هل حقا خاصية عدم التتبع على متصفحك تحمي خصوصيتك

الخصوصية, أو بالإنجليزية "Privacy' , مصطلح يتردد كثيراً في هذه الأيام. و يولى الكثير من الاهتمام من قبل المواقع و الشركات العالم...
الخصوصية, أو بالإنجليزية "Privacy' , مصطلح يتردد كثيراً في هذه الأيام. و يولى الكثير من الاهتمام من قبل المواقع و الشركات العالمية. و في ضوء تسريبات مستندات وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA,  تأكدت شكوك و شائعات كثيرة, و أثارت الهلع في أوساط مستخدمي الإنترنت حتى ممن لم يكونوا يهتمون سابقاً بهذا اﻷمر, و على الرغم من ذلك, ما تزال شريحة عريضة من المستخدمين تجهل معنى الكلمة و المبدأ وراءها. و آخرون يرون أن الموضوع لا يعنيهم , أو أنها إشاعات و نظريات مؤامرة لمصالح و أغراض خفية. لكن دعونا نكون منطقيين , هل حقا هتاته الشركات العملاقة لا تتاجر بخصوصيتنا , الجواب لا , بل هي تفعل و في درسنا اليوم سننقش هذا الموضوع من جوانب عدة , وكذالك سنفهم بأن خاصية عدم التتبع أو Do Not Track لا قدرة لها على منع و لو جزء صغير من هذا . لكن قبل أن نكمل ما رأيك بأن ترجع إلى موضوع : هل يمكن لمزودي خدمة الانترنت التجسس عليك ؟ وكيف تحمي نفسك ؟ .



الانترنت و الخصوصية :

في البداية يجب أن نشرح أن الإنترنت مكون من أجهزة كثيرة متصلة ببعضها عبر القارات. لكل دولة تستخدم الإنترنت جهاز يمكن تخيله كأنه راوتر عملاق يتصل بأجهزة أخرى مشابهة في دول أخرى, من خلال كوابل ألياف بصرية (Fiber Optic). و كذلك تتصل السيرفرات الكبيرة فيما بينها بكوابل سريعة عالية السعة. معظم السيرفرات التي نتصل بها و نستخدمها يومياً تقع في الولايات المتحدة, و كذلك كم ضخم من المعلومات المتبادلة على الإنترنت تمر من خلال كوابل أمريكية.



قد لا تقوم الوكالة بتخزين كامل محتويات رسالتك الإلكترونية مثلاً, و لكنها تقوم بتخزين ما يعرف بالـ Metadata. و هي البيانات التي تلزم للتعريف بالرسالة, و تحتوي معلومات حساسة. قد يظن البعض أنه ما دامت الوكالة (و غيرها من الأجهزة و الجهات) ﻻ تجمع المحتوى و إنما فقط البيانات التعريفية فإنه لا بأس. و لكن هذا خاطئ. هذه البيانات قد تتضمن عنوان الـ IP, رابط الصفحة أو IP المستقبل, وقت الإرسال و الاستلام, نوع المتصفح و بصمته, نوع نظام التشغيل و نسخته, موقع GPS, و غيرها بحسب الموقع أو مقدم الخدمة. رغم أن جمع المحتوى قد يكون أمراً صعباً لضخامة البيانات التي تمر من خلال الإنترنت يومياً, و لكن جمع البيانات التعريفية سهل و حجمها صغير. هذه البيانات و إن كانت منفردة لا تدل عليك, و لكن بجمعها يمكنها أن تكون بصمة ً فريدة خاصة بك أنت تمكن من تتبعك و إن لم تسجل دخولك أو تمتلك حساباً على الموقع الذي زرته , و في هذا الخصوص يمكنك متابعة هذا الدرس ما هي كوكيز المتصفح Cookies وكيف يمكنك ايقافها؟ - عالم الكمبيوتر .



تعريف بخاصية Do Not Track :

خاصية Do Not Track أو عدم التتبع هي خاصية موجودة في المتصفحات الحديثة وهي تعمل على إخفاء نشاطات المستخدم عن السيرفرات وتبعده عن الشركات المعلنة والتي تحاول تعقب نشاط المستخدم ومعرفة اهتماماته من خلال ملفات برمجية تعرف بملفات الكوكيز بحيث تتمكن الشركات المعلنة من عرض الإعلانات التي تناسب كل مستخدم أو تتوافق مع اهتماماته الشخصية . تعمل الخاصية بواسطة تعليمات توضع في HTTP header بحيث تخبر الموقع بعدم إرسال أية ملفات مؤقتة تابعة لجهات خارجية أو شركات معلنة احترامًا لطلب المستخدم .



في عالم مثالي، فإن أي موقع يعلم أن المستخدم قام بتفعيل هذه الخاصية فإنه لن يتتبع المستخدم فكما ذكرنا من قبل فإن لجنة التجارة الفيدرالية لها دوراً كبيراً في تطوير خاصية عدم التتبع وبالتالي فإن استجابة المواقع لعدم تتبع المستخدم الذي قام سابقاً بتفعيل الخاصية يجب أن يكون بمثابة تكليف اتحادي , أي أن على الشركات أن تحترم رغبات المستخدم وإلا واجهت عقوبات إذا ما تجاهلت طلبات عدم التتبع وقد تم تقديم مقترح من هذا النوع إلى لجنة التجارة الاتحادية والتي قامت بدورها بتكليف شبكة الويب العالمية W3C بتطوير الخاصية والعمل على تفاصيلها .

تفعيل الخاصية من متصفح Firefox

إّذا هل أنا محمي :

حسب الكثير من المهتمين بالأمان الرقمي والخصوصية فإن شبكة الويب العالمية تسيطر عليها شركات كبرى مثل : "فيس بوك وتويتر وياهو ونيتفليكس وجوجل وأمازون وباي بال وغيرها من الشركات والمنظمات المهتمة بجمع بيانات المستخدمين " وبالتالي فعندما نفهم أن هذه هي الشركات المسؤولة عن تنفيذ معيار عدم التتبع يصبح من الواضح لماذا لا تفعل أي شيء فهذه الشركات عليها أن تختار بين مصالحها الخاصة وبين احترام رغبات المستخدمين و بالطبع من الواضح أي المصالح تتبع مثل هاته الشركات الرأس مالية .

تفعيل الخاصية من متصفح Google chrome

و على الرغم من ذلك هناك بعض الشركات التي أعلنت أنها ملتزمة باحترام طلبات عدم التتبع من قبل المستخدمين مثل " تويتر وريديت وبينتريست "، في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الشركات بشكل مباشر أنها لن تستجيب لرغبات المستخدمين في عدم التتبع مثل" هولو ونيتفليكس" . إذا باختصار يمكن القول أن هذه الخاصية لن تساعد على حماية خصوصيتك لأن ذلك مرهوناً باستجابة الشركات لطلبات المستخدمين .
تعليقات

احدث المقالات