لعل شخصا ما، قرأ هنا أو هناك كلمة “برمجيات حرة” أو “Free Software” أو “مصدر مفتوح” وتساءل يوماً ما عن معناها، وتذكر في نفس اللحظة أن صاحب هذه التدوينة لديه علاقة بها من قريب أو من بعيد، مما دفعه إلى اللجوء إلى هذه المدونة ، لعله يجد بعض المعلومات عنها، و لكني للأسف لم أتطرق إلى التعريف بهذا المفهوم بشكل جيد على أقل في تدويناتي السابقة , و لهذا قررت في هذا المقال أن أعرفكم عليها بشكل مبسط، ونتعرف على أهمية استخدامها. بأعتبرها فلسفة فلسفة تركز على أهمية الحرية لكل مستخدم , وهذا هو ما نحن بحاجة إليه كثيرا خصوصا في مجتمعتنا .
اقرأ أيضا :
تعرف على متجر F-Droid لتحميل تطبيقات الأندرويد الحرة
ما هي البرمجيات الحرة إذا ؟
هي برامج حاسوبية يمكن استخدامها، تعديلها، الإضافة إليها و تداولها بحرية كاملة بدون آي قيود على المستخدم ، و خلافا مثلا لنظام التشغيل Windows الذي يستخدم بمقابل مادي، ولا يمكن تعديله بآي شكل من الأشكال كونه مغلق المصدر. أيضا كون البرمجيات توصف بالحرة فهذا لا يعنى بالضرورة أنها دوما مجانية ، فيوجد برمجيات حرة بمعنى الإطلاع على شفرتها وتغييرها لكن بمقابل مادي.. أما بالنسبة للبرمجيات الحرة المجانية فأضن أن نظام “GNU Hurd” مثال جيد لهذا النوع من البرمجيات و كذلك نظام "Gnu / Linux" .اقرأ أيضا :
تعرف على متجر F-Droid لتحميل تطبيقات الأندرويد الحرة
كتاب دليل البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر لنظام ويندوز
و يرى “ريتشارد ستالمان“ انه لكى توصف البرمجيات بالحرة، فيجب أن تتضمن 4 أنواع من الحريات هي كما في الصورة :
البرامج التي تتضمن هذه الحريات الأربعة تنشر تحت ترخيص GNU GPL ويبقى حر للأبد . والكثير من البرمجيات الحرة يستخدم بشكل تجارى . وتتفاوت الحقوق على البرامج هنا بشكل طفيف فيما يخص حق المؤلف الأصلي , على سبيل المثال في عدم حذف اسمه وبياناته من العمل بكافة صوره واصداراته . كما يوجد نقطة أود أن أنبه إليها وهي كون البرنامج مفتوح المصدر لا يعني بالضرورة أنه برنامج حر , و أما إن كان حر فهو مفتوح المصدر لا محالا , سنفهم هذا أكثر في ما بعد .
و يرى “ريتشارد ستالمان“ انه لكى توصف البرمجيات بالحرة، فيجب أن تتضمن 4 أنواع من الحريات هي كما في الصورة :
البرامج التي تتضمن هذه الحريات الأربعة تنشر تحت ترخيص GNU GPL ويبقى حر للأبد . والكثير من البرمجيات الحرة يستخدم بشكل تجارى . وتتفاوت الحقوق على البرامج هنا بشكل طفيف فيما يخص حق المؤلف الأصلي , على سبيل المثال في عدم حذف اسمه وبياناته من العمل بكافة صوره واصداراته . كما يوجد نقطة أود أن أنبه إليها وهي كون البرنامج مفتوح المصدر لا يعني بالضرورة أنه برنامج حر , و أما إن كان حر فهو مفتوح المصدر لا محالا , سنفهم هذا أكثر في ما بعد .
