كما نقول في العامية (المكتوب مبين من عنوانه) هل يعمل البلوتوث على استنزاف البطارية ويزيد من استهلاك الطاقة في حال تركناه يعمل؟ هذا السؤال الذي سيُبنى عليه مقالنا لليوم، لنعمل على مُناقشة هذا الأمر ببعض من التجارب والمقارنة بين ماضي وحاضر هذه التقنية، الجميع يعلم أن جميع التقنيات اللاسلكية تحتاج إلى الطاقة، ولكن إلى أي مدى سيصل استهلاكها؟
على الرغم من التطورات التي شهدتها تقنية بلوتوث، إلا أنه لا يزال هناك اعتقاد شائع أنك ستحصل على المزيد من عمر البطارية إن قمت بإيقاف تشغيل البلوتوث والواي فاي وغيرها من التقنيات الأخرى عند عدم استخدامها، وللصراحة باتت هذه المُمارسات عادة عند البعض وانا منهم حيث أعمل على أيقاف الواي فاي عند خروجي من المنزل وإطفاء البلوتوث إن لم أكن بحاجة إليه.
لكن هل تلك المعتقدات والعادات السابقة في المقدمة ضرورية في عصر التكنولوجيا الحديثة؟ ما مقدار الشحن الذي أضيعه إن تركت البلوتوث قيد التشغيل بينما لا أستخدمه؟ ماذا عن تشغيل الموسيقى عبر البلوتوث؟ هل استنزاف البطارية أعلى من استخدام مكبرات الصوت أو سماعات الرأس السلكية؟ للعثور على إجابات لهذه الأسئلة تابع السطور أدناه.
يبدو أن هواجس الاستهلاك تنبع من الوقت الذي تم فيه تقديم البلوتوث لأول مرة في منتصف وأواخر التسعينيات، من الصعب تحديد مقدار الطاقة المستهلكة في ذلك الوقت مقارنة بمتوسط بطارية الهاتف المحمول، لكن ما نعرفه هو أنه مثلما تحسنت أجهزتنا في العشرين عامًا الماضية فقد تحسنت أيضًا سعة البطارية بشكل كبير.
يُلقي الرسم البياني أعلاه القليل من الضوء على تطور سعة البطارية لعدد قليل من الهواتف المحمولة من 2007 حتى 2018، لنُلاحظ الفرق الكبير للأجهزة القديمة مُقارنةً بهاتف آيفون X حيث تضاعفت سعة البطارية ثلاث مرات تقريباً خلال العقد الماضي، لتطور تقنية بلوتوث نفسها للتكيف مع المشهد التكنولوجي الجديد للمستهلكين.
عندما تم اختراع البلوتوث، كان المقصود منه أن يكون بديلاً لكابل البيانات. بمعنى توصيل جهازين (من نقطة إلى نقطة) لنقل البيانات. في السنوات التي تلت ذلك انتشر عدد لا يحصى من الأجهزة المتوافقة مع تقنية بلوتوث من مكبرات الصوت اللاسلكية وسماعات الرأس والسيارات وحتى فراشي الأسنان وما إلى ذلك.
اقرأ أيضاً: 6 أشياء يجب تعطيلها فى ويندوز 10 للحفاظ على طاقة البطارية
مع تطور تقنية بلوتوث تم تقديم Bluetooth Low Energy في عام 2011 باسم بلوتوث 4.0، الاختلاف الرئيسي والواضح من الاسم أنه سيعمل على انخفاض ملحوظ في استهلاك الطاقة، فقد تم تحسين بروتوكول BLE للتطبيقات التي تحتاج فقط إلى تبادل كميات صغيرة من البيانات بشكل دوري، على سبيل المثال خدمات الموقع.
إذاً هل يجب عليك إيقاف تشغيل البلوتوث لتوفير شحن البطارية؟ تكمن الإجابة فيما ستحاول تشغيله، على سبيل المثال، يستهلك تشغيل الموسيقى مع سماعات الرأس طاقة أكثر من استخدام ساعة ذكية أو عند استخدام خدمات الموقع، من الجدير بالذكر أيضًا أن ترك البلوتوث يعمل بدون توصيله بأي أجهزة يستهلك البطارية بسبب البحث المستمر عن الأجهزة القريبة في الخلفية.
من ناحية أخرى ومع تقدم هذه التقنية وانخفاض استهلاكها للطاقة وتطور بطاريات الهواتف الذكية عما سبق، يُمكن تشغيله دون الاكتراث كثيراً لمقدار الطاقة المُستخدمة ليجعل ذلك من الاتصالات المستقبلية بالأجهزة الأخرى أكثر سهولة وسرعة، لكن إيقاف تشغيله سيوفر لك كميات صغيرة أو ضئيلة من الطاقة، وإليك 7 طرق لتحقيق أقصى استفادة من البلوتوث.
حسناً نفهم من هذا الكلام أنه يُمكننا تشغيل البلوتوث بصورة دائمة؟ الجواب نعم، إن ترك البلوتوث قيد التشغيل دائمًا لن يستنزف بطارية هاتفك الذكي، لأنه ببساطة تطورت تقنية بلوتوث لتتكيف مع حالات الاستخدام المتزايدة باستمرار وذلك بفضل الإصدارات الأخيرة منها لتستهلك مستوى قليل جدًا من البطارية (من 0.01 إلى 0.25 واط فقط).
خلاصة القول، يوصى بشدة بترك بلوتوث دائمًا قيد التشغيل إن كنت ترغب في الحصول على تجربة استخدام سلسة وخالية من العيوب عبر العديد من الأجهزة الذكية، ولا شك في أنهم لن يستهلكوا بطاريتك لأن BLE يستهلك فقط القليل من الشحن كما ذكرنا في الفقرة السابقة بمعدل نقل بيانات يبلغ 200 كيلوبت في الثانية.