يعتبر عالم ألعاب الجرافيك من أسرع المجالات التكنولوجيا من حيث التطور والتقدم، فعلي مدار فترات قصيرة تتطور ألعاب الجرافيك بشكل كبير وتزداد قدرتها علي محاكاة الواقع بشكل مذهل، ولم ولا يحدث هذا التطور خاصةً وأن مجتمع اللاعبين أو "Gamers" في تزايد وإنتشار وأصبحنا نري العديد من المنصات الخاصة ببث تجارب الألعاب بين المستخدمين وإجراء المنافسات ومشاركة أبرز النصائح والخبرات والخدع في الألعاب المختلفة.
بالإضافة إلي أن زيادة عدد محبي الألعاب يثري صناعة الحواسيب بشكل عام حيث أصبحت الألعاب الحديثة تتطلب عتاد قوي من حيث أجهزة الحاسب أو حتي الهواتف الذكية وبالتالي ستزداد المبيعات بشكل مستمر وتعم الفائدة علي جميع الشركات، لكل تلك الأسباب كان يجب أن يكون محتوي الألعاب مستمر ومتدفق بالجديد دائماً، وهنا يبرز مصطلح "DLC" وهو ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقال اليوم لمعرفة ماهو وما فائدته وأهميته بعالم الألعاب.
تخيل أنك تمارس لعبة معينة علي حاسبك مكونة من عدة مستويات، وأنك تتقدم من خلال تلك المستويات وتُتمكن بشكل أكبر من ممارسة اللعبة بتصميمها الثابت والغير متغير فبالتأكيد في حالة إنتهاء تلك المستويات أو عدم وجود تطور جديد علي تصميم اللعبة لكسر حاجز الملل الذي تشعر به ستكون النتيجة الطبيعية هي أن تتوقف عن ممارسة تلك اللعبة وتبحث عن شراء إصدار أحدث منها أو حتي شراء لعبة أخري تماماً، وهو الأمر الذي كان يحدث غالباً مع ألعاب الكمبيوتر التي تم إنتاجها بفترة التسعينات وأوائل القرن الجديد، لكن في العصر الحديث تم حل تلك المشكلة عن طريق ما يُسمي بـ "DLC".
"DLC" هو مصطلح متعلق بعالم ألعاب الجرافيك، وهو إختصار لـ "Downloadable Content" والذي كما يتضح من الإسم يشير بشكل أولي إلي بعض المحتوي الإضافي الذي يتم تحمليه للألعاب بعد إصدارها بشكل رسمي من قبل الشركة المُطورة لتلك الألعاب أو أي مصدر خارجي لأكثر من غرض غالباً ما يكون لإضافة مميزات جديدة علي اللعبة بدلاً من إعادة إصدار اللعبة مجدداً بشكل كامل، ويختلف نوع المحتوي المُضاف من لعبة إلي أخري حساب نوع وتصنيف تلك اللعبة، وقد ظهر ذلك المصطلح بشكل مبدئي بأجهزة الألعاب "Game Consoles" قبل أن ينتقل بعد ذلك إلي عالم ألعاب الجرافيك الخاصة بأجهزة الحاسب بأنواعها.
فعند شراءك للعبة معينة، تقوم معظم شركات الألعاب الكبري بإضافة إصدارات "DLC" جديدة لتلك الألعاب غالباً ما تحمل رقم إصدارمثل DLC 1.0 و DLC 2.0 وهكذا، وأحياناً تطلق عليه بعض الشركات إسم "Data Pack" مع ترقيمه أيضاً حتي تستطيع التمييز بين الإصدارات ومعرفة أي إصدار تمتلك، وبتحميل ذلك الإصدار وتثبيته علي اللعبة التي تمتلكها ستتمكن من إضافة بعض المميزات الإضافية للعبة والتي تختلف حسب نوع اللعبة بحيث تصبح تلك اللعبة مُتغيرة بشكل دائم من أجل رفع روح التحدي وكسر الملل عند المستخدم وزيادة إرتباطه باللعبة وممارستها لأطول فترة مُمكنة.
وكما ذكرنا سابقاً، يختلف محتوي إصدارات "DLC" حسب تصنيف اللعبة، فمثلاً ألعاب كرة القدم مثل لعبة Pro Evolution Soccer أو PES الشهيرة من إنتاج شركة كونامي، يتم إضافة بعض الأمور الجديد إليها من خلال إصدارات "DLC" لتلك الألعاب بشكل مستمر مثل تحديث قوائم اللاعبين بعد إنتقالهم في الواقع من فريق لآخر كذلك إضافة بعض العناصر الجديدة للعبة مثل كرات وملاعب وأطقم جديدة للفرق بجانب طبعاً تحديثات علي مستوي أداء اللعبة نفسها وأداء المحرك الخاص بها وتصحيح الأخطاء التي ربما حملها الإصدار السابق للعبة.
