السيرة الذاتية ليست وثيقة إبداعية - في الواقع قد تكون واحدة من أكثر الأشياء ذات الطابع الصياغي البحت التي تكتبها على الإطلاق، إن الشيء الذي يجعل السير الذاتية مُملة هو إتباع الطرق والنماذج التقليدية، لما تعرض نفسك لخطر هجر السيرة الذاتية الخاصة بك لعدم كفائتها لا شكلاً ولا مضموناً وضياع فرصة عمل؟
مع تقدم خدمات مواقع الويب وانتشار الكثير من التصاميم المجانية والمدفوعة لم يعد هناك حجة لعدم قالب مُميز لسيرتك الذاتية حتى وإن لم تتقن التصميم فهي جاهزة فقط قم بالتعديل عليها وإضافة معلوماتك، ولكن بيت القصيد هنا هو إيجاد قالب يُناسب تجاربك واحتياجاتك بين بحر من القوالب المُتاحة اليوم للتحميل، لهذا الغرض سنعمل على إرشادك ببعض النصائح لتتمكن من الوصول للخيار الأمثل عبر معايير واضحة ومحددة.
بدايةً مع أشكال السير الذاتية المُتعددة
قالب السيرة الذاتية هو نموذج يوضح لك كيفية تنظيم معلوماتك، يمكنك استبدال نموذج المعلومات بمعلوماتك وإجراء بعض التعديلات الصغيرة بحيث تناسب الوظيفة التي تتقدم إليها، كل قالب يأتي في واحد من ثلاثة أشكال مُختلفة قبل أن تتمكن من اختيار القالب الصحيح تحتاج إلى اختيار وتحديد التنسيق الذي يناسب سجل عملك.
إقرأ أيضاً: أكثر من 1000 نموذج سيرة ذاتية CV مجاني للتحميل
أتريده مُرتب زمنياً؟
الغالبية العظمى من السير الذاتية تستخدم تنسيقًا زمنيًا، يؤدي ذلك إلى ترتيب عملك وخبراتك الأخرى (مثل مشاريع العمل التطوعي أو المدرسي) بترتيب زمني عكسي بحيث يكون الأحدث أولاً، ليبرز أهم المعلومات ذات الصلة لأن معظم أصحاب العمل مهتمون بما تفعله الآن أكثر مما فعلته قبل خمس سنوات.
يجب عليك استخدام تنسيق زمني ما لم يكن هناك سبب مقنع لعدم التعامل معه كقلة خبراتك وانجازاتك المهنية في الوقت الحالي، إذا كانت لديك خبرة عمل محدودة سواء بشكل عام أو في الحقل الذي تقدم إليه فقد يناسبك تنسيق آخر أو إذا كانت لديك مهارات أو إنجازات ذات صلة فيمكنك اختيار تنسيق يبرز هذه المهارات.
أم عملي وفعال أكثر؟
لا تعتمد السيرة الذاتية الوظيفية على المعلومات التسلسلية، بدلاً من ذلك يسلطون الضوء على المهارات والإنجازات والمعلومات الأخرى ذات الصلة التي لا تخص وقت حدوثها، يمكنك تنظيم هذا النوع من السير حسب الموضوع (مثل مهارات خدمة العملاء و مهارات الكمبيوتر) بدلاً من الجدول الزمني، إن لم يكن لديك خبرة في العمل يمكنك اختيار هذا التنسيق، أنه يعمل بشكل جيد للبدايات أو الانتقال الوظيفي.
يجب أن تتضمن السيرة الذاتية الوظيفية قسمًا لسجل العمل ولكن سيكون في الأسفل وسيكون أقصر وأقل تفصيلًا من السيرة الذاتية الأخرى، يمكنك حتى التخلي عن ذكر التواريخ الكثيرة ضمنه كبداية العمل ونهايته وما إلى ذلك، على الرغم من أن السيرة الذاتية الوظيفية قد تكون الأنسب لتجربتك، إلا أن إدارات التوظيف لا تتقبل دائمًا هذا التنسيق.
أو هذا وذاك (خليط مما سبق)؟
تجمع صيغ السيرة الذاتية المُختلطة بين عناصر من التصميمات الوظيفية والتسلسل الزمني، قد يكون هذا التنسيق مفيدًا عندما يكون لديك القليل من الخبرة العملية، تعد السير الذاتية المختلطة مثالية أيضًا إذا كانت لديك ثغرات في تاريخ عملك، إذا لم تكن تعمل على الإطلاق لعدة سنوات فإن هذا التنسيق يلفت الانتباه بعيدًا عن هذه الفجوة ويوجهها نحو مهاراتك القيمة حيث يعمل على وضع مهاراتك وإنجازاتك ومؤهلاتك في أعلى الصفحة، متبوعًا بقسم تاريخ العمل الزمني القصير.
قد تبدأ بالسيرة الذاتية الوظيفية عندما تكون لديك خبرة عملية قليلة ولكن كلما زادت يمكنك الانتقال إلى تنسيق مختلط، في النهاية سيكون لديك خبرة عمل كافية لتحويل سيرتك الذاتية إلى تجربة زمنية، يميل مديرو التوظيف إلى رؤية السيرة الذاتية التسلسلية في ضوء مناسب للغاية ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لبناء الخبرة اللازمة لعمل واحدة.
