عملية تطوير البرمجيات ليس مقتصرة على مرحلة كتابة الشفرات وتنفيذها، وإنما تبدأ من مراحل متقدمة لتستمر إلى مراحل مابعد التطوير إن أنت أهملتها أو قللت من شأنها انعكست سلبا على منتوجك البرمجي , فعملية تطوير البرمجي تتم على مراحل من النسخة التجربية إلى المحسنة إلى الإصدار النهائي، وهي دورة تشمل أغلب البرامج التي تسوق سواء كانت برامج عامة أو خاصة.حيث تضمن دورة حياة إصدار البرامج , الحصول على منتج مستقر وجاهز للاستخدام بدون مشاكل تتسبب في انهياره . يعني هذا أن هذه المراحل التي سأقدمها لكم هي التي تضمن أن البرنامج الذي أجتازها جاهز ليعمل دونما أي أخطاء كبيرة أو خطر على المستخدم , إذا في موضوع اليوم سأقدم لكم المراحل التي من المفترض أن يمر بها البرنامج قبل أن يتم إصداره بشكل نهائي وخالي من الأخطاء .
اقرأ أيضا :
المرحلة الأولى : جمع متطلبات وتـفاصيل المشروع .
هذه الخطوة الأولى تعتبر الخطوة الأساس التي يترتب عليها باقي العمل، ابدأ أولا بجمع كافة المعلومات عن المشروع البرمجي الذي تشتغل عليه ولا تستصغر شيئا، و اعلم أن تركك لأية معطيات قبلية أو أي فهم ناقص لمعلومة ما، أو سوء تصور لجزئية ما، أو نقص تحليل قد يكلفك مجهودا إضافيا ووقتا ضائعا كما أن إهمال هذه المرحلة قد يوقعك في فخ التشتت و الذي سيقلل بشكل كبير من إنتاجيتك .المرحلة الثانية : تصميم الحل أو البرنامج .
التخطيط أو التحليل أو التصميم (مع أن لكل مفهوم معناه الخاص) , لا يعني تحديدا تصميم الشاشات والواجهات الرسومية GUI أو كتابة شفرات برمجية تدور في خلدك، وإنما يشمل أيضا التصميم الوظيفي للمشروع ، فأي مشروع برمجي هو في الأساس أداة تمكن مستخدمها من حل إشكال أو إنجاز مهمة معينة , بحيث عليك أن تضع تخطيطا يشمل كل تفاصيل وحيثيات المشروع، الشيء الذي سيسهل عليك عملية تحويل المخططات إلى أوامر برمجية. و لا تخلط بين التحليل وبين التكويد، قَدِّمْ الأول على الثاني ولا تنجزهما في نفس الآن، فالتحليل يعطيك نظرة صافية تسهل عليك التكويد. أضف إلى ذلك أن برنامجك في غياب مرحلة التحليل سيفتقد إلى العديد من المزايا والتحسينات، التي قد لا تلوح لك أثناء كتابة الكود لأتك استعجلت ولم تعط للتحليل وقته الكافي.المرحلة الثالثة : قسم مشروعك إلى أجزاء .
دعني أصدقك القول، تقسيم العمل إلى أجزاء والاشتغال في كل جزء على حدة من أهم أسباب الانتصار على البرنامج وتطويعه بل واستضعاف العمل أو الجهد الذي ستبدله عليه , فحينما تنتهي من مرحلتي جمع المتطلبات وتصميم الحل المناسب لمشروعك، قم بتقسيمه إلى وحدات قليلة، وابدأ أولا بالوحدة الجوهرية التي تشمل الأمور المشتركة بين كافة الوحدات.المرحلة الرابعة : بداية البرمجة .
بمجرد ما تقوم بتوزيع مشروعك إلى وحدات، عليك بدء التكويد لكن بعد أن تحدد ما يلي:- ماهي لغة البرمجة المناسبة لإنجاز المشروع (جافا، سي شارب، فيجوال بيسك، ..)؟
- ماهو نوع المشروع الذي علي اختياره في برنامجي (ويب، ويندوز، موبايل، سيرفيس، ..)؟
- هل يوجد لدي بعض الأكواد التي يمكنني إعادة استخدامها في برنامجي؟
- هل سيحتاج برنامجي إلى قاعدة البيانات؟ إن كان الجواب نعم: ماهو نظام إدارة قواعد البيانات الأمثل في حالتي هذه (أوراكل، MS SQL Server، MySQL، SQLite، ..)؟
- هل برنامجي سيكون متعدد اللغات والثقافات (Multi-Languages and Multi-Culture) ؟
المرحلة الخامسة : تحزيم البرنامج .
هذه المرحلة لا تقل أهمية عن سابقاتها، بل لا قيمة لبرنامجك إن لم تقم بإعداد ملف تنصيب يضمن سلامة اشتغاله على حواسيب أخرى. فلا تنسى أن تضمن برنامجك بكل ما سيجتاجه من متطلبات قبلية فمثلا إن كان برنامجك موصولا بقاعدة بيانات وتحتاج إلى تغيير معلومات ربط الاتصال من السيرڤر بعد عملية التحزيم، فلا تتردد أن تضع في برنامجك واجهة من أجل إعدادات الربط مع نظام إدارة قواعد البيانات، من خلالها يستطيع العميل أو التقني المكلف بعملية التنصيب أن يحدد عنوان السيرڤر ومعلومات الوصول إلى قاعدة البيانات متى ما شاء، فإن لم تستطع أن تنشىء هذه الشاشة فضع معلومات الاتصال في ملف خارجي من نوع XML مثلا لكي تتمكن من تعديلها يدويا.اقرأ أيضا :
تعلم تطوير الويب: كيف ابدأ؟ ومن أين ابدأ؟ (نصائح لرحلتك في عالم البرمجة)