كذلك علي مستوي ألعاب القتال بإختلافها، ربما يحمل إصدار "DLC" لتلك الألعاب أسلحة جديدة أو خرائط جديد ة في حالة بعض الألعاب الإستراتيجية كذلك من الممكن إضافة بعض الشخصيات الجديدة للعبة إذا كانت تحتوي أكثر من شخصية، أيضاً يُمكن إضافة بيئة لعب جديدة تماماً وكذلك مستويات جديدة وربما أزياء لشخصيات اللعبة أو مقاطع موسيقية إضافية، وتقوم بعض الشركات بطرح إصدارات "DLC" بشكل مجاني لكن في الأغلب تكون تلك الإصدارات مدفوعة ويتم شراءها إما من داخل اللعبة أو من خلال منصات الألعاب مثل "Steam" أو المتاجر في حالة أجهزة "Game Consoles" مثل إصدارات PlayStation و Xbox.
إقرأ : كل ما تحتاج معرفته حول بلايستيشن PlayStation 5 القادمة هذا العام
لكن هل لهذه الأسباب فقط تقوم الشركات بإصدار "DLC" جديد للألعاب؟
بالطبع لا، فبجانب ربط المستخدم لأطول فترة ممكنة بإصدار اللعبة، فإن شركات الألعاب هي شركات تجارية هادفة للربح في المقام الأول، ولأن إصدارات "DLC" غالباً ما تكون مدفوعة، فإن بعض الشركات تجني أرباحاً من بيع إصدارات "DLC" للعبة ما ربما أكبر من سعر اللعبة الأساسي وبذلك سيكون طرح تلك الإصدارات أفضل بكثير وأعلي ربحاً من تصميم لعبة جديدة تماماً للمستخدم تحتوي تلك المميزات الجديدة التي تم طرحها في ذلك الإصدار، حيث بدلاً من بيع اللعبة مرة واحدة بسعر معين يُمكن للشركات أن تبيع إصدارات أصغر في شكل "DLC" بأسعر أقل من سعر اللعبة ولكنها في الإجمالي ستتجاوز سعر اللعبة الأصلي.
أيضاً تقوم بعض الشركات بتقسيم وتجزئة إصدار "DLC" الرئيسي لعدة إصدارات أصغر أو "Packs" لمزيد من الأرباح فيتم طرح إصدار خاص بملابس جديدة لشخصيات اللعبة مثلاً وإصدار آخر للخرائط الجديدة بدلاً من جمعهم بإصدار واحد، أيضاً هناك بعض الألعاب تشترط تحميل إصدارات "DLC" علي الترتيب، فمثلاً إذا رغبت بشراء إصدار رقم 2 لابد من شراء إصدار رقم 1 بشكل إجباري وإلا فلن تستطيع الإستفادة من الإصدار الثاني.
هل يوجد مصادر أخري لـ "DLC"؟
بالطبع تعمل مجتمعات ومنتديات الألعاب المختلفة علي إنتاج إصدارات "DLC" خاصة بها غير الإصدارات الرسمية، وغالباً ما تكون تلك الإصدارات مجانية أو بتكلفة قليلة جداً لدعم محبي اللعبة، ويتم إصدارها إما لشعبية اللعبة الكبيرة أو لتوقف الدعم عن إصدار معين من اللعبة من قبل الشركة المطورة، فبعض المستخدمين قد يفضلون إصدارات قديمة من الألعاب عن بعض الإصدارات الحديثة من نفس الألعاب ولذلك يتم إصدار ملفات "DLC" مُعدلة لتحديث اللعبة قدر الإمكان وإضافة مميزات جديدة عليها.
وأبرز مثال لهذا الموضوع هو إصدارات لعبة كرة القدم الشهيرة PES حيث أن بعض محبي اللعبة يفضلون إصدارات قديمة مثل إصدارات 2006 أو 2010 مثلاً إما لتعلقهم بها أو لضعف إمكانيات أجهزة الحاسب الخاصة بهم علي سبيل المثال، وبالتالي يتم إصدار "DLC" غير رسمي من مجتمع اللعبة علي الإنترنت لتحديث اللاعبين بشكل أكبر إلي قاعدة الإصدارات الحديثة من اللعبة وإضافة مزيد من الخيارات إليها، لكن إذا لم يكن الفريق الذي قام بتطوير ذلك الملف ذو سمعة وخبرة كبيرة بمجال تطوير الألعاب، لا يُنصح بتحميل تلك الإصدارات لأنها قد تحتوي أخطاء برمجية كثيرة قد تؤثر علي إمكانية تشغيل تلك الألعاب بعد ذلك دون مشاكل.