مع كثرة برامج وتطبيقات الحماية المُنتشرة في الفترة الأخيرة وارتفاع أثمانها، لجء الكثير من الناس الآن إلى التمسك فقط بحزمة الأمان المُتكاملة لويندوز ديفندر من مايكروسوفت ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يقوم هذا البرنامج بعمل مُشابه لبرامج الجهات الخارجية؟ وهل هو جيد بما فيه الكفاية في عام 2020 ليبقى صامداً أمام الكثير من التحديات؟ هذا ما سنعرفه حالاً.
الجدير بالذكر أننا قمنا سابقاً بالحديث عن مجموعة من الأسباب قد تدفع المُستخدم إلى التعامل بجدية مع هذا البرنامج ننصحك بالاطلاع عليها، لكننا اليوم ومع كثرة الاختراقات والثغرات والفايروسات الجديدة خاصةً الفدية منها باتت تحوم الكثير من الشكوك حوله وبدورنا سنُعاود مُناقشة هذا الأمر من خلال عدة بيانات ومُقارنات صارمة.
بدايةً، كيف يُمكن أن تتم المقارنة؟
الحديث عن ويندوز ديفندر - Windows Defender بمعزل عن باقي البرامج لن يودي بنا إلى أي مكان سوى المدح والتبجيل إن كنا منحازين له أو الذم والتقبيح إن كنا عكس ذلك، إذن ما يحتاج إليه المرء مُقارنة فعلية ومحايدة للوصول إلى معرفة حول كيفية عمل أكبر برامج مكافحة الفيروسات التي ربما تعاملنا معها عبر السنين كـ McAfees و AVGs و Bitdefenders.
لحسن الحظ هناك العديد من المواقع المُخصصة لمقارنة برامج مكافحة الفيروسات على أساس شهري، تستند هذه الاختبارات إلى النتائج الأولية المتوفرة في عام 2020 والتي يرجع تاريخها إلى ديسمبر 2019، وهذا ما سنعتمد عليه ونُقدمه لكم في سطور هذه المُناقشة.
اقرأ أيضاً: ما تحتاج إلى معرفته حول جديد "ويندوز ديفندر" بعد تحديث ويندوز 10
أولاً: الاختبار وما نتج عنه
يساعد اختبار AV المستخدمين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن برامج مكافحة الفيروسات التي يجب عليهم استخدامها، يصنفون كل مكافحة فيروسات على ثلاثة عوامل باستخدام مقياس من 0 إلى 6، العناصر الثلاثة التي يختبرونها هي الحماية والأداء وسهولة الاستخدام، فكيف كان الحال مع ويندوز ديفندر Windows Defender؟
في ديسمبر 2018 سجل البرنامج 6 نقاط للأمان و 5.5 للأداء وسهولة الاستخدام، وفي ديسمبر 2019 حافظ على درجة الأمان المثالية الخاصة به، في حين زاد من سهولة استخدامه للوصول إلى العلامات الكاملة أيضًا، ويُعتبر ذلك تحسن ملحوظ خاصةً من بين 18 تطبيقًا آخر ثلاثة منهم فقط (نورتون، كاسبر وBullGuard) حصلوا على علامات كاملة في جميع المجالات.
وفقًا للقيمة الحقيقية لاختبار AV يوفر ديفندر حاليًا حماية بنسبة 100% من هجمات البرمجيات الخبيثة في اليوم صفر، لم يكن هناك مجال كبير للتحسين مقارنة بالعام الماضي لكن Windows Defender تمكن من إدارته وأصبح الآن من بين أفضل برامج مكافحة الفيروسات على هذا الموقع.
