بدعم شاشاتهم لتقنية G-Sync على الرغم من كونها ليست داعمة لتقنية FreeSync. الشرطين الوحيدين هما بطاقة GTX 10 وتوصيل الشاشة من خلال منفذ DisplayPort.
لكي تتأكد بنفسك من دعم شاشتك لتقنية G-Sync يجب تثبيت أحدث تعريفات القيادة لديك على بطاقات انفيديا الرسومية، وبعد ذلك قم بتفعيل اعدادات FreeSync من شاشة On-Screen Display بخصائص شاشتك.
بعد ذلك اذهب لنافذة تحكم برنامج القيادة الخاص ببطاقتك الرسومية وابحث عن اعدادات Monitor Technology في نافذة Monitor 3D Manage ثم قم باختيار G-Sync Compatible من الخيارات المتاحة، وهكذا ستحصل على دعم تقنية G-Sync ببساطة. وهذه هي القائمة الكاملة بجميع الشاشات الداعمة للتقنية.