لا شك أن إستخدام الإنترنت أصبح من الأمور الضرورية جداً في حياتنا اليومية, فإلي جانب أهمية الإنترنت في تسيير الأعمال التجارية للشركات والبنوك والمؤسسات بصفة عامة فإن الإنترنت أيضاً أصبح عنصراً مهم جداً في حياتنا الشخصية لنبقي علي تواصل دائماً عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي وأيضاً متابعة آخر المستجدات والأخبار في مختلف المجالات إلي جانب زيادة إستخدام الأجهزة الذكية من هواتف أو شاشات تلفاز وحتي الأجهزة المنزلية الذكية و التي تعتمد جميع المميزات الخاصة بها علي الإنترنت والبقاء دائماً علي إتصال بطرف آخر سواء سيرفر مقدم لخدمة ما أو حتي أجهزة أخري.
ومع تطور جميع عناصر مجال تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة نال أيضاً مجال الإنترنت العديد من التطورات ليواكب ذلك التقدم .بداية من إتصال الإنترنت البدائي عن طريق Dail-UP ثم مروراً بالإنترنت السريع أو ADSL وبداية ظهور أجهزة الراوتر المنزلي ثم زيادة دعم وتطور سرعات الإنترنت عن طريق ADSL 2 و أخيرا ظهور تقنية الـ VDSL والتي تدعم سرعات تحميل عالية جداً تتخطي 50 Mbps مما أدي إلي ضرورة إستخدام راوتر خاص متوافق مع هذا النوع من الإتصالات. وفي السطور القادمة سنعرف لماذا يجب تغيير الراوتر الخاص بك وإستخدام راوتر داعم لـ VDSL إذا كنت ترغب في إستخدام سرعات عالية للإنترنت.
بدايةً ولمعرفة أهمية وسبب ظهور الـ VDSL بصفة عامة فلابد أن نعود للماضي قليلاً, فعند بداية ظهور وإنتشار الإنترنت في آواخر التسعينات وأوائل الألفية الثانية كنا نعتمد علي إتصال إنترنت يُسمي Dail-UP وهو بإختصار أن نقوم بتوصيل خط الهاتف الأرضي بجهاز الحاسب عن طريق منفذ بطاقة الأنترنت / فاكس ثم نقوم بالإتصال برقم خاص بخدمة الإنترنت. وللأسف كان الإتصال بطيء للغاية حيث كان الحد الأقصي للسرعة هو 56 Kbps بجانب عيوب آخري مثل التكاليف المادية العالية جداً لهذا الإتصال إلي جانب عدم إستقرار الإتصال و إنقطاعه في حالة حدوث أي إتصال هاتفي علي الخط الأرضي للهاتف.
ثم ظهر بعد ذلك إتصال الـ DSL بصفة عامة ومنها نوع الإتصالات المُستخدم حالياً وهو ADSL إختصاراً لـ Asymmetric Digital Subscriber Line عن طريق توصيل جهاز راوترمن المستخدم وعبر الأسلاك النحاسية لخط الهاتف الأرضي إلي وحدة الإتصالات لدي مزود الخدمة. و يقوم جهاز الراوتر بوظيفتين الأولي هي العمل كـ Modem وهو الجهاز المسئول عن ترجمة إشارات خط الهاتف من نوع (Analog) إلي إشارات (Digital) يستطيع جهاز الحاسب أن يفهمها ويتعامل معها. والوظيفة الآخري هو إدارة الشبكة داخلياً بين الأجهزة الخاصة بالمستخدم وتوزيع IP لكل جهاز. ولكن إتصال ADSL غير متامثل في سرعات Uplaod و Download حيث يدعم إمكانية تحميل البيانات بسرعات تصل إلي 20 Mbps بعد الترقية إلي الإصدار الجديد ADSL2 مقابل فقط 1.5 Mbps كأقصي سرعة لرفع البيانات Upload وهي تعتبر سرعة بطيئة نوعاً ما مقارنة بسرعة الـ Download ولذلك فمن الممكن أن تسبب مشاكل للشركات والهيئات التي تعتمد علي رفع كمية كبيرة من البيانات إلي خادم رئيسي ومن هنا ظهرت إتصالات VDSL.
إتصالات VDSL أو Very high bit rate Digital Subscriber Line تعد أكثر توافقاً مع كابلات الألياف الضوئية والتي بدأت في الإنتشار بدلاً من الكابلات النحاسية القديمة لزيادة سرعة نقل البيانات و تدعم هذه الإتصالات حتي سرعات حتي 52 Mbps للـ Download و16 Mbps للـ Upload ومن المتوقع أن تصل سرعات الـ Download حتي 100 Mbps في الإصدار الثاني VDSL2. ولإستخدام هذا النوع من الإتصال والذي كما نري يتميز بسرعات أعلي بكثير من سرعات إتصال ADSL لابد من إستخدام جهاز راوتر داعم لهذا النوع من الإتصالات حتي تتمكن من الحصول علي كامل معدل السرعة من Download أو Upload. ولذلك إذا كنت تمتلك أو ترغب أن تمتلك إتصال إنترنت بسرعة تفوق الـ 20 Mbps فلابد من تغيير الراوتر الخاص بك حتي تتمكن من الحصول علي تلك السرعة بالكامل. وجدير بالذكر أن الأمر أيضاً يتوقف علي عدة عوامل أخري من شأنها أن تؤثر علي جودة الإتصال بخلاف الراوتر مثل جودة خطوط الهاتف الأرضي وكذلك مدي قرب المُستخدم من وحدة الإتصالات (كابينة السنترال) الخاصة بمزود الخدمة.