نتيجة للتقدم والتطور التكنولوجي الهائل في العقد الأخير، ظهرت عديد التقنيات الجديدة والتي تم تطويعها للإستخدام في كافة أغراض الحياة، ليس ذلك فقط بل أن ظهور تلك التقنيات قد أدي إلي ظهور مصطلحات جديدة مثل إنترنت الأشياء وأجهزة محاكاة الواقع الإفتراضي والعديد من الأمور الأخري، وكان أحد تلك التقنيات هي تقنية الواقع الإفتراضي والتي تم تطويرها بعد ذلك وظهور تقنية أخري وهي الواقع المُعزز، ورغم تشابه التقنيتين في بعض الأمور، إلا أن هناك إختلافات كبيرة بينهما، ولذلك سنقوم من خلال هذا المقال بإلقاء الضوء علي كل من التقنيتين وتحديد أوجه الشبه والإختلاف بين كل منهما.
إقرأ : أفضل 10 تطبيقات الواقع الافتراضي "VR" على أندرويد
إقرأ أيضاً : 7 من أفضل تطبيقات الواقع المعزز "AR" على أندرويد
الواقع الإفتراضي
تقنية الواقع الإفتراضي أو "Virtual Reality" وإختصاراً تُسمي VR، كما يتضح من الإسم فهي تقنية تعتمد علي خلق عالم إفتراضي أو غير حقيقي للمستخدم عن طريق إستخدام برامج ومعدات "هاردوير" مُخصصة لذلك من أجل التفاعل مع ذلك العالم، مع الأخذ في الإعتبار أن المستخدم في تلك الحالة يكون في عالم منفصل تماماً عن الواقع. مثال علي ذلك هي ألعاب وعروض الواقع الإفتراضي والتي يستطيع المستخدم فيها رؤية شخصية معينة في تلك العروض بتقنية 3D ورؤية العالم المحيط بتلك الشخصية كما وأنه عالم حقيقي وليس عالم إفتراضي تم تكوينه عبر بعض البرمجيات.
ويوجد أيضاً أنواع أخري أقل محاكاة من الواقع الإفتراضي تُسمي "Semi-immersive VR" والتي يتم فيها دمج جزء بسيط من عناصر الواقع بجانب عديد العناصر الإفتراضية، وتستخدم بشكل أكبر في أغراض التدريب العسكري وتدريبات الطيران، حيث تكون أدوات العنصر المُتدرب مثل أدوات غرفة التحكم في الطائرة حقيقية ولكنها تستخدم في بيئة إفتراضية لصعوبة تدريب الطيارين المبتدئين في العالم الحقيقي.
و كما ذكرنا سابقاً يتم إستخدام قطع هاردوير في تلك التقنية تحديداً نظارات تُسمي VR Glasses من أجل رؤية ذلك العالم الإفتراضي وسماعات مُخصصة أو Headphones من أجل التواصل السمعي، أيضاً يستطيع المُستخدم في بعض الحالات التفاعل مع ذلك العالم عن طريق إستخدام قفازات معينة تحتوي علي بعض أجهزة الإستشعار أو Sensors من أجل لمس مكونات العالم الإفتراضي ومحاولة التفاعل معها.
ولأنه كما ذكرنا يعد عالم إفتراضي منفصل عن الواقع تماماً، فستجد أن نظارات الواقع الإفتراضي غالباً ما تكون غير شفافة اللون، لإنها تعتمد علي عزل المتسخدم تماماً عن عناصر الواقع وعدم رؤية أي شيء حقيقي من البيئة المُحيطة سوي عناصر العالم الإفتراضي كما يتضح من الصور السابقة.
الواقع المُعزز
علي النقيض فإن تقنية الواقع المُعزز أو "Augmented Reality" وإختصاراً تُسمي AR، تحاول أن تضيف عناصر وهمية غير حقيقية إلي العالم الحقيقي للمستخدم لمزيد من التفاعل، ويتم ذلك أيضاً عن طريق بعض البرمجيات و قطع الهاردوير مثل النظارات والشاشات المحمولة والعدسات أو حتي كاميرات الهواتف الذكية، وتستخدم تلك التقنية في أكثر من غرض، مثل الألعاب والعروض الفنية وكذلك تقنيات الإخراج التليفزيوني في المناسبات الرياضات المختلفة.
وأكبر مثال لتقنية الواقع المُعزز والذي ربما بعرفه الكثيرون في مجال الألعاب، هي لعبة Pokemon Go والتي إنتشرت بشكل كبير في السنوات الماضية، حيث أنها تعتمد علي تحديد مكان المستخدم عن طريق تقنية GPS في الهاتف ثم إظهار خريطة حقيقية للمكان الذي يتواجد فيه المستخدم حالياً ثم إضافة بعض عناصر الجرافيك وهو البوكيمون الذي يتعين علي اللاعب إلتقاطه وتجميعه إلي تلك الخريطة، ولذلك كما أشرنا سابقاً فتلك التقنية تضيف إلي الواقع ولا تلغيه كما كان الحال في الواقع الإفتراضي.
أيضاً تستخدم في العروض الفنية كتقنيات الهولوجرام، وهي تعتمد علي إضافة عنصر غير موجود في الحقيقة مثل مطرب أو فنان راحل إلي الواقع بمؤثرات تجعله أقرب للحقيقية، أيضاً في مباريات كرة القدم علي سبيل المثال، يتم رسم خطوط وهمية لتوضيح قاعدة التسلسل وأيضاُ إظهار بعض إعلانات الجرافيك علي أرض الملعب وجميع تلك الأمثلة كما وضحنا سابقاً ينطبق عليها نفس القاعدة وهي تعزيزالواقع بالإضافة إليه وعدم إلغاءه، ولذلك فإن بعض الشركات العاملة في المجال تطلق عليتلك التقنية أيضاً إسم "Mixed Reality" أو الواقع المُختلط.
وبعكس نظارات الواقع الإفتراضي، فلابد أن تحتوي نظارات الواقع المُعزز علي بعض العناصر شفافة اللون، حتي لاينفصل المستخدم عن الواقع بشكل كامل ويُمكنه رؤية عناصر العالم الوهمي في عالمه الحقيقي من أجل مزيد من التفاعل، ويُمكن أيضاً إستخدام بعض الشاشات المحمولة وأيضاً القفازات للتفاعل مع العناصر الإفتراضية بهذا العالم.