أين اختفى مشغل الموسيقى الشهير Winamp ؟

ما الذي حدث لمشغل الصوتيات الشهير ولماذا لم نعد نرى له أي إصدارات جديدة ؟
ما هذا، ألا زلت تستخدم برنامج Winamp ؟ سؤال ستواجهه وربما بالفعل تسمعه كثيراً من أصدقاؤك إن كنت لا تزال تحتفظ بتراثك الفني. ربما لا يدركون أن اهتمامك بالموسيقى بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، وهو الوقت الذي انتشرت فيه شعبية برامج نسخ الأقراص المضغوطة ومشاركة ملفات MP3، والأمر المسلم به هو أنك كنت وربما لا تزال تستخدم Winamp كمشغل الموسيقى الإفتراضي الخاص بك.
 
فهم لا يعلمون ما هو سر بقائك واحتفاظك به حتى الآن. والآن ما رأيك أن نأخذهم معنا في جولة سريعة نوضح لهم تلك الأسباب ونستعيد لأنفسنا ذكريات الماضي الجميل ونتحدث عن أهم العوامل التي كانت سبباً في تبديل الأحوال خلال الأعوام القليلة الماضية.



تاريخ لا يُنسى


 

تم تطوير برنامج Winamp في عام 1997 تحت لواء Nullsoft بواسطة كل من Justin Frankel و Dmitry Boldyr، وكان هو مشغل الموسيقى العريق الذي يضم مجموعة واسعة من الامتدادات والتنسيقات والتي كانت من بينها MP3 و AAC و FLAC و WAV و WMA وغيرها من التنسيقات الأخرى. الإصدارات الأولية من البرنامج كانت تحت مسمى "WinAMP" وهي كلمة مشتقة من جزئين، الجزء الأول وهو Win وكان اختصاراً لكلمة Windows، بينما تأتي لاحقة الجزء الثاني من الكلمة AMP اختصاراً لــــ Advanced Multimedia Products.

في حين أن الإصدارات الأولية تمتعت بالعديد من مزايا عناصر التحكم، إلا أن هذه المزايا تشعبت بشكل أفضل عبر الإصدارات التالية، ولا يمكن لأحد أن ينسى واجهة البرنامج الرسومية التي كانت تحتوي على تنوع تصويري لأطياف سريعة الحركة لتعطي شعور بالمرح والتحليق في فضاء الموسيقى. 
 
 
بمرور الوقت تغير اسم البرنامج إلى "Winamp"، وأضاف العديد من سبل الراحة وسهولة الاستخدام مثل شريط التمرير المتغير اللون ومحلل الطيف للأصوات والقدرة على الوصول إلى المعادل لتغيير استجابة الترددات وقائمة التشغيل للمساعدة على ترتيب الأغاني والمقاطع الصوتية. كل هذه التعديلات جاءت في الوقت المناسب تماماً، ولكن إن أردت رأيي الشخصي فسأقول لك أن المتعة الحقيقية في استخدام هذا البرنامج كانت بفضل القدرة على تعديل المظهر الكامل للبرنامج من خلال الأشكال Skins الكثيرة والمكونات الإضافية الجديدة New Plugins.

جمهور عريق كان السر وراء النجاح


 
في الواقع، كان هناك مجتمع كامل وراء تطوير هذه الأشكال الجديدة والتعديلات التي طرأت على البرنامج، وعلى الرغم من كل التعديلات الجديدة إلا أن كان هناك العديد من المستخدمين الذين ظلوا متمسكين بالواجهة البسيطة الكلاسيكية والتي كانت باسم Winamp Classic. كانت من أشهر المكونات الإضافية "التنوع التصويري" المعروفة باسم Geiss والتي كانت تخلق عرضاً ضوئياً رائعاً يجعلك تشعر بالتحليق بين أطياف الموجات الصوتية التي تستمع إليها، كانت تجربة ممتعة من المستحيل نسيانها.

وعلى الفور، حقق برنامج Winamp نجاحاً مذهلاً لكونه برنامج مجاني بالكامل، ولكن في العام التالي تحول إلى نسخة تجريبية. خلال هذه الفترة القصيرة كان هناك أكثر من 3 ملايين تحميل للبرنامج. وهذا كان السبب وراء لفت انتباه بعض العلامات التجارية الكبرى مثل AOL والتي بادرت على الفور بشراء Nullsoft مقابل 80$ مليون دولار في مطلع 1999. توالت النجاحات تلو الأخرى حتى حصد على 25 مليون مستخدم خلال عام 2002، وفي العام التالي تصاعدت الأرقام حتى وصلت إلى 60 مليون. أصبحت ملفات MP3 هي الجوهرة البارزة في عصر الموسيقى الجديد، نعم، كانت هكذا بالفعل، ولكن للأسف لفترة قصيرة من الوقت.

