فى عام 2007، قامت شركة مايكروسوفت بطرح ميزة جديدة للتخزين المؤقت تسمي "ReadyBoost" والتى تهدف إلى جعل نظام ويندوز فيستا الجديد - آنذاك - أكثر سلاسة. ومنذ ذلك الحين، ما زلت ميزة ReadyBoost جزءًا من إصدارات ويندوز حتى انها متوفرة في ويندوز 10. ومع ذلك، يتساءل الكثير من المُستخدمين عما إذا كانت ReadyBoost لا تزال وسيلة فعالة لتسريع أجهزة الكمبيوتر في الوقت الراهن، ام لم يعد لها فائدة أو منفعة خصوصًا وأنها موجهة للأجهزة القياسية إلى حد ما. فى هذا المقال سوف نلقي نظرة فاحصة على ميزة ReadyBoost وسوف نُجيب على كل التساؤلات التي تتبادر فى ذهنك بخصوص هذه الميزة.
أولاً:- كيف تعمل ميزة ReadyBoost ؟
فى بادئ الأمر، من المهم ان تدرك أن ReadyBoost هي فى الأساس أداة مساعدة لعملية SuperFetch، وإذا كنت لا تعرف ما هي عملية SuperFetch فأنصحك وبشدة مراجعة موضوعنا السابق حول "ما هي عملية "Superfetch" فى ويندوز". لكن باختصار، هي عملية من شأنها جعل نظام التشغيل يتكيف مع استخدامك اليومي للكمبيوتر، حيث يتم مراقبة البرامج التي تستخدمها على الكمبيوتر بصفة دائمة وتقوم بتحميلها بشكل مسبق فى الخلفية بحيث عند تشغيل البرنامج لاحقًا، يتم تشغيله بشكل أسرع.
تستخدم عملية SuperFetch عادة ذاكرة جهاز الكمبيوتر أثناء العمل، بحيث تقوم بتخزين الملفات على الرام. ومع ذلك، يمكن أن تعتمد عملية SuperFetch على وحدة تخزين خارجية مثل فلاشة USB او بطاقة SD بحيث يتم تحويلها إلى ذاكرة عشوائية مؤقتة وتخزين الملفات عليها بدلًا من الرامات الحقيقية؛ مما يؤدي إلى تحرير المساحة المُستخدمه من الرامات من قبل عملية SuperFetch وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين أداء النظام من الناحية النظرية. وهنا يأتي دور ميزة ReadyBoost التى تقوم برابط وحدة التخزين الخارجية بعملية SuperFetch.
ثانياً:- كيف يتم استخدام ميزة ReadyBoost بفعالية ؟
عندما تقوم بتوصيل وحدة تخزين خارجية مثل الفلاش USB او بطاقات SD أو بطاقات CF بالكمبيوتر وذهبت إلى الخصائص - Properties وتحديد تبويبة ReadyBoost سيبدأ نظام التشغيل بإجراء سلسلة من الإختبارات على وحدة التخزين هذه لتحديد ما إذا كانت بالكفاءة التى تجعلها متوافقة مع ميزة ReadyBoost أم لا، وحتى يتم إستخدامها بفعالية يجب أن تتوفر وحدة التخزين على المتطلبات الآتية:
- أن تكون المساحة التخزينية للقرص هي 4 جيجابايت على الأقل.
- أن تكون سرعة القراءة فى القرص 2.5 ميجابايت/الثانية بحد أدنى.
- أن تكون سرعة الكتابة على القرص 1.75 ميجابايت/الثانية بحد أدنى.
إذا كان القرص الذي تود استخدامه غير متوافق مع هذه المتطلبات، فسوف تري رسالة تعلمك أن القرص ليس لديه المعايير المطلوبة لتشغيل ReadyBoost كما هو موضح فى الصورة المرفقة بالأعلى.
ضع في اعتبارك ايضًا أنه إذا كان الكمبيوتر الخاص بك يحتوي على قرص تخزين من نوع SSD، فإن ميزة ReadyBoost لن تعمل بأي حال من الأحوال وسوف تري الرسالة الموضحة فى الصورة والتى تفيد بأن حاسوبك سريع بالقدر الكافي ولن تضيف ReadyBoost اي تاثير على الاداء، وهذا يرجع إلى أن قرص SSD سريع فعلًا مقارنة بأقراص HHD ولا يحتاج إلى عملية SuperFetch حتى لتحسين اداء النظام.
ثالثاً:- لماذا لم تعُد بحاجة إليها الآن ؟
لاحظ أن استخدام الفلاش USB كوسيلة تخزين مؤقتة أبطأ بكثير من الرامات، لذلك تؤدي عملية SuperFetch واجبها على أفضل نحو عندما تقوم بتخزين الملفات في ذاكرة الكمبيوتر الأساسية أكثر من تخزينها على قرص USB. ولذلك تجد أن ميزة ReadyBoost لا تساعد في تحسين أي شيء عندما تقوم بتفعيلها على حاسوبك الذي يحتوي على حجم رامات كبير فعليًا، فماذا تتوقع أن تضيف لك ميزة ReadyBoost وحاسوبك لديه ما يكفي من مساحة الذاكرة لتخزين ملفات SuperFetch وسيكون الوصول إليها أسرع من الوصول إلى الملفات وهي مخزنة على قرص USB.
تعتبر ميزة ReadyBoost مثالية لأجهزة الكمبيوتر القياسية او التي لديها مكونات هاردوير ضعيفة وخاصة حجم رامات صغير. ولا تنسي أن ميزة ReadyBoost تم طرحها لأول مرة عندما تم إصدار ويندوز فيستا، حينها كانت أجهزة الكمبيوتر ذو إمكانيات متواضعة جدًا ومعظمها كان يعمل بـ 512 ميجابايت كحجم رامات، لذلك كانت تعمل ميزة ReadyBoost على تحسين الأداء بشكل ملحوظ. ومع ذلك، فإن ترقية الرامات وإضافة شريحة ذاكرة إضافية تعمل دائمًا على تحسين الأداء أكثر من استخدام ميزة ReadyBoost.
رابعاً:- متى يحق لك تفعيل ميزة ReadyBoost ؟
هذا لا يعني أن ميزة ReadyBoost عفى عليها الزمن؛ وإلا لم تعد جزءاً من نظام ويندوز 10، فلا تزال وسيلة فعالة لتسريع الكمبيوتر إذا كان الكمبيوتر الخاص بك حاليًا يحتوي على حجم رامات صغير جدًا (512 ميجابايت أو 1 جيجابايت) ولا تريد شراء شريحة رام اكبر لسبب ما، حينها قم بتفعيل ميزة ReadyBoost بدون تردد.
باختصار، قد لا تحسن ميزة ReadyBoost أداء الكمبيوتر الخاص بك بشكل ملحوظ إذا كان حديثًا وذوي إمكانيات متوسطة. لكن إذا كان لديك مساحة صغيرة جدًا من الذاكرة ومتوفر لديك فلاشة USB سريعة جدًا، فقد تلاحظ بعض التحسن الملحوظ فى الأداء - ولكنها ليست مضمونة حتى في هذه الحالة.