تعرف على محرر الصور الاحترافي Gimp
الأسباب التي قد تدفعك لإستخدام البرمجيات الحرة :
و النقطة الساخنة دائما بين مستخدمي البرمجيات المغلقة والمفتوحة..البرمجيات الحرة بكل بساطة تعطي حرية الناس في الإبداع، فلست بحاجة إلى دفع أموال طائلة لكي ترى مصدر مشروع ما وتدرسه لتستفيد منه في مشاريع تخدمك وتخدم العرب من أمثالك، بل البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر دائما مما يسمح للجميع بدراستها ومطالعتها، هذا فضلا عن كون معظمها مجانية مما يقلل من عدد مرات إخراج المستخدم لمحفظته لشراء البرمجيات، كما أنها تكون في -الكثير من الحالات- أفضل من البرمجيات المغلقة، فمثلا البرنامج المغلق لا يطوره سوى مطور واحد لديه قدرة التحكم على المشروع بالكامل وهو الوحيد المسموح له بتعديله أو الإطلاع عليه، في حين أن البرنامج المفتوح يمتلك مستخدموه القدرة على تعديله أو التبليغ عن علة فيه أو ترجمته أو ضبطه بشكل أفضل…إلخ مما يعني في النهاية أن البرمجيات الحرة يطورها مجتمع كامل مما يزيد من جودة هذه البرامج وهو الذي يدفع المستخدمين إلى استعمالها من ناحية الجودة، ليس هذا فقط بل القيام بعملية تعقب العلل والترجمة والتحدث مع المستخدمين الآخرين ومساعدتهم وطلب المساعدة لها فوائد كبيرة على شخصية المستخدم الذي يقوم بهذا، فهو سيكون اجتماعيا أكثر وسيصقل مهارته إما في الترجمة أو في البرمجة أو في التصميم أو في الاستخدام .لكن المستخدمين في الحالة العادية لا يريدون المساهمة في التطوير بل فقط الاستخدام، وكون الناس تستخدم البرمجيات الحرة فهي أولا آمنة كون أي شخص يمتلك القدرة على فحص مصدر البرنامج للتأكد من أمانه، وثانيا ستكون بجودة عالية بسبب قيام المجتمع بإصلاح العلل والترجمة والتطوير والتصميم وأكثر من شخص واحد يعمل على هذه المهمة..وثالثا فإنك ستحافظ على محفظتك خالية من بصماتك كونك غير محتاجا في معظم الحالات لشراء أي برمجيات حرة، أما في البرمجيات المغلقة فهذه الأمور كلها غير متوفرة لسبب واحد بسيط هو أن المصدر(الكود الذي يكبته المبرمج) هو مغلق على العموم ولا يمكن لأي بشر تعديله أو رؤيته أو مشاركته أو نسخه..ولو فعلت هذا في بلاد القانون فكن مستعدا للتعرف بأناس جدد في سجون تلك البلدان.. مما يغلق القدرة على التطوير والإبداع لدى المجتمع ويمنع الجودة عن المستخدمين.. وبالطبع البرمجيات لا يجب أن تكون حرة 100% فالسبب الأصلي لنشأة البرمجيات الحرة هو توفر برمجيات مغلقة تحد من حرية المستخدم، فلو كانت البرمجيات حرة 100% لن يعود هناك حاجة لذلك وسيموت الحس الإبداعي من جديد، مما يعني أنه لا يمكن لأحد الانتصار على أحد وإلا سيخرج الجميع على شكل جثث من المعركة.. مما يجعل الجميع يطورون أنفسهم بالتالي لمحاولة الظهور بمظهر أفضل من الآخر مما يدفع بعجلة التطور إلى الأمام ويستفيد الجميع ويبقى المجتمع محافظا على توازنه.. لكن المستخدمين ليسوا مجبرين على التخلي عن حريتهم فقط من أجل الحفاظ على التوازن مما يعني أنه من الناحية العملية أن جميع المستخدمين العاديين يجب أن يستخدموا برمجيات حرة فهي تجعلهم هم من يتحكمون بحواسيبهم وليس البرامج أو الأنظمة مما يخلق بيئة تفاعلية أفضل،ويساهم في تطوير المجتمع، وهو في النهاية ما يريده جميع المستخدمين العاديين..
تخيل مثلا أنه في تويتر ووفق شروط الاستخدام فإنه لا يحق لك نشر التغريدات التي تنشر على تويتر خارج نطاقها سوى على مواقع محدودة(فيسبوك مثلا) مما يعني أن المحتوى الذي تنشئه أنت لا يمكنك التحكم به حتى! فيسبوك يخزن بياناتك الشخصية والروابط التي زرتها في الموقع وكلمات مرورك وكل المعلومات عنك في خوادمه شئت أم أبيت، وفي أي لحظة يمكن بيع هذه المعلومات مما قد ينعكس بالضرر عليك، والسبب هو مركزية هذه الشبكات وإغلاق مصدرها، في حين أن الشبكات الحرة والموزعة مثل أيدنتكا وديسبورا لا تخزن شيئا من معلوماتك الشخصية ولك الحرية المطلقة في مشاركة أو تعديل أو ترجمة أو إضافة أي معلومة تريدها هناك أو خارجها.. مما يضيف ميزة جديدة للبرمجيات الحرة..إذن وبكل اختصار البرمجيات الحرة أفضل من البرمجيات المغلقة كونها تفتح القدرة على الإبداع ومشاركة المعلومة ويمكن للجميع المساهمة في تطويرها وتعديلها وفحص أمانها، فضلا عن مجانية معظمها مما يجعلها الخيار المناسب للمستخدمين النهائيين..
هل ما تزال مترددا في استخدام البرمجيات الحرة؟ بكل بساطة استخدمها ثم نتناقش مجددا