كيف انصرف الكثيرين عن Winamp




إحدى أهم التحديات التي واجهت عالم صناعة الموسيقى في ذاك الوقت كانت كيفية تحقيق الربح من الموسيقى الرقمية، فكان هناك عجز كامل في السبل المشروعة والقانونية لشراء ملفات MP3، والمتاح منها كان قليل جداً ومكلفاً للغاية ويفرض العديد من القيود. وهو الأمر الذي فرض بدوره انجذاب الكثيرين تجاه منصات مشاركة الملفات الرقمية مثل Napster أو Kazaa لانشاء الألبومات ومجموعات الموسيقى الرقمية الخاصة بهم، سواء كانت هذه المجموعات مسروقة أو مشروعة. لكن في نفس الوقت، ظل Winamp واقفاً بكل عظمة وشموخ وكان اللاعب الأساسي المُعتمد عليه.

وبسبب الفراغ الشاسع في هذا السوق، كلف ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة Apple، فريقه لابتكار مشغل موسيقى محمول – iPod، وتوصلت الشركة لبرم اتفاق مع شركات التسجيل الكبرى لبيع الموسيقى عبر iTunes مقابل 0.99$ فقط للأغنية الواحدة. على الرغم أن العائد الربحي ضعيف جداً وأقل من الإيرادات التي كان من الممكن تحقيقها في حالة بيع الألبوم بالكامل، إلا أن كلا الطرفان كانوا فائزين وشعروا بالرضاء التام.

بهذا الشكل أحب المستهلك الطريقة الجديدة لانتقاء الأغاني التي يفضل سماعها وشراؤها بدلاً من إهدار الوقت في البحث على مواقع P2P المشبوهة والتي كانت تعوم في بحر من مختلف أنواع الفيروسات. في نفس الوقت كانت هذه هي الطريقة الأفضل لشركات واستوديوهات التسجيل والتي منحتهم فرصة تحقيق الربح المالي من الموسيقى الرقمية، ربما لم تكن مثل سابق عهدها، لكنها كانت أفضل من اللا شيء. 
 
ولكن العامل الزمني لديه طريقة طريفة في التأثير على الأشياء وتحويل أهدافها، ولم يكن عالم التكنولوجيا استثناءاً من هذا التأثير. على مدار السنوات التالية خرجت الهواتف الخلوية إلى السطح، وسريعاً ما تبعتها الهواتف الذكية وتكنولوجيا الشبكات اللاسلكية. بدأت خدمات بث الموسيقى المتدفقه مثل Spotify في الظهور على الساحة، وياويلتاه، يمكننا القول بأنها نالت جائزة الشراب من الكأس المقدسة، وفوراً كانت لديها القدرة على بث ما يصل إلى 40 مليون مقطع صوتي مقابل رسوم شهرية رمزية.

إلى اللقاء أيتها الذكريات




مع ازدياد الفجوة والابتعاد عن أجهزة الكمبيوتر التقليدية والانتقال إلى الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة واللوحية، انخفضت شعبية العديد من البرامج، ولكنه كان شيء متوقع وفي الحسبان، كان من بين هذه البرامج Winamp. وفيما بعد تخلصت AOL من عاتق Nullsoft لصالح مجمع الراديو البلجيكي Radionomy. في عام 2018 كنا نسمع وعود كثيرة من الرئيس التنفيذي للشركة البلجيكية والذي أكد على إطلاق نسحة جديدة من برنامج Winamp 6.0، ولكن حتى هذه اللحظة لازلنا منتظرين تحقيق هذه الوعود. فلم يتم إصدار شيء من هذا القبيل، في الواقع لم يعد مجمع Radionomy متواجداً من الأساس، وقد حصل على لقب جديد تحت عنوان Shoutcast.

طالع المزيد: كيفية اضافة موسيقى للفيديو بدون برامج على ويندوز 10
 
ولذلك إذا كنت لا تزال محتفظاً بتراثك الفني، يجب أن تكون على أتم الاستعداد للإجابة على سؤال " لماذا لازلت تستخدم برنامج Winamp حتى هذه اللحظة ؟"، فحتى مع وجود أكثر من 40 مليون مقطع موسيقى منتظرين منك نقرة واحدة لتشغيلهم، ولكن هناك تفضيلات شخصية لكل مستخدم، والتي تتسبب في وجود فجوة كبيرة جداً بين تشغيل ما هو متاح للبث في وقت محدد وبين ما تفضل أنت وتريد الاستماع إليه في ذاك الوقت بالتحديد.

فحقوق البث متغيرة بشكل دائم، ويجب أن يعلم الجميع أن ما هو متاح اليوم قد لا يكون متاح غداً، بالإضافة إلى ذلك هناك الآلاف من المقاطع الموسيقية الغامضة والحفلات المُسجلة والألبومات التي أنشأتها عائلات وأصدقاء الفرق الموسيقية والفنانين والتي لم تحصل على صفقات مناسبة لكي يتم بثها على خدمات الموسيقى العالمية. هذه الأسباب جميعها تجعل كل واحد منا يفضل الاعتماد على مشغل موسيقى خاص به، وهذا هو ما يتسبب في تعجب بعض مستخدمي الجيل الجديد من هواة الموسيقى أنه لا يزال هناك المتمسكين ببرنامج Winamp.
تعليقات

احدث المقالات