كيف يتسبب هاتفك في الإصابة بعدوى كورونا وماذا يمكنك أن تفعل؟

أشارت أبحاث إلى إمكانية بقاء فيروس كورونا على شاشات الهواتف لأيام، ولكن إلى أي مدى ؟ وما الطرق الفعالة لتعقيم الهاتف كأحد الوسائل لتجنب الإصابة بالعدوى ؟
تعتبر الهواتف الذكية الأقل نظافة بين الأجهزة التقنية المختلفة التي تمتلكها، فهي تلامس أسطح كثيرة ومتنوعة وقد تقع في أيادي أشخاص عديدون، وللأسف لا تتعرض لأي عملية تنظيف حقيقية. ووفق دراسات علمية، فإن الهواتف تمثل مغناطيس للجراثيم والفيروسات. في المتوسط، يحمل الهاتف النقّال حوالي 17000 نوع مختلف من البكتيريا، جاعلاً منه أكثر الأشياء التي نستخدمها يوميًا قذارة ! ومع انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، تصبح الهواتف ناقلًا محتملًا للعدوى، خصوصًا بعدما أشارت أبحاث إلى إمكانية بقائه فعالًا على شاشة هاتفك لأيام، ولكن إلى أي مدى ؟ وما هي الطرق الفعالة لتعقيم الهاتف كأحد الوسائل لتجنب الإصابة بالعدوى ؟ في مقالنا هذا سنجيب عن هذه التساؤلات بالتفصيل.


بحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فإنه من الممكن الإصابة بالعدوى المنتشرة إذا لمست سطحًا يحتوي على فيروس سارس كوف 2، وهو مسببٌ مرض فيروس كورونا، ثم لمست بعد ذلك فمك أو أنفك أو حتى عينيك. كما توصي المنظمة بضرورة تنظيف وتعقيم الأسطح ذات "اللمس المتكرر" يوميًا.

من ناحية أخرى، تقول منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا السارس (SARS-CoV) الذي بدأ عام 2002، يمكن أن يبقى على الأسطح الزجاجية لمدة تصل إلى 96 ساعة أو أربعة أيام، بينما على الأسطح المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ والبلاستيك لمدة تصل إلى 72 ساعة أو ثلاثة أيام.

هناك أيضًا دراسة حديثة أجراها المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية وجدت أن الفيروس التاجي المستجد (SARS-CoV-2) يمكن أن يعيش على أسطح مثل البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ (الإستانلس ستيل) لمدة تصل إلى 72 ساعة، أي مثل سابقه. وفي حين أن العلماء لم يقدموا حتى الآن أي معلومة عن مدة بقاء فيروس كورونا على الزجاج، ولكن من المرجح أن تكون النتائج مماثلة للفيروس التاجي السارس السابق.

وبقدر ما نعلم، فإن من الأفضل افتراض أن الفيروس التاجي المستجد يمكن أن يبقى موجودًا ومُعدٍ على الأسطح الزجاجية لمدة أربعة أيام. ينطبق هذا على أي جهاز مزود بشاشة زجاجية بغض النظر عن شكله وحجمه ونوعه، من هواتف آيفون وهواتف أندرويد إلى أجهزة آيباد اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تعمل باللمس.

قد يهمك أيضًا: ساهم في كبح "كورونا" باستخدام حاسوبك مع مشروع Folding@Home

- كيف تحمي نفسك؟



إذًا، من الناحية النظرية، يجب تجنب ملامسة هاتفك لمدة أربعة أيام في كل مرة بعد الخروج في الأماكن العامة أو إذا وقع في يد شخص آخر، وذلك للتأكد من أنه غير ملوث بالفيروس التاجي الجديد. لكن هذا يبدو قاسيًا إلى حد ما، فهناك احتمال كبير أنك تلمس هاتفك باستمرار وهو ما قد يؤدي إلى نشر الفيروس من الهاتف إلى أسطح أخرى. يمكن للفيروس التاجي أن يبقى لفترة طويلة على الأسطح الزجاجية، لذا فإن تعقيم وتنظيف هاتفك الذكي على نحو منتظم أمر بالغ الأهمية.

بالطبع لا أحد يريد تخصيص وقت يومي لتنظيف الهاتف. لذا، للبقاء في أمان، نوصي بتعقيم هاتفك الذكي بعد كل مرة تستخدمه في الأماكن العامة. عند تعود إلى المنزل، اغسل يديك جيدًا وقم بتنظيف هاتفك الذكي بعدها مباشرًة. إذا غسلت يديك دون تعقيم الهاتف، فستقوم بلمسه وهو ما قد يعرضك بشكل كبير إلى الاصابة بعدوى كورونا عن طريق أصابعك.

إذا كنت تنوي البقاء في الخارج لفترة طويلة من الوقت، ففكر في استخدام مناديل معقمه بانتظام لتنظيف كل من يديك وهاتفك. بشكل عام، يجب تجنب لمس وجهك في الأماكن العامة، وبشكل خاص بعد لمس هاتفك إذا كان هناك احتمال في أن يكون ملوثًا ولو بنسبة 0.1%. كما أن شاشة الهاتف الملوثة تشكل خطرًا إذا اضطررت إلى حمل هاتفك بالقرب من وجهك لإجراء مكالمة مثلًا. لذا فمن الأفضل الحفاظ على هاتفك نظيفًا قدر الإمكان.

وتعتبر أفضل طريقة لتنظيف أو تعقيم الهاتف هي أن تبلل قطعة قماش ناعمة، وخالية من الوبر، بكحول أيزوبروبانول بنسبة تركيز 70 بالمائة، ثم امسح شاشة الهاتف وحوافه والجانب الخلفي له. بينما استخدم نكاشة قطنية لتنظيف الفتحات مثل منفذ الشحن. اخيرًا، جفف الهاتف باستخدام قطعة قماش جافة ولا تتركه يجف وحده. وإذا كنت تستخدم جراب أو غلاف للهاتف، فقم بشطفه جيدا بالماء والصابون قبل أن تضع به الهاتف (المعقم).

وجدير بالذكر أن نفس الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للصحة أظهرت أن الفيروس يمكن أن يبقى على الورق المقوى أو الكرتون لمدة تصل إلى 24 ساعة، والنحاس لمدة تصل إلى أربع ساعات، وحتى في شكل رذاذ في الهواء لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.

نأمل السلامة والأمان للبشرية في العالم أجمع.. 🙏
عبدالرحمن
عبدالرحمن
مدير المحتوى بموقع عالم الكمبيوتر منذُ قرابة 10 سنوات، مدفوعًا بشغفي العميق بالتكنولوجيا الذي أحمله معي في كل مقال ومراجعة.
تعليقات

احدث المقالات