سرعة الإنترنت البطيئة شيء مزعج جدًا، حيث عليك أن ننتظر بضع دقائق من اجل تحميل فيديو على اليوتيوب او تحميل موقع مُعين أمر مغضب. لذلك نجد عبارة "كيفية تسريع الإنترنت" من أكثر العبارات بحثًا على جوجل فى الوطن العربي بأكمله، وتستغل المواقع ذلك فى إعداد المواضيع التي تسرد النصائح والحلول التى تقوم بتسريع الإنترنت للحصول على مزيد من عدد الزيارات. ولعل أكثر الطرق إنتشارًا التى يدعي البعض أنها تجعل الإنترنت أسرع هي استخدام خدمات DNS عامة مثل Google و Cloudflare. هذا يجعلنا نتساءل، هل يجب على كل مُستخدم أن يقوم بتغيير الـ DNS ؟ هل الأمر يستحق ومؤثر فعلًا ؟
الاجابة بشكل مختصر هي "لا.." لن يؤثر استخدام DNS مختلف فى زيادة سرعة الإنترنت ولن يتيح لك تحميل الملفات بشكل أسرع أو جعل المواقع تفتح في ثواني...كل هذا هراء، فإن أردت فعل ذلك عليك التوجه إلى الشركة المزودة لخدمة الإنترنت وتطلب منهم رفع سرعة الإنترنت مقابل بضع جنيهات او ريالات او دراهم، الفرق الحقيقي الذي يحدثه تغيير الـ DNS واستخدام Google DNS أو Cloudflare هو تحسين الوصول إلى المواقع وتوفير ثانية أو ثانيتين أثناء تحميل إحدي المواقع.
وحتى يكون الأمر واضح بالنسبة لك، يجب أن تفهم آلية عمل خدمات الـ DNS وماذا يعني DNS من الأساس. سبق لنا شرح ذلك فى مواضيع عديدة، لكن دعوني اشرح لكم بشكل ابسط فيما يلي.
الحروف الثلاثة (DNS) هي إختصارًا لـ Domain Name System او كما هو مترجم فى ويكيبيديا "نظام أسماء النطاقات" وظيفته الوحيدة هي توصيل الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بك بالسيرفر او الخادم الخاص بالموقع الذي تريد تصفحه وزيارته. فى الواقع، يقوم الـ DNS بربط اسماء المواقع (مثل: computer-wd.com) بعنوان الـ IP الحقيقي الخاص به، وليس له صله بتسريع تحميل الملفات او تسريع الإنترنت من الأساس.
دعونا نضرب مثال بسيط:- عندما تريد زيارة موقع فيسبوك فأنت تقوم بكتابة اسمهُ متبوعًا بالنطاق الخاص به (facebook.com) في شريط عنوان المتصفح ثم تضغط Enter ليتم تحميل الموقع وزيارته. فى الواقع، ما حدث هنا هو أنك قمت بزيارة 185.60.216.35 وهو عنوان الـ IP الحقيقي لموقع فيسبوك، فإذا قمت بكتابته فى المتصفح سيأخذك إلى فيسبوك ايضًا، لكن بما ان تذكر المواقع على شكل ارقام هكذا يكون صعب بكثير مقارنة بحفظ اسم الموقع، يقوم المتصفح بالاعتماد على الـ DNS لتحويل هذا الاسم إلى عنوان IP الحقيقي ليتم الإتصال بالموقع المراد فورًا حتى يكون من السهل التعامل على الإنترنت والتنقل بين المواقع.
يُمكنك إعتبار الـ DNS مثله مثل دفتر الأرقام أو دليل الهاتف، فإذا اردت ان تتصل بشخص معين، ستبحث عنه فى هذا الدليل حتى تعثر عليه وتحصل على رقم هاتفه وتتصل به. نظام أسماء النطاقات يفعل نفس الشيء، يقوم بحفظ اسم الموقع كـ عنوان IP، بحيث عندما تكتب اسم الموقع في المتصفح، يتم الاستعلام عنه فى قاعدة بيانات الـ DNS ثم الحصول على الـ IP المقترن بإسم هذا الموقع ويتم الاتصال به. أظن أنك اقتنعت الآن أن ليس للـ DNS علاقة بجعل الانترنت اسرع او ابطأ، لكنه يظل مفيد لتحسين تجربة التصفح ولو بنسبة بسيطة، إذا كنت تتساءل كيف ؟ فهذا ما سوف نوضحه فى السطور الآتية.
يقوم جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول تلقائيًا بتخزين البيانات التي تربط أسماء المواقع التي تتردد عليها كثيرًا بعناوينها (IPs) الحقيقية، لذلك لن تلاحظ بطئ في تحميل موقع كـ جوجل او فيسبوك او حتى يوتيوب وغيرها من المواقع الأساسية على الإنترنت. لكن عندما تقوم بزيارة موقع جديد تمامًا لأول مرة، فإن الكمبيوتر سوف يلجأ إلى الـ DNS المُستخدم سواء الـ DNS الافتراضي الخاص بمزودي خدمة الإنترنت أو Google DNS أو Cloudflare فى حالة استخدامك لايًا منهما، حيث يبحث الكمبيوتر فى قاعدة بيانات هذه الخدمات عن عنوان الـ IP الخاص بهذا الموقع الجديد ثم يتم الإتصال به فورًا.
وبما أن شركات مثل Cloudflare و Google تقوم بتخزين قاعدة بيانات ضخمة بأسماء المواقع الشائعة وعناوينها، وكونها تعتبر افضل من خدمة الـ DNS التي تمنحها لك الشركة المزودة لخدمة الإنترنت، فإنها ستكون مفيدة لتحسين تجربة التصفح وتوفير ثوان معدودة أثناء الاتصال بالمواقع، لكن ليس لها أي تأثير على سرعة الانترنت وسرعة تحميل الملفات وسرعة تحميل فيديو على اليوتيوب!.