الآن مع كيفية اختيار القالب المناسب
حان وقت الاختيار من بحر القوالب الموجودة على الشبكة منها المجاني ومنها المدفوع لكن مع عملية بحث معمقة قليلاً ستجد قالب مجاني جيد يُناسب خبراتك وتجاربك، قبل أن تتصفح القوالب من الجيد أن تكون لديك فكرة عامة عما تريد تضمينه في سيرتك الذاتية، مثلاً ربما تريد تضمين أقسام للتعليم وتاريخ العمل والإنجازات والجوائز، إذا وجدت قالبًا يحتوي على معظم هذه الأقسام أو جميعها فسيكون ملءها أسهل بكثير، بالطبع يمكنك أيضًا تحرير قالب وإعادة تسمية الأقسام أو إعادة ترتيبها لتناسب تجربتك بشكل أفضل.
ننصحك بإجراء بعض التغييرات على الأقل لكي تُميز نفسك قليلاً، أتريد أن يكون من الواضح أنك استخدمت قالبًا (على الرغم من أن معظم الأشخاص يفعلون ذلك)، انتبه جيدًا إلى الوظيفة التي تتقدم إليها وكذلك تجربتك الخاصة، قم بتخصيص القالب لاظهار تجربتك، على سبيل المثال يمكنك إضافة كلمات رئيسية في قائمة الوظائف لزيادة فرصك في الحصول على مقابلة.
إليك التفاصيل الواجب الإنتباه إليها
الآن وقد اخترت القالب الخاص بك فأنت مُستعد لإضافة معلوماتك، عندما تأخذ الوقت الكافي لاختيار قالب السيرة الذاتية الصحيح يصبح ملء البيانات أمراً سهلاً، ومع ذلك هناك بعض التفاصيل التي تحتاج إلى الاهتمام بها، ليتم أخذ سيرتك الذاتية على محمل الجد، يمكن أن يكون لهذه الأشياء الصغيرة تأثير كبير على كيفية تقديم سيرتك الذاتية بصورة مثالية:
التنسيق والتباعد
عند إجراء تغييرات على قالب يمكن أن يبدأ التنسيق في الظهور بشكل مضحك، على سبيل المثال قد يؤثر القص واللصق على التباعد قليلاً، التباعد الثابت يجعل سيرتك الذاتية تبدو أنيقة ومنظمة في حين أن التباعد العشوائي يصرف الانتباه، تأكد من أن جميع الرؤوس تستخدم نفس التنسيق مثل الخط الغامق ذي 14 نقطة، إذا نسيت رأسًا واحدًا فستعتقد شركات التوظيف أنك غير مهتم بالتفاصيل، كن على اطلاع على أي أخطاء تنسيق أخرى قد تظهر عند إجراء تغييرات وتصحيحها ليبقى التنسيق ثابتًا.
الخطوط
تأكد من أن سيرتك الذاتية تستخدم خطًا واحدًا ذا مظهر احترافي، تبدو خطوط Sans-serif مثل Helvetica أنيقة وعصرية بينما تبدو الخطوط serif مثل Times New Roman أنيقة وكلاسيكية، يمكنك تغيير الخط وفقًا للوظيفة التي تتقدم إليها، الخطوط Serif تناسب الصناعات القديمة مثل النشر بينما الخطوط sans-serif تناسب الصناعات الأحدث مثل التكنولوجيا.
حافظ على حجم الخط الأساسي بين 10 و 12 نقطة ليمكن قراءته، يمكن أن تكون الرؤوس والعناوين أكبر قليلاً لكن تجنب جعلها ضخمة - لكي لا يبدو أنك تحاول ملء المساحة لتكبر سيرتك وعدد صفحاتها (فهذا خطأ كبير) يمكنك أيضًا استخدام الأحرف الكبيرة أو العريضة لجعل رؤوسك تبرز أكثر من غيرها خاصةً في اللغات الأجنبية.
إليك المزيد: 413 سيرة ذاتية CV جاهزة احترافية للتعديل عليها بمايكروسوفت أوفيس
الألوان
يعد الأبيض والأسود دائمًا خيارًا آمنًا للسير الذاتية، ومع ذلك إذا كنت تقدم طلبًا في مجال إبداعي فيمكنك إضافة القليل من الألوان (أو البحث عن قالب يتضمن ذلك بالفعل)، للحصول على مثال عن كيفية استخدام الألوان بطريقة إبداعية ولكن احترافية تحقق من بعض السيرة الذاتية لرجال الأعمال المشهورين لتأخذ نظرة شاملة حول اختيارات الألوان المناسبة، أخيراً يمكن أن توفر لك قوالب السيرة الذاتية الكثير من الوقت والجهد من خلال مساعدتك في تنظيم معلوماتك بسرعة ومهنية، فقط تأكد من اختيار التنسيق والقالب بحكمة وضبطه لتنظيم فريد من نوعه.