الإنترنت، هذه الشبكة الضخمة التي تربط الكرة الأرضية ببعضها البعض، صُممت وإنشأت منذ زمن لعدة أهداف ليُصبح هناك الملايين من المواقع على هذه الشبكة تُقدم العديد من الخدمات، لكن الخدمات والمواقع التي تعتمد على اللغة الإنجليزية أكثر بكثير من تلك التي تتخذ من العربية لغةً رسمية لها، حتى أن عناوين الويب وجميع الروابط باللغة الإنجليزية ولا يمكن توفر اللغة العربية أو غيرها في مثل هذه الحالات! فلما كل هذه الإنجليزية في التعامل ضمن هذه الشبكة وما السبب وراء ذلك؟ هذا ما سيتم التحدث عنه.
بعض الأجوبة المنطقية
الإجابة المُختصرة: عناوين الويب باللغة الإنجليزية لأن الأشخاص الذين طوروا معايير عناوين الويب كانوا في معظمهم من الأمريكيين الناطقين باللغة الإنجليزية، بينما الإجابة الطويلة: في الأيام الأولى للإنترنت كانت الطريقة الوحيدة للاتصال بجهاز كمبيوتر بعيد هي توفير عنوان IP الفريد الخاص به، وهو عبارة عن سلسلة طويلة من الأرقام مثل 165.254.202.218، ولكن في عام 1983 مع استمرار نمو عدد أجهزة الكمبيوتر على الشبكة طورت جامعة ويسكونسن نظام اسم المجال (DNS) الذي يرسم عناوين IP رقمية لأسماء النطاقات التي يتم تذكرها بسهولة مثل computer-wd.com.
إقرأ أيضاً: 3 خطوات لكتابة موضوع باللغة الانجليزية خالي من الأخطاء
الأسباب التي تَكمن وراء ذلك
في عام 1990 ابتكر العالم البريطاني (والمتحدث بالإنجليزية) تيم بيرنرز لي شبكة الويب العالمية وبحلول عام 1992 تم توصيل أكثر من مليون جهاز كمبيوتر مُعظمهم في الولايات المتحدة. في عام 1994 نشرت فرقة هندسة الإنترنت (IETF) وهي مُنظمة معايير تتألف من مُمثلين من عدة وكالات حكومية أمريكية مجموعة من المعايير لعناوين الويب والتي أُطلق عليها محدد موقع الموارد أو عناوين URL.
لتسهيل قراءة عناوين الويب وكتابتها وتذكرها حددت IETF عناوين URL لعدد قليل من الأحرف وهي الأحرف الكبيرة والأحرف الصغيرة من الأبجدية الإنجليزية (أو اللاتينية) والأرقام من 0 إلى 9 وعدد قليل من الرموز المصدر، تستند الأحرف المسموح بها إلى الكود الأمريكي الموحد لتبادل المعلومات والمعروف باسم مجموعة أحرف US-ASCII والتي تم تطويرها في الولايات المُتحدة ونشرت لأول مرة في عام 1963.
هل ذلك جيد بالنسبة للجميع؟
كل هذا كان جيدًا بالنسبة للبلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ولكن اعتبارًا من عام 2009 تحدث أكثر من نصف مُستخدمي الإنترنت البالغ عددهم 1.6 مليار في جميع أنحاء العالم بلغة ذات طابع غير الأبجدية الإنجليزية (أو اللاتينية)، لفهم شكل استخدام الويب لهؤلاء الأفراد تخيل أنه يجب عليك التنقل عبر الويب باستخدام اللغة العربية فقط.
لا يزال المحتوى الموجود على مواقعك المُفضلة باللغة الإنجليزية لكن عنوان الويب لكل موقع تستخدمه يتكون من أحرف غير مألوفة تمامًا قد لا توجد حتى على لوحة المفاتيح، هذا السيناريو في الاتجاه المعاكس هو في الأساس ما كانت عليه تجربة الإنترنت لمُستخدمي الويب الذين يقرؤون ويكتبون ليس فقط باستخدام لغة أخرى ولكن باستخدام أبجدية أو مجموعة أحرف مُختلفة تمامًا.
قد يهمك: تعرف على بوتات الفيسبوك ودور كل منهم!
إذاً، هل سنرى لغة الضاد في هذا المجال؟
نظرًا للعدد المُتزايد من المُستخدمين الذين لا يتحدثون الإنجليزية عبر الإنترنت، قد لا يكون مُفاجئًا أن عناوين الويب باللغة الإنجليزية لم تعد قانون الأرض، في عام 2009 وافقت ICANN وهي مُنظمة غير ربحية مقرها الولايات المُتحدة لتنظيم أسماء النطاق على الإنترنت على استخدام أسماء النطاقات الدولية (IDN)، مما يعني أن عناوين الويب ستكون قادرة على احتواء أحرف غير إنجليزية مثل الصينية أو الكورية أو العربية أو غيرها مع الزمن.