الشغف بالألعاب الإلكترونية أصبح الشغل الشاغل لعامة البشر بوجه عام، أما بالنسبة للشباب والأطفال فقد أصبحت الألعاب هي الهدف السامي الذي يسعون إلى تحقيقه والاستمتاع به، فحسب آخر الإحصائيات العالمية هناك أكثر من 2 مليار لاعب بمختلف المراحل العمرية حول العالم. لحسن الحظ يتم تطوير الألعاب الإلكترونية للتوافق بشكل كامل مع أجهزة الكونسول والعمل عليها بطريقة سلسلة وسريعة، ولكن الشيء نفسه لا يحدث لحواسب الكمبيوتر، حيث تختلف النتائج وتتنوع التجارب من حاسوب إلى آخر بسبب التعداد الهائل والمختلف في مكونات هاردوير الحواسب.
لذلك أحياناً نواجه مشاكل بطئ حركة الشخصيات داخل بعض الألعاب الحديثة بسبب رسوميات اللعبة المُعقدة وكثافة بياناتها ومؤثراتها الطبيعية التي تشكل حملاً ثقيلاً على البطاقة الرسومية والمعالج المركزي، وهذا يعني أننا سنخوض في تجربة مريرة ويتعسر علينا القدرة على استكمال اللعب وسنشعر حتماً بالضيق والملل وعدم القدرة على الاستمتاع. هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل كيف نتمكن من تسريع أداء الحركة داخل تلك الألعاب، ونبدأ في التطرق إلى بعض المحاولات والحيَّل التي يمكن أن تساعدنا على تخطي هذه المشكلة والتغلب عليها.
توجد بعض الألعاب التي يتعثر علينا فعل أي شيء حيالها ويكون الحل الوحيد معها هو ترقية عتاد الهاردوير كشراء بطاقة رسومية جديدة أو معالج مركزي أقوى وزيادة حجم ذاكرة الوصول العشوائي، ولكن لا داعي أن نيأس أبداً، فمن ناحية أخرى هناك عدد هائل من الألعاب التي تستجيب بشكل كبير للمحاولات التي سنقوم بها من أجل تسريع أداؤها والقدرة على تحقيق معدل فريم عالي من الممكن أن يصل بنا إلى المستوى الذي نرجوه ونتمكن معها من تحقيق تجربة لعب مثالية وممتعة. ولكن إذا اتضح أن جميع الحيل والمحاولات غير مجدية ولم نحصل على نتائج إيجابية مع غالبية الألعاب فللأسف هنا نقول أن رصيد محاولاتنا قد نفذ منا ولم يعد أمامنا سوى ترقية مكونات الكمبيوتر.
في هذه الحالة تأتي البطاقة الرسومية على قمة هرم المكونات التي ينبغي تغييرها، بعد ذلك يأتي المعالج المركزي وذاكرة الوصول العشوائي في المرتبة الثانية. لكن قبل أن نتحمل عبئ التكاليف المادية في شراء المكونات الجديدة دعونا نستعرض معكم أشهر المحاولات التي يمكن أن تكون ذات نتائج إيجابية وربما تُمكننا على تشغيل ألعابنا المفضلة:
1- تحديث تعريفات القيادة البرمجية للبطاقة الرسومية
على الرغم من دراية أغلب اللاعبين بتعريفات القيادة البرمجية إلا أن البعض منهم لا يدرك أهميتها وقد لا يهتم بأمر تثبيت الإصدارات الجديدة بصورة دائمة. في الحقيقة تعتبر تعريفات القيادة من أهم الضروريات التي تساعد على توافق قطع الهاردوير مع الألعاب الحديثة والقدرة على تشغيلها بأفضل أداء ممكن. فمن الممكن أن تُشكل تعريفات القيادة فارق كبير جداً في عدد الإطارات ومعدل الفريم الذي يمكننا الحصول عليه ومستوى التجربة وشكل أداءها داخل الألعاب. ولكن كي تتمكن من تثبيت أحدث التعريفات البرمجية عليك أولاً معرفة نوع بطاقتك الرسومية أو نوع المعالج الرسومي المدمج بالتفصيل، سواء كان AMD أو Intel أو NVIDIA.
بعد ذلك من خلال الصفحة الرسمية لموقع الشركة المُصنعة لبطاقتك الرسومية ابدأ بالبحث عن آخر التعريفات البرمجية التي تتوافق مع نظام ونواة الويندوز لديك سواء كان 64bit أو 32bit. تذكر أن لا تعتمد على تعريفات القيادة المُضافة على صفحات مواقع شركات الطرف الثالث كـ ASUS و MSI و XFX و Sapphire… إلى آخره.
لحسن الحظ أصبحت القدرة على تثبيت آخر التعريفات البرمجية ممكنة وسهلة من خلال التنبيهات والاشعارات التي تظهر في شريط أدوات النظام أعلى أيقونة البطاقة الرسومية بمجرد توافر تحديث جديد من جهة الشركة المصنعة. لكن في حالة لم تنتبه لتلك الإشعارات فمن الممكن زيارة الصفحة الرسمية لموقع الشركة والبحث عن طراز بطاقتك الرسومية واختيار نوع نظام التشغيل والتحميل ثم التثبيت.
إقرأ أيضًا: تحسين اداء الالعاب علي كروت الشاشة من نوع انتل
2- تقليل دقة عرض الشاشة من داخل قائمة ضبط الفيديو بالألعاب
دقة العرض تلعب الدور الأكثر أهمية في التأثير على مستوى الأداء العام واختلاف شكل تجربة اللعب، إذا نظرت إلى مراجعات الألعاب التي يتم طرحها فور موعد صدور الألعاب ستلاحظ فرق كبير يحدث في معدل الفريم وعدد الإطارات استناداً إلى دقة العرض المستخدمة. هذه تعتبر أشهر الحيل وأكثرها سهولة والتي نتبعها من أجل تسريع حركة الشخصيات داخل الألعاب، فإذا كانت شاشتك ضخمة وذات دقة عرض عالية كـ 4K قم بتقليل دقة عرض الفيديو Video Resolution من داخل اللعبة وضبطها على 1440p، بالتأكيد ذاك النوع من الشاشات ذات أسعار مرتفعة للغاية ولذلك ينبغي أن يكون لديك معالج رسومي قوي ومن الفئات العليا ، ولكن على كلِ حال ربما تريد الاستمتاع بالألعاب فترة مؤقته لحين شراؤك للبطاقة الجديدة
ولذلك كل ما عليك هو تقليل دقة العرض من داخل قائمة فيديو اللعبة ومراقبة النتائج، إن لم تحصل بعدها على أداء سلس قم بتقليل دقة الفيديو مرة ثانية إلى 1080p، للأسف ستؤثر دقة العرض المنخفضة بشكل ملحوظ على جودة ونقاء تفاصيل الصور، ولكنها تضحية ضرورية ولابد منها إذا كنت تسعى وراء تجربة لعب سلسة وسريعة. أما إذا كانت شاشتك بدقة عرض FHD فمن الممكن تقليل Video Resolution إلى 900p أو 720p. أيضاً ستؤثر دقة الفيديو المنخفضة على جودة الصور ولكن لن تكون بنفس التأثير الملحوظ مع شاشات العرض الضخمة.
الشيء المُسلم به أن دقة عرض الفيديو تؤثر بنسبة 30 في المائة على مستوى الأداء، لذلك هناك فرصة كبيرة في تحسين الأداء وتعافيه من مشاكل التأخير التي تعاني منها الألعاب على دقات عرض الفيديو العالية.
3- تقليل اعدادات الرسوميات من ضبط قوائم فيديو الألعاب
ستجد في قوائم ضبط الفيديو داخل الألعاب العديد من الإعدادات والخصائص الجرافيكية التي تؤثر بشكل كبير على جودة ونقاء التفاصيل وبالتالي لديها تأثير على معدلات الفريم ومستوى الأداء العام، فإذا كنت تواجه مشاكل بطئ وتأخير في حركة اللعب ينبغي عليك من تقديم بعض التنازلات في هذه الخصائص الجرافيكية حتى تتمكن من الوصول إلى معدل إطارات ثابت ومستقر. من أهم الإعدادات الجرافيكية التي تتسبب في هبوط الأداء خواص تنعيم الحواف Anti-Aliasing والظلال Shadows، فكلتاهما على قمة هرم الإعدادات الرسومية الثقيلة التي تستنزف موارد المعالج المركزي والرسومي على حد سواء.
ولذلك يُفضل إلغاء تفعيلها عن طريق ضبطها على off أو ضبطها بنسب منخفضة كـ AA : x4 كحد أقصى. من الضروري أيضاً إلغاء الخواص الحصرية مثل NVIDIA Game Works وتقليل كثافة Pure Hair… إلى آخره. من الممكن اختيار ضبط شامل Overall Quality على إعدادات متوسطة Medium أو الأقل منها Low حتى تتمكن من تحقيق متوسط معدل إطارات قريب من 60FPS.
4- كسر سرعة البطاقة الرسومية
أصبحت عملية كسر السرعة من أسهل المحاولات التي بدأت المستخدمين بالاعتماد عليها منذ وقت طويل، حيثُ تساعدنا ترددات الكسر الجديدة على تحقيق معدل إطارات أعلى من المعدل الذي يمكننا الحصول عليه أثناء اللعب على ترددات السرعة المصنعية. بالرغم من ذلك نحن لا نوصيكم بكسر السرعة إلا إذا كنتم على دراية كافية بمتطلبات ومخاطر كسر السرعة. جدير بالذكر أن عملية كسر سرعة المعالج المركزي تستحق هي الأخرى النظر والتطرق إليها في حالة كان المعالج المركزي داعماً لكسر السرعة، حيث ينتج عنها أحياناً نتائج متفوقة قد تتخطى النتائج التي نحصل عليها من كسر سرعة البطاقة الرسومية، ويرجع السبب في الأساس إلى طريقة ومنهج برمجة الألعاب أثناء تطويرها.
5- تنشيط وضع البطاقة الرسومية بالعمل بأقصى طاقة ممكنة لها
تأتي البطاقات الرسومية بوضع افتراضي للعمل بمعدلات استهلاك طاقة معتدلة، وهذا من أجل توفير نفقات الكهرباء المرتفعة وتقليل نسب الطاقة الزائدة التي يستهلكها المعالج الرسومي في حالات الخمول وأثناء القيام بالأعمال الخفيفة، حيث تأتي معظم بطاقات NVIDIA بضبط افتراضي على وضع الطاقة الأمثل (Optimal Power) وهذا ينتج عنه تقليل في كل من قيمة سرعات تردد المعالج الرسومي وذاكرة الفيديو وجهد الفولت المتطلب منهما، وهذا الأمر يفرض بدوره تقليل أداء المعالجه الرسومية في بعض الألعاب. لذلك قد يكون الحل الأمثل هو ضبط وضع العمل على الطاقة القصوى (Maximum Performance) من خلال واجهة اعدادات لوحة تحكم انفيديا، هذا التعديل قد يساعد بشكل ملحوظ مع أجهزة الحواسب المحمولة أثناء تشغيل الألعاب.