كشفت شركة إنفيديا الشهر الماضي عن سلسلة جديدة من البطاقات الرسومية الموجهة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية أطلقت عليها أسم "RTX Super" وتُعتبر نسخة مطوّرة من سلسلتها الحالية GeForce RTX التي كانت قد أطلقتها قبل نحو عام. حتى وقت كتابة هذه السطور - تشمل السلسلة الجديدة ثلاث بطاقات فقط: RTX SUPER 2060 و RTX SUPER 2070 و RTX SUPER 2080. جميعها تتميز بأداء وتحسينات ضخمة وتأتي بسعر معقول. لكن في ظل المنافسة الشرسة في سوق البطاقات الرسومية حاليًا، ما الذي قد يجعلك تفكر في شراء ايٍ من بطاقات RTX Super والتغاضي عن الخيارات المتاحة من الشركات الأخرى ؟ إليك الأسباب المقنعة.
السبب الأول: أكثر قابلية لكسر السرعة
تتمتع جميع بطاقات RTX Super الرسومية الثلاثة بقدرات هائلة من كسر السرعة دون الحاجة إلى القلق بشأن درجة الحرارة المرتفعة أو التأثير بشكل سلبي على أداء البطاقة مستقبلًا. يمكنك القول أن هذه البطاقات مصممة أصلًا لكسر السرعة بشكل قانوني وآمن للحصول على أقصى أداء ممكن من البطاقة والاستمتاع بتجربة لعب سلسة خالية من التهنيج. مع الأخذ في الإعتبار أن كسر السرعة ليس ضروريًا، حيث أن بطاقات إنفيديا RTX سريعة بطبيعتها وتقدم أداء خرافي مع أقوى ألعاب الفيديو الشائعة.
وبالحديث عن كسر السرعة، فيجب أن تتميز البطاقة الرسومية بنظام تبريد مُناسب يعمل على الحفاظ على حرارة المعالج الرسومي عند العمل تحت ضغط أو تردد مرتفع عن المعتاد أثناء اللعب. لذلك استخدمت شركة Nvidia نظام تبريد "Open-Air" بحيث تعمل مراوح بطاقات RTX Super على طرد الهواء الساخن للخارج من خلال الفتحات المتعددة الموجودة في أعلى وأسفل البطاقة، مما يساعد على تبريد المعالج بكفاءة عالية جدًا.
على النقيض من ذلك، تحمل البطاقات الرسومية التي تنتجها الشركات الأخرى مرواح من نوع "Blower" والتي تقوم أيضًا بتبريد المعالج لكن بطريقة مختلفة وغير فعالة عند المقارنة بنظام "Open-Air" ليس لأن هذه المراوح تجعل المعالج عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة، ولكن أيضًا لأنها صاخبة وتتسبب في حدوث ضجيج، خاصًة عند كسر سرعة المعالج الرسومي والعمل بأقصى سرعة ممكنة.
نستخلص من ذلك أن بطاقات GeForce RTX Super الجديدة تعتبر مثالية إذا كنت تريد رفع تردد المعالج لتشغيل الألعاب على أعلى إعدادات جرافيك، أو تسريع عملية الرندرة أثناء تحرير الفيديوهات. نظرًا إلى كونها مهيئة لذلك من حيث نظام التبريد الممتاز والمراوح المصممة بشكل عصري لدرجة أنه بالكاد تستطيع سماع صوتها في بيئة هادئة.
السبب الثاني: استهلاك الطاقة بكفاءة
إلى جانب استخدام البطاقات الرسومية المصنعة من الشركات الأخرى لمراوح "Blower" المزعجة (إلا إذا كنت ترتدي سماعة أذن طوال فترة اللعب على الجهاز) فإنها أيضًا أكثر حاجة للطاقة الكهربائية مع توليد حرارة مرتفعة.
ما يجعل بطاقات GeForce RTX Super الرسومية الجديدة متفوقة وتستحق الإقتناء هو قدرتها على إستهلاك الطاقة بكفاءة عالية وأقل بكثير من البطاقات الأخرى المتاحة في السوق؛ مما يعكس أيضًا انخفاض درجات الحرارة. فإذا كنت تستخدم بطاقة رسومية GTX قديمة وترغب في الترقية إلى بطاقة RTX Super - ربما لن تحتاج إلى شراء مزود طاقة (باورسبلاي) جديد.
بالنسبة إلى بطاقة GEFORCE RTX 2060 SUPER فإنها تستهلك حوالي 175 واط، بينما بطاقة GEFORCE RTX 2070 SUPER تستهلك 215 واط. أما البطاقة الرائدة في السلسلة GEFORCE RTX 2080 SUPER تتطلب 250 واط من الطاقة للعمل في الوضع الطبيعي.
إذن، ستحتاج على الأقل باور سبلاي 550 أو 650 واط لتشغيل ايٍ من هذه البطاقات بأعلى أداء. هذا يمثل تطور هائل في تصنيع البطاقات الرسومية، فهناك كروت شاشة من شركات منافسة تقدم أداء منخفض وتتطلب طاقة عالية تتخطى حاجز 300 واط.
السبب الثالث: الحصول على سرعة حقيقية ومستقرة
تستخدم الشركات المصنعة الأخرى للبطاقات الرسومية مصطلح "Gamer clock" للإشارة إلى أقصى سرعة يمكن للبطاقة الوصول إليها ولكن بشكل مؤقت. في الواقع، لن تحصل على هذه السرعة إلا أثناء لعب بعض الألعاب المعروفة ولمدة قصيرة، أي هذه السرعة المرتفعة ليست أساسية أثناء استخدام البطاقة في إنجاز المهام الأخرى - قد تكون مع الالعاب سريعة، ومع البرامج بطيئة.
لكن بطاقات RTX Super الجديدة من إنفيديا توفر سرعات حقيقية ومستقرة دائمًا في جميع المهام التي تحتاج إلى معالجة رسومية قوية بلا استثناء سواءً في الألعاب أو برامج التحرير أو غيرها. فهي تتمتع بنواة CUDA ومعمارية تورينج الأكثر تقدمًا في العالم، والتي تقدم أداء أعلى 6 أضعاف مقارنة بمعمارية باسكال السابقة.
لذلك، عندما تخبرك إنفيديا أن بطاقة GEFORCE RTX 2060 SUPER سوف تمنحك سرعة معالجة رسومية تبلغ 1650 ميجاهرتز، فهذه سرعة حقيقية وستحصل عليها في كل الألعاب بشكل دائم. كما يمكنك الحصول على GEFORCE RTX 2070 SUPER بتردد 1770 ميجاهرتز. أما بطاقة GEFORCE RTX 2080 SUPER تأتي بسرعة 1815 ميجاهرتز. هذا يعني أن كل بطاقات RTX Super تتمتع بأداء قوي ومنافس.
السبب الرابع: تحتوي على تقنيات مستقبلية
في الوقت الذي تركز فيه الشركات الأخرى جهودها على إنتاج بطاقات رسومية جديدة بتقنيات عادية أو محسنة وبسعر رخيص. تبتكر شركة إنفيديا تقنيات ثورية جديدة تحدث طفرة في عالم الرسوميات الحاسوبية لدمجها مع بطاقتها الجديدة GeForce RTX.
لذلك، شراء ايٍ من بطاقات RTX Super يعُد خيار مناسب للألعاب ويستحق الاستثمار لأنه يمنحك تقنيات مستقبلية مثل تتبع الأشعة وتقنية DLSS التي تستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي لزيادة معدلات الإطارات في الألعاب التي تنتج رسوميات كثيفة. يمكنك من خلال هذه التقنية أيضًا رفع اعدادات الجرافيك في اللعبة مع الاحتفاظ بمعدل الإطارات الثابت بشكل سحري !
وتُعتبر بطاقات RTX Super هي الوحيدة في السوق حاليًا التي تتيح للاعبين تشغيل تقنية تتبع الأشعة في الألعاب على دقة 1440p ومعدل إطارات أكثر من 60FPS. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن تتبع الأشعة تقنية ثورية حقًا ومدى تأثيرها على دقة التفاصيل في الألعاب، ويشهد على ذلك الإقبال الشديد من قبل الألعاب الشعبية مثل Cyberpunk2077 و Call of duty Modern Warfer و Watchdogs legion وغيرها من الألعاب التي يتعهد مطوريها بدعم تقنية Ray-Tracing.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن بطاقات RTX Super تدعم تتبع الاشعة المستند إلى الهاردوير لتقديم أفضل تجربة ممكنة مع الألعاب المدعومة، فلا يعُد أداء "تتبع الأشعة المستند إلى السوفتوير" بمثابة مقارنة مع أداء المستند إلى الهاردوير.