ثانياً: المُقارنات مع أقرانه
من الصعب الاعتماد على تمثيل موقع ويب واحد فقط على الرغم من أن وسائل اختبار AV واختباراتها ستختلف قليلاً عن الأخرى، وتبعاً لهذه الفكرة هناك موقع ويب آخر شهير لاختبار مكافحة الفيروسات وهو مقارنات AV، هل يمكن لـ Windows Defender نقل شكله المثير للإعجاب إلى هذا الموقع؟
بالنظر إلى اختبارات الحماية في العالم الواقعي فإن النتائج جيدة جدًا وهي تحسن كبير في النتائج نفسها مقارنة بالعام الماضي، لم يكن Defender هذه المرة سوى برنامج واحد من برنامجين لمكافحة الفيروسات (إلى جانب Avira) لا يتم اختراقهما على الإطلاق بناءً على 703 حالة اختبار.
واصل البرنامج تحسينه في حظر البرامج الضارة التي تعتمد على المستخدم - لذلك عند اكتشاف برامج ضارة يقوم ويندوز بتحذير المستخدم ويعطيه خيار التنفيذ، في أبريل 2018 بلغت نسبة البرامج الضارة التي تعتمد على المستخدم 3.6٪، في يوليو حتى نوفمبر 2018 انخفض هذا إلى 0.8٪ في المتوسط والآن تحسنت أكثر قليلاً إلى 0.7٪
ثالثاً: هل البرنامج في تحسن؟
بغض النظر عن السقطات الصغيرة تظهر البيانات التاريخية لكل من AV Test و AV Comparatives تحسناً ملحوظاً في أداء ويندوز ديفندر على مر السنين، في أكتوبر 2015 حصل البرنامج على أدنى تصنيف مشترك للحماية (3.5 / 6) والذي يمثل حماية بنسبة 95٪ فقط من هجمات البرامج الضارة، وكان هذا مُقلقًا في سبتمبر 2015.
في AV Comparatives في الوقت نفسه كان لدى ويندوز ديفندر - Windows Defender مُعدل تسوية بنسبة 3٪ من يوليو وحتى نوفمبر 2016، نظرًا لأنه يتمتع الآن بإنجاز نادر وهو عدم التعرض للخطر مُطلقًا فإن هذا يعد تحسينًا مثيرًا للإعجاب ويؤخذ بعين الاعتبار.
إليك المزيد: ما هي عملية Antimalware Service Executable.. وهل يمكن تعطيلها؟
رابعاً: بالنتيجة إذن يُمكن الاعتماد عليه!
قبل بضع سنوات فقط لم يكن البرنامج صراحةً بهذه الجودة والجدارة وكان أضحوكة بين مُستخدمي التقنية ولا أحد يستخدمه وإنما أول ما يتم إيقافه بعد تثبيت الويندوز، إلا أن الأمر اختلف اليوم فقد قطع ديفندر شوطاً كبيراً في مجاله وبات يُمكن الاعتماد عليه لخفته وإمكانية عمله في الخلفية دون إزعاج إلى جانب برنامج Smadav للحماية الثانوية على سبيل المثال لتكن في مأمن.
بالإضافة إلى الوعي الكافي في ما يخص كيفية التعامل مع الأجهزة والشبكة وتجنب كل ما يُشك في أمره لأن الوقاية خير من ألف علاج، الكثير من أعضاء صفحتنا الأكارم يتركون تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها وقوعهم ضحية لفايروس الفدية! ولا نعلم كيف حدث ذلك معهم وكيف وصل علماً أننا لم نتعرض له أبداً ولله الحمد من ذلك وغيره الكثير.
إذن لست بحاجة إلى الشك والقلق في قدرات ديفندر بعد الآن والسعي وراء تثبيت أكثر من انتي فايروس بنفس الوقت على نفس الجهاز! لأن ويندوز Defender الآن في مرتبة جيدة بين الأفضل فيما يتعلق بالأمان، فمن المُحتمل أن لا تكون هناك حاجة ماسة إلى برامج أخرى قد تُبطء الجهاز، (هذا ما جاءت به الاختبارات والمُقارنات) فما رأيك عزيزي القارئ؟ يُسعدنا سماعه في التعليقات أدناه.