لواحق أو صيغ الملفات بمختلف أنواعها (صور، فيديو، مستندات...) كثيرة جداً ولا يمكن حصرها تقريباً لوجود برامج تعمل على تحويل أكثر من ألف نوع منها، ومع التقدم الكبير في مجال الصور والتصوير وعند استخدامك لكاميرا جديدة احترافية تواجهك صيغة جديدة صاعدة تُنافس ما قبلها كالـ JPEG تحديداً ألا وهي لاحقة الـ RAW، فمَ الأفضل بينهما لصورك في هذه الحالة؟ لنتعرف على ذلك الآن.
بدايةً ما هي صيغة الـ RAW؟
صيغة أو لاحقة الـ RAW هي ملف صورة يحتوي على بيانات غير معالجة أو معالجة بالحد الأدنى من قِبل مستشعر الكاميرا الرقمية، على غرار مكونات الطعام الخام التي يجب تحضيرها وطهيها قبل الاستهلاك، تحتاج صورة RAW أيضًا إلى المُعالجة في برامج مُخصصة قبل أن تكون جاهزة للطباعة أو المشاركة أو العرض على جهاز العرض.
على عكس ملفات JPEG التي يمكن فتحها وعرضها وطباعتها بسهولة بواسطة معظم برامج عرض وتحرير الصور، فإن تنسيق RAW هو تنسيق خاص مرتبط بنموذج كاميرا معين، لذلك لكي يتمكن البرنامج من العمل مع ملف RAW يجب أن يكون متوافقًا مع الكاميرا التي تم التقاط صورة RAW بها.
يمكن أن تُنتج صور RAW بعد المعالجة نطاقًا ديناميكيًا أكبر (مع خيارات أفضل لاستعادة التظليل والوضوح) وألوانًا فائقة وفي بعض الحالات يمكن أن توفر مزيدًا من التفاصيل عند مقارنتها بصور JPEG، وأقوى البرامج للتعامل مع هذه الصيغة برنامج لايت روم وفوتوشوب، ويوجد برامج مجانية ومفتوحة المصدر أيضاً كـ Darktable و RawTherapee.
اقرأ أيضاً: البدائل المجانية لبرنامج التعديل على الصور Lightroom لعام 2019
نُقاط القوة في صيغة RAW
تحتفظ صيغ الـ RAW بالكثير من البيانات: يُخزن تنسيق RAW جميع البيانات التي تلتقطها الكاميرا عند التقاط صورة ما، وتعتبر هذه الملفات تنسيقات غير ضارة مثل ملفات الصوت WAV أو FLAC وما إلى ذلك، أي عند التصوير في صيغة RAW فإنك تحتفظ بكافة التفاصيل التي تمكنت الكاميرا من التقاطها.
ملفات الـ RAW أفضل للتحرير من غيرها: نظرًا لأن صيغ الـRAW غير مُجهزة فمن مهمتك معالجتها، يجب أن تأخذ كل تلك البيانات التي تخزنها الكاميرا وتعدل عليها لترى كيف يمكن أن تصبح الصورة، تسمح لك هذه الإمكانية باستعادة التفاصيل الضائعة من المناطق الساطعة أو المُظلمة في الصورة لتبدو أكثر وضوح.
إمكانية الاحتفاظ في بيانات الصورة الأصلية: تُعرف برامج تحرير الصور التي تتعامل مع صيغ RAW أيضًا باسم برامج تحرير الصور غير المُدمرة، ذلك لأنهم لا يقومون بإجراء تغييرات على الملف الأصلي، بل يحفظون أي تعديلات تُجريها على ملف منفصل وعندما تنتهي من ذلك تقوم بتصدير صورتك إلى تنسيق آخر.
نُقاط الضعف في صيغة RAW
صيغ RAW تحتاج لوقت عمل طويل: يجب عليك تحويل ملفات RAW إلى تنسيق آخر قبل إرسالها إلى طابعة أو إعطائها لأفراد العائلة عبر البريد الإلكتروني أو مشاركتها مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، هذا يعني الجلوس أمام الكمبيوتر وانتظار الصور لاستيرادها وتحريرها وتحويلها وانتظارها للتصدير إلى تنسيق آخر.
الحاجة إلى تعلم كيفية معالجة هذا النوع من الصور: للاستفادة الكاملة من تنسيقات RAW تحتاج إلى تعلم كيفية معالجة صورة باستخدام برنامج مثل Darktable أو غيره على سبيل المثال وهذا يعني وجود إدراك معين لمفاهيم التصوير المُختلفة مثل التعرض وتوازن اللون الأبيض والمدى الديناميكي وما إلى ذلك.
الحاجة إلى مساحات تخزين أكبر: تحفظ ملفات RAW جميع البيانات التي التقطتها الكاميرا، أي إن قمت بالعمل على الكثير من الصور بهذه الصيغة سوف تُلاحظ نقص كبير في مساحة التخزين لديك بوقت قصير وسوف تُعاني من هذا الأمر على كافة أجهزتك إن لم تعمل على توسعة الذواكر لديك أو حفظ الصور بصيغ مغايرة.
إليك المزيد: 8 طرق سهلة لنقل الصور من هاتف الأندرويد إلى جهازك الحاسوب
الآن ما هي صيغة الـ JPEG؟
صيغة تستخدم الضغط لتخزين الصور الرقمية وعرضها، بفضل كفاءتها العالية في الضغط تُعد من بين الصيغ الأكثر شيوعًا والأكثر اعتمادًا اليوم، حيث تتمتع مُعظم أجهزة العرض والبرامج بقدرات مدمجة لقراءة صور JPEG وعرضها، يمكن تطبيق مستويات مختلفة من الجودة لضغط صور JPEG مِما يؤثر على الجودة الإجمالية والحجم النهائي للصورة، وأبرز إيجابياتها:
المُعالجة والجاهزية: تتم معالجة صور JPEG وإعداداتها بالكامل في الكاميرا مثل توازن اللون الأبيض وتشبع اللون والمنحنى والحدة ومساحة اللون، لذلك لا تحتاج إلى قضاء أي وقت في معالجة الصورة فهي جاهزة للاستخدام والعرض والطباعة والنشر في الأساس.
التوافقية: تدعم مُعظم الأجهزة والبرامج الحديثة صور JPEG مِما يجعل التنسيق متوافقًا وعمليًا للغاية، أي يُمكن فتح هذه الصيغة بأي مكان (جهاز أو برنامج)، ليمنحك هذا الأمر مزيداً من الحرية في اختيار مدير الصور أو برنامج معالجة الصور الذي ترغب به أو حتى الجهاز الذي تفضل التعامل معه.
السرعة في العمل: لا يوجد تباطؤ في الكاميرا نظرًا لصغر حجم هذه الصيغة، يمكن للكاميرات كتابة ملفات JPEG بشكل أسرع مقارنة بملفات RAW مِما يزيد من عدد الصور التي يمكن وضعها في المخزن المؤقت للكاميرا، هذا يعني أنه بالمقارنة مع RAW، يمكنك التصوير بإطارات أعلى في الثانية ولفترات زمنية أطول دون إبطاء الكاميرا.