لا شك في أن اختبار سرعة الإنترنت تعتبر أفضل وأسهل طريقة للتعرف على مدى سرعة اتصالك في الوقت الحالي، وبالتأكيد هي معلومة في غاية الأهمية بالنسبة للمستخدمين حيث دائمًا ما تعلن الشركات المزودة لخدمة الإنترنت عن السرعات التي تقدمها مع عبارّة «تصل إلى» في البداية، أي سرعات ليست محددة وصريحة؛ مما يجعل إختبار سرعة الإنترنت وسيلة أساسية لمعرفة مدى سرعة أو بطئ اتصالك بالضبط. وقد سلطنا الضوء مسبقًا على 4 طرق لاختبار سرعة الإنترنت لديك أما اليوم فنريد أن نركز على آلية عمل تلك الاختبارات، فكيف تعمل وهل النتائج التي تقدمها صحيحة حقًا؟ دعونا نجيب على هذه التساؤلات فيما يلي.
من حيث المبدأ فإن إختبارات سرعة الإنترنت عادًة ما تستند إلى ثلاث عوامل: سرعة البينج، سرعة التنزيل، سرعة الرفع. ويتم اعتبار هذين الأخيرين أمرًا ضروريًا لأن معظم مزودي خدمة الإنترنت لا يقدموا سرعات تنزيل ورفع محددين، بل يعبرون عنها بشكل غير صريح.
على سبيل المثال، قد تعدك شركة الإتصالات المحلية بتقديم سرعة إنترنت تصل إلى 30 ميجابت في الثانية ثم أظهر الاختبار أن سرعة إتصالك هي 28 ميجابت في الثانية، في هذه الحالة يمكن القول أن الشركة أوفت بوعدها، لأن هناك عوامل عديدة تمنع الحصول على السرعة القصوى من بينها جودة الخط. بينما إذا أظهرت النتائج أن سرعة إتصالك 10 ميجابت في الثانية أو أقل، فهذا يعني بوضوح أنك لا تحصل على ما تدفع مقابله ويجب عليك الاتصال بالشركة لمعرفة وحل المشكلة أو أن تصبح عميل لدى شركة أخرى.
لاحظ أن سرعة التنزيل التي تراها أثناء الاستخدام الفعلي تختلف عن السرعة الاجمالية للإنترنت التي تظهر في النتائج، إذا كنت تسأل عن السبب؟ فقد وضحنا إياه بشكل مفصل في موضوع سابق. وبعد قول ذلك، دعونا الآن نلقي نظرة عن قُرب على ما يحدث عند اختبار سرعة الإنترنت، بغض النظر عن الأداة المستخدمة.
كيف يعمل اختبار سرعة الإنترنت ؟
عند بدء اختبار السرعة، تحدث أشياء متعددة خلف الكواليس. في البداية، تُحدد الاداة المستخدمة موقعك الجغرافي وأقرب خادم/سيرفر إختبار يمكن الإتصال به – هذه المرحلة مهمة جدًا كما أن بعض الأدوات مثل Ookla's Speedtest.net توفر خيارًا لتغيير الخادم إن أرد المستخدم ذلك. بعد ذلك في المرحلة التالية تبدأ الأداة بالتحقق من سرعة الـ Ping عند طريق إرسال إشارة بسيطة إلى الخادم وتنتظر استجابة لها، ثم تحسب الفترة الزمنية لوصول الاشارة بالميلي ثانية.
بمجرد الإنتهاء يبدأ اختبار سرعة التنزيل. هُنا تقوم الأداة بفتح اتصالات متعددة بالخادم وتحاول تنزيل جزء صغير من البيانات لقياس شيئين: كم من الوقت استغرقت للحصول على البيانات، وحجم موارد الشبكة التي استخدمتها. إذا كان ذلك ممكنًا، ستقوم الاداة أيضًا بفتح المزيد من الاتصالات بالخادم وتنزيل كمية أكبر من البيانات، فالفكرة هي الضغط على إتصالك بالإنترنت بغرض معرفة أقصى ما يمكن أن يحققه في وقت واحد.
بمجرد الإنتهاء يبدأ اختبار سرعة التنزيل. هُنا تقوم الأداة بفتح اتصالات متعددة بالخادم وتحاول تنزيل جزء صغير من البيانات لقياس شيئين: كم من الوقت استغرقت للحصول على البيانات، وحجم موارد الشبكة التي استخدمتها. إذا كان ذلك ممكنًا، ستقوم الاداة أيضًا بفتح المزيد من الاتصالات بالخادم وتنزيل كمية أكبر من البيانات، فالفكرة هي الضغط على إتصالك بالإنترنت بغرض معرفة أقصى ما يمكن أن يحققه في وقت واحد.
لتبسيط الأمور، يمكنك تخيل خدمة الإنترنت لديك كما الطريق السريع ولكن مع حد سرعة مُعين، ويشبه فتح المزيد من الإتصالات بالخادم كما إضافة المزيد من الممرات إلى هذا الطريق. صحيح أن حد السرعة لم يتغير، ولكن هذا يسمح بمرور عدد أكبر من السيارات على نفس المساحة بمعدل أسرع؛ وبالنتيجة ستستطيع آخر سيارة على الطريق الوصول أسرع بفضل وجود أربع ممرات بدلًا من إثنان فقط.
إذن، وبعد أن تحدد الاداة عدد الاتصالات الصحيح لاختبار خدمة الإنترنت الخاصة بك، فإنها تقوم بتنزيل أجزاء إضافية من البيانات، ثم تحسب كمية البيانات التي تم تنزيلها في الوقت المخصص، لتقدم لك في النهاية سرعة تنزيل الحقيقية. وبالنسبة لاختبار الرفع، فإن الأداة ستقوم بنفس ما قامت به عند اختبار سرعة التنزيل ولكن في الاتجاه المعاكس؛ فبدلا من تنزيل البيانات من الخادم إلى جهاز الكمبيوتر، يتم إنشاء كمية صغيرة من البيانات العشوائية على جهازك ثم رفعها إلى الخادم لمعرفة سرعة الرفع.
هل نتائج إختبار سرعة الإنترنت دقيقة ؟
الإجابة: ليس دائمًا. فبالنظر إلى أول خُطوة في عملية إختبار السرعة وهي تحديد الخادم/السيرفر الذي تقوم الأداة بالإتصال به للاختبار عليه، سنكتشف أن النتائج تعتمد على المسافة بين الكمبيوتر وهذا الخادم – كلما كان أقرب، كلما كانت النتائج أكثر دقة. ولأن المسافة بين الجهاز والخادم (أي خادم عمومًا) تحدث فرقًا في سرعة الوصول، تستخدم بعض الشركات مثل Netflix ما يسمى بـ "شبكة توصيل محتوى" لتسريع الوصول إلى البيانات المطلوبة وهو ما يعكس تجربة استخدام أفضل لدى العميل.
لكن بالطبع شبكة الإنترنت بأكملها ليست قريبة منك. معظمها موجود على أجهزة كمبيوتر بعيدة وأحيانًا عبر البلد المقيم بها أو في بلد آخر. لذلك قد تجد سرعة تنزيل ملف ما من على الإنترنت بطيئة جدًا إذا كان الخادم الذي يستضيف هذا الملف بعيدًا، على الرغم من أن اختبار السرعة يُظهر أن سرعة التنزيل سريعة جدًا. في هذا السيناريو، قد تعكس نتائج إتصالك بالإنترنت أداءً أسرع من استخدامك في الواقع.
في الخطوة الثانية من عملية الاختبار، تحاول الأداة المستخدمة فتح المزيد من الإتصالات ورفع استهلاك الشبكة إلى أقصى حد. في هذا الوقت، إذا كنت تضغط على شبكتك بالفعل، فلن تتمكن الاداة من تحقيق الاستفادة الكاملة من موارد الشبكة. على سبيل المثال، إذا قمت بإجراء اختبار أثناء تشغيل فيلمًا على نتفيلكس أو تنزيل تحديث كبير لنظام التشغيل، فمن المحتمل أن تكون نتائج الاختبار أقل من النتائج التي تحصل عليها بدون القيام بأي ضغط على الشبكة.
كما وتؤثر طريقة اتصالك والأجهزة التي تختبر سرعة الانترنت من خلالها أيضًا على النتائج. فمثلًا يكون للكمبيوتر المتصل بكابل إيثرنت نتائج أسرع من تابلت متصل بشبكة Wi-Fi، لأن شبكة الـ Wi-Fi لا تضمن اتصال موثوق بالشبكة وهي أبطأ من كابل الإيثرنت عمومًا. قد تجد أن النتائج تختلف على أجهزة مختلفة، حتى لو كانوا يستخدمون نفس الاتصال. وسبق لنا توضيح هذه النقطة بتفاصيل أكثر في موضوع ما الفرق بين استخدام الانترنت عبر الواي فاي والكابل.
كيفية الحصول على نتائج أكثر دقة ؟
هل تريد معرفة ما إذا كان مزود خدمة الإنترنت يوفر بالفعل السرعات التي وعد بها ؟ قم بإجراء اختبار سرعة لتكتشف ذلك، ولكن من الأفضل أن تستعمل جهازًا متصلًا بكابل إيثرنت واختيار السيرفر الأقرب إليك، والتأكد من إيقاف أي مهام أخرى قد تضغط على الشبكة (مثل خدمة البث). وقد ترغب في إعادة تشغيل الراوتر قبل إجراء اختبار السرعة. إذا كان الراوتر يحتوي على أداة مُدمجة لاختبار السرعة، فاستخدمها بدلاً من استخدام أداة اونلاين على المتصفح لأنها ستعطي نتائج أكثر دقة. ومع ذلك، إذا كنت تريد نتائج أقرب إلى الأداء أثناء الاستخدام الفعلي للانترنت، استخدم المتصفح أو البرنامج لإجراء الاختبار. في النهاية، وبغض النظر عن الخطوات التي تتخذها قبل إجراء الاختبار، فلن تحصل على نتيجة دقيقة تمامًا. ولكن يمكنك الحصول على نتيجة جيدة بما يكفي لإرضاء فضولك أو التحقق من السرعات التي وعد بها مزود خدمة الإنترنت.