بالتأكيد لا يخلو منزل أو مكان عمل من وجود شبكة بين مجموعة من الأجهزة لمشاركة المعلومات أو الموارد، ولذلك ستجد نفسك مضطراً للتعامل مع هذه الشبكات بشكل ما مهما كانت درجة خبرتك في هذا المجال الذي يراه البعض صعباً بل يصل إلي درجة التعقيد نوعاً ما لكثرة المفاهيم والتقنيات المستخدمة ولكن هذه ليست الحقيقة، حيث بمجرد فهم وتبسيط بعض هذه المفاهيم ستجد نفسك قادراً علي تعامل مع الشبكات وعناصرها بكل سلاسة.
ومن بين هذه المصطلحات والمفاهيم المتعددة يبرز إسم Subnet Mask والذي ستجد نفسك بالتأكيد رأيته أو سمعت عنه مسبقاً، و من خلال السطور المقبلة سنوضح بالتفصيل ماهو Subnet Mask و مدي أهميته بالنسبة للشبكات بشكل عام وأيضأ كيف يؤثر بشبكتك المحلية عل سبيل المثال.
مبدائياً فمعظم من يقرأ هذه السطور الآن علي علم بأنه عند توصيل مجموعة من الأجهزة معاً فإننا سنحصل علي شبكة بين تلك الأجهزة، وأكبر مثال علي ذلك جهاز الراوتر المنزلي لديك والذي تقوم بتوصيل أكثر من جهاز حاسب أو هاتف أو حتي شاشة ذكية عليه من أجل الإتصال بالإنترنت، ولكن في نفس الوقت تصبح هذه الأجهزة جميعاً متصلة معاً محلياً علي نفس الشبكة ويُمكنك علي سبيل المثال مشاركة الملفات بينهم من خلال تلك الشبكة رغم إختلاف أنظمة التشغيل الخاصة بكل منهم.
و دائماً ما يقوم جهاز الراوتر بمهمة تنظيم الإتصال بينهم عن طريق تخصيص رقم IP داخلي لكل جهاز ليصبح الراوتر قادراً علي تنظيم الإتصال بينهم ومعرفة كل جهاز عن طريق ربط قيمة الـ IP الخاص به مع قيمة عنوان كارت الشبكة أو Mac Address لنفس الجهاز. ولكن كيف يتم تحديد ذلك الـ IP وأيضاً كيف يتعرف كل جهاز علي الأجهزة الأخري في نفس الشبكة ويصبح قادراً علي تمييزها والتواصل معها وكيف يعرف الراوتر كل تلك المعلومات، الإجابة عن طريق الـ Subnet Mask.
و دائماً ما يقوم جهاز الراوتر بمهمة تنظيم الإتصال بينهم عن طريق تخصيص رقم IP داخلي لكل جهاز ليصبح الراوتر قادراً علي تنظيم الإتصال بينهم ومعرفة كل جهاز عن طريق ربط قيمة الـ IP الخاص به مع قيمة عنوان كارت الشبكة أو Mac Address لنفس الجهاز. ولكن كيف يتم تحديد ذلك الـ IP وأيضاً كيف يتعرف كل جهاز علي الأجهزة الأخري في نفس الشبكة ويصبح قادراً علي تمييزها والتواصل معها وكيف يعرف الراوتر كل تلك المعلومات، الإجابة عن طريق الـ Subnet Mask.
Subnet Mask هو أحد عناصر بروتوكول TCP/IP الشهير وهو عبارة عن قيمة مكونة من 32 بت مقسمة إلي 4 خانات كل منها 8 بت تماماً مثل رقم الـ IP ويُستخدم في الشبكة لتحديد عدة عوامل مثل عنوان الشبكة Network ID و عنوان كل جهاز أو Host Address و أيضاُ عدد عناوين IP الخاصة بالأجهزة المتصلة بهذه الشبكة ومدي هذه الشبكة وكذلك إمكانية تقسيمها إلي شبكات فرعية ولكن كيف يتم ذلك ؟
علي سبيل المثال إذا قمت بفتح موجه الأوامر CMD من نظام ويندوز وكتابة هذا الأمر Ipconfig أثناء الإتصال بالشبكة، ستجد عنوان IP الخاص بجهازك إلي جوار IPv4 Address وكذلك قيمة Subnet Mask والتي غالباً ما تكون 255.255.255.0 في معظم الشبكات المنزلية والصغيرة وهو ما يسمي بـ Class C Subnet، وأول ثلاث خانات من هذا الرقم والتي تحتوي أرقام 255 تشير إلي أن من أول ثلاث خانات مقابلة من الـ IP هي أرقام ثابتة في هذه الشبكة ولن يتم تغييرها، وبالمثل فإن الخانة الرابعة والتي تحتوي الرقم 0، تشير إلي أن الخانة الرابعة من الـ IP هي من ستتغير لتكوين الـ IP الخاص بكل جهاز أو Host في هذه الشبكة.
للتوضيح اكثر، فعنوان IP في الحالة السابقة هو 192.168.1.34، وطبقاً لقيمة Subnet Mask في هذه الحالة فإن عنوان تلك الشبكة أو Network ID أو القيم الثابتة هو 192.168.1 بينما Host Address هو رقم 34 في هذه الشبكة التي تحمل عنوان 192.168.1. كما أن هذه الشبكة تتيح تخصيص عدد 256 IP للأجهزة المختلفة وهو عبارة عن عدد القيم من 0 إلي 255 أقصي رقم للخانة الرابعة.
وعن طريق تحويل قيمة Subnet Mask إلي النظام الثنائي ومقارنتها بعنوان الـ IP في هذه الحالة، يحدد الراوتر عنوان 192.168.1.0 أو اول عنوان في نطاق الـ IP كعنوان إفتراضي للشبكة ثم العنوان التالي 192.168.1.1 كعنوان للراوتر أو كما يشار إليه بـ Default Gateway ودائماً يتم حجز العنوان الأخير وهو في هذه الحالة 192.168.1.255 كعنوان البث للشبكة أو Broadcast وهو العنوان الذي ليستخدم داخل الشبكة في حالة الرغبة بمخاطبة جميع الأجهزة المتصلة علي نفس الشبكة ويتم ذلك عن طريق إرسال البيانات إلي ذلك العنوان وسيتم إرسالها إلي جميع الأجهزة التي تحمل IP يبدأ بـ 192.168.1 أو بنفس Network ID.
وإذا تم تغيير قيمة Subnet Mask في الشبكة إلي 255.255.0.0 أو Class B Subnet علي سبيل المثال فهذا يعني إمكانية تخصيص حتي 65,536 عنوان IP هذه الشبكة وهو حاصل ضرب 256 IP من الخانة الأولي وأيضاً 256 من الخانة الثانية، ولكن لاحظ ان الجهاز الذي يحمل IP رقم 192.168.1.4 سيكون قادراً علي التواصل مع الجهاز الذي يحمل IP رقم 192.168.1.10 لأن كلاهما بنفس الشبكة ولهما نفس Network ID وهو 192.168.1.
لكن نفس الجهاز بعنوان 192.168.1.4 لن يكون قادراً علي التواصل مع الجهاز الذي يحمل رقم 192.168.2.10 لأن كل منهما في شبكة منفصلة وتلك هي الوظيفة الثانية التي يقوم بها Subnet Mask. حيث يُمكن تقسيم الشبكة إلي شبكات فرعية عن طريق تغيير قيمة Subnet Mask. ومن خلال تلك القيمة، يقوم كل جهاز او Host علي الشبكة بمعرفة الأجهزة الأخري المتصلة بنفس الشبكة، حيث إذا كانت قيمة Subnet Mask واحدة في كل جهاز إذن هما بنفس الشبكة وتوجد إمكانية التواصل بينهما.
لكن نفس الجهاز بعنوان 192.168.1.4 لن يكون قادراً علي التواصل مع الجهاز الذي يحمل رقم 192.168.2.10 لأن كل منهما في شبكة منفصلة وتلك هي الوظيفة الثانية التي يقوم بها Subnet Mask. حيث يُمكن تقسيم الشبكة إلي شبكات فرعية عن طريق تغيير قيمة Subnet Mask. ومن خلال تلك القيمة، يقوم كل جهاز او Host علي الشبكة بمعرفة الأجهزة الأخري المتصلة بنفس الشبكة، حيث إذا كانت قيمة Subnet Mask واحدة في كل جهاز إذن هما بنفس الشبكة وتوجد إمكانية التواصل بينهما.
جدير بالذكر أنه يُمكنك تغيير قيمة Subnet Mask الخاصة بك عن طريق جهاز الراوتر ويتم تحديد قيمة Subnet Mask علي حسب حجم الشبكة وعدد الأجهزة عليها، حيث كما ذكرنا سابقاً أن معظم أجهزة الراوتر للشبكات الصغيرة يتم ضبطها علي Class C Subnet وهو 255.255.255.0 وهو المُناسب لمعظم الشبكات المنزلية والخاصة بالشركات الصغيرة، بينما أقصي قيمة للـ Subnet Mask هي 255.0.0.0 والذي يُسمي بـ Class A Subnet ومعه يُمكن الحصول علي (256^3) أو 16,777,216 عنوان IP ، وهو أقصي عدد مُتاح ويُستخدم في المؤسسات والشركات الكبري مع أجهزة راوتر أو سويتش عالية الكفاءة لإدارة شبكة بهذا